أقامت السفارة اليونانية في القاهرة احتفالًا أمس الأحد في مقر إقامة السفير اليوناني السيد\ نيكولاوس باباجورجيو، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة اليونانية، بحضور طاقم السفارة والعاملين في المركز الثقافي اليوناني، والمدارس اليونانية، وأعضاء من الجالية اليونانية في مصر فضلأ عن الدبلوماسيين الأجانب والإعلاميين.
بدأ الحفل بإلقاء السفير " نيكولاوس باباجورجيو" كلمة قصيرة وجهها للحاضرين، ثم ألقي الاستاذ أمفيلوخيوس باباثوماس محاضرة عن تاريخ اللغة اليونانية، ثم قرأ طلبة اللغة اليونانية قصيدتين للشاعر اليوناني الشهير "قسطنطين كفاكفيس"، واختتم الحفل بعدة أغنياء كلاسيكية قدمتها "مارلينا روسوجلو".

السفير اليوناني: لغتنا صامدة وتشكل هويتنا
بدأت الأمسية بإلقاء السفير نيكولاوس باباجورجيو كلمة للحاضرين قال فيها: خلال السنوات الأخيرة، تم رسميًا إقرار يوم التاسع من فبراير، وهوذكرى وفاة "ديونيسيوس سولوموس"، الشاعر الذي كتب النشيد الوطني لليونان، ليكون اليوم العالمي للغة اليونانية، حيث يمثل هذا الاحتفال شهادة على الأهمية الثقافية العميقة للغة اليونانية ودورها الحاسم في تشكيل الحضارة الغربية الحديثة.
وأشار " باباجورجيو " أن اللغة اليونانية التي شكلت تاريخ الفلسفة والدراما والعلوم الغربية هي لغة صامدة وتأثرت بها لغات كثيرة أخرى، مشيراُ إلى أن هناك الملايين الذي يتحدثون اللغة اليونانية.
وأضاف "السفير اليوناني" في القاهرة أن هناك 3 جامعات مصرية تدرس اللغة اليونانية، وهم الذي يحفظون أشعار "قسطنطين كفافيس" وانتم جزء من تأثيرنا لحماية اللغة ونقلها للأجيال القادمة، فلغتنا هي ما يشكل وجودنا وهويتنا".

تاريخ يمتد لأربعة آلاف عام
ثم ألقى البروفيسور أمفيلوخيوس باباثوماس الاستاذ في جامعة أثينا محاضرة بعنوان اللغة اليونانية: تاريخ يمتد لأربعة آلاف عام وما زال مستمرًا، تحدث خلالها عن تاريخ اللغة اليونانية مشيرا إلى أن اللغة اليونانية قدرة فريدة على البقاء فهي واحدة من خمس لغات فقط، من بين 6500 لغة يتم التحدث بها رسميًا اليوم؟
وقد امتدت اللغة اليونانية إلى أقصى المناطق الشرقية في العالم المعروف آنذاك، بعد فتوحات الإسكندر الأكبر وتأسيس الممالك الهلنستية، وعلى الرغم من توسع الإمبراطورية الرومانية، بقيت اللغة اليونانية سليمة لم تتأثر، ثم تم ترسيخها خلال العصر البيزنطي، كلغة رسمية للإمبراطورية، خيث ساهمت في استمرارالتراث الفكري والثقافي للعالم اليوناني.
وقد تطورت اللغة اليونانية في العصر الحديث، عن اللهجة اليونانية الهلنستية العامة، لتصبح اللغة الرسمية للدولة اليونانية في القرن التاسع عشر، ولا تزال اللغة الرسمية للجمهورية اليونانية حتى اليوم.
هناك العديد من النظريات حول وقت ظهور اللغة اليونانية، والذي يتزامن على الأرجح مع هجرة الشعوب الهندو-أوروبية إلى شبه جزيرة البلقان خلال العصر البرونزي المبكر، ووفقًا لهذه الفرضيات البحثية، يرجح ظهور اللغة اليونانية في الفترة بين 3600 ق.م و2000 ق.م.
وعلى الرغم من الاتصال بالرومان الغزاة، بقيت اللغة اليونانية سليمة ولم تتأثر، ففي البداية، وقد ازدهر التعليم اليوناني خلال تلك الفترة، وتم ترسيخ اللغة اليونانية باعتبارها اللغة الإدارية الرسمية للجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية.

ولعبت مصر، دورًا حاسمًا في تعزيز اللغة اليونانية والحفاظ عليها، إلى جانب الثقافة اليونانية، من أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وحتى أوائل القرن التاسع الميلادي. بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 ق.م.، أصبحت البلاد، وخاصة الإسكندرية، المركز الأهم للحضارة والعلوم الهلنستية.
وأنشأ الحكام البطالمة مؤسسات مثل مكتبة الإسكندرية، وجذبوا المفكرين والفلاسفة والعلماء اليونانيين، كما تم ترسيخ اللغة اليونانية كلغة إدارية وأدبية، مما سهل استخدامها على نطاق واسع من قبل النخب، والمسؤولين، وجميع السكان في البلاد لما يقرب من أحد عشر قرنًا ونصف القرن.
وظلت اللغة اليونانية مهيمنة في الإدارة والتجارة والحياة الفكرية تحت الحكم الروماني والبيزنطي، وساهمت المجتمعات الرهبانية في مصر أيضًا في الحفاظ على التراث الأدبي اليوناني، من خلال ترجمة النصوص ونسخها.
ويعكس الاستخدام المستمر للغة اليونانية في مصر خلال القرنين الأولين من العصر الإسلامي مدى اندماجها العميق في المشهد الثقافي والفكري للمنطقة.
0 تعليق