خلال الإجازة... والناس لاهية وتحاول أن تروح عن نفسها إما في مزرعة وإما شاليه وإما البعض في السفر لدول الخليج... التقيت بزميل أستاذ دكتور، ويقول بحرقة «بوعبدالله طلعنا من الكويت وأمضينا كم يوم بالسعودية وبعدها البحرين وتخيل إنك تنهي كل تعاملاتك عبر الموبايل... بس إذا احتجت التوقيع تذهب للبنك وهو مقبول جداً وعادي».
وأكمل... عندنا في الكويت لا أرى أي مبرر من وجود الطباعين أمام بعض جهاتنا الحكومية و«ليش أراجع» وفوق هذا تنهال علينا الاتصالات من أولياء الأمور يشتكون من «الشعب المغلقة» ولما نروح لمزارع الوفرة نرى أكوام القمامة والنظافة غير المتوفرة غير الطرق المهترئة.
استشهدت بحديث صاحبي هذا لأنه ليس شخصاً عادياً ممكن «تطوف» كلامه، وهو ونحن قد تقدمنا بحلول يأتي في مقدمتها إضفاء الرقابة والعقاب لكل من تسبب في تأخرنا والأمر سهل جداً للغاية.
نريد أن نهتم بالقضايا المصيرية من تعليم ورعاية صحية وسكنية، وتحسين معيشة وترسيخ مفهوم المواطنة الحقة.
نريد أن نشاهد برامج حوارية تلفزيونية تعرض المشاكل وتستقبل الحلول... أو إنشاء مكتب استشاري مصغر لعل وعسى أن «نتماكن أنفسنا».
يعني في المملكة العربية السعودية، نرى «السعودة» قد تم تفعيلها بشكل مبهر والقانون يطبق على الكبير والصغير ولا مجال للمعاملات الورقية. في السعودية والبحرين والإمارات، تجد المشاريع تنفذ في مدد زمنية قصيرة وتكلفة معقولة والنظافة متميزة حماية للإنسان والبيئة.
الشاهد، ان التنمية بأنواعها ومجالاتها معلومة وطرق التوصل إليها سهل المراد.
ذكرت في ما سبق أن «الفلوس» و«المباني» لا يخلقان التنمية الحقيقية فالإنسان وتنمية الأفراد هو الأساس.
«شوفوا» التنمية من حولنا... كلنا سافر لدول الجوار ودول أخرى، و«شاف بعينه» الفرق الشاسع وكم كنت أتمنى أن نتبع المنهج السنغافوري أو الماليزي للوصول إلى أهدافنا المرجوة بعد اقتلاع الفساد من جذوره واختيار الأخيار.
نريد من يقرأ فقط ليس إلا... فمن القراءة نستطيع فهم متطلباتنا واحتياجاتنا وقدراتنا وإمكانياتنا ونقدر بعدئذ عمل مقارنة بين التنمية لدينا والتنمية من حولنا.
الزبدة:
كتبت هذا لأهمية التنمية والتحول الكامل إلى الحكومة الرقمية ونظافة الإنسان والبيئة وتطبيق القانون وتوفير ما نحتاجه، وهذا سيوفر تلقائياً المواطنة الصالحة إذا سمح لنا بالتحاور وتقبل الرأي الآخر. أتذكر قول أحد الإخوة المخضرمين حينما طالبنا بوضع اليد على الجرح ... وهنا نحن نضع المقالات منذ سنوات طويلة بهدف معالجة الأوضاع من دافع المحبة التي من شأنها رفع مكانة البلد والعباد، ونبقى كبشر خطائين ونستغفر الله على الدوام، ونسأل الله التوفيق والسداد... الله المستعان.
Twitter: @TerkiALazmi
0 تعليق