نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف محاضرة بكلية طب الأزهر في محافظة دمياط، والتي جاءت ضمن مبادرته "نحو رؤية أزهرية لمجابهة التطرف"، الرامية إلى مناقشة القضايا التي تهم قطاع الشباب ومنها مخاطر التطرف والإلحاد، والانتحار، بالإضافة إلى قضايا المرأة بين العرف والدين.
وحاضر بها كل من د. محمد محمدي الشحات منسق وحدة رصد اللغة الأردية، وأ. أحمد حسن الباحث بوحدة رصد اللغة الفرنسية، وأ. أحمد عبد العال، وأ. خالد الشاذلي، الباحثان بوحدة اللغة العربية. في بداية المحاضرة، تطرق الأستاذ أحمد حسن إلى إصدارات المرصد المتنوعة والتي تعد مرجعًا علميًا للباحثين في مجال التطرف والإرهاب. كما تناول التطرف اليميني في الغرب، لا سيما في فرنسا حيث استعرض الباحث النشأة وأسبابها والآثار المترتبة عليه بالنسبة للمسلمين على وجه التحديد.
من ناحيته، شدد الدكتور محمد محمدي، على مسألة استغلال التنظيمات الإرهابية لشبكة الإنترنت في حشد وتجنيد المزيد من العناصر، من خلال الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في بث رسائل مزيفة ومجتزأة من النصوص الدينية في محاولة منها لاستمالتهم إلى صفوفها. مستشهدًا بما نشره تنظيم داعش الإرهابي مؤخرًا من صور لأطفال سعداء وحدائق وأكلات شهية الهدف منها تشجيع الأفراد على الانضمام لصفوفه وتنفيذ أجندته التخريبية.
وحول مسؤولية الإنسان في الحياة والعلاقة مع الله –عز وجل- ، قال الأستاذ خالد الشاذلي إنه من غير المنطقي نسب ما يرتكبه الإنسان من أفعال تسببت في تخريب الطبيعة والإضرار بنعم الله إلى الله تعالى. وأكد الباحث بمرصد الأزهر أن الله حين خلق النعم أوجدها في صورتها الصحيحة المفيدة للإنسان، مستشهدًا بما جاء في قوله تعالى: (والسماءَ رفعَها ووَضَعَ الميزانَ ألا تَطغَوا في الميزان)، فالطبيعة خلقها الله بميزان، يعني بنظام دقيق يكفي لحاجة الإنسان والبشرية، وأيُّ عبث أو تلاعب في الميزان يؤدي إلى عواقب وخيمة، نراها في وقتنا الراهن في أشكال التغير المناخي.
ومن المفاهيم التي سعى مرصد الأزهر إلى تصحيحها في أذهان الشباب "مفهوم الحرية"، وعن ذلك قال أ. أحمد عبد العال أن الحرية لا يمكن النظر إليها بوصفها "مطلقة"، لكون هذا يخالف العقل، ويصطدم مع حقيقة عبودية الإنسان لله – عز وجل-، فالإنسان ينبغي أن يخضع لشيء ما يصحح مساره ويقيد انسياقه وراء شهواته – وهي الأخطر- ، وخضوع الإنسان ينبغي أن يكون للجهة الأجدر بهذا وهي جهة الله تعالى. وعن ذلك، عبر الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن قائلًا «طلب الحرية بغير طلب الله، يؤول حتمًا إلى نسيان الحرية، بل إلى طلب نقيضها».
0 تعليق