ثقافة وفنون
8
بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ومعهد العالم العربي بباريس.. وبحضور إبداعي وأكاديمي![alsharq](/get/maximage/20250210_1739220367-67922.jpg?t=1739220367)
وزير الثقافة يفتتح النسخة الرابعة من موسم الندوات
طه عبدالرحمن
جاك لانغ: قطر تشهد نهضة ثقافية في مختلف المجالات
العالم مدين للغة العربية بإسهامات لا تحصى
فرنسا تكرم الضاد خلال يوليو المقبل
شوقي عبدالأمير: علينا تقديم صورة صحيحة للعرب في الغرب
افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، مساء أمس النسخة الرابعة من موسم الندوات، والذي تقيمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومعهد العالم العربي بباريس، وتتواصل حتى 25 من الشهر الجاري.
حضر الافتتاح الذي أقيم بفندق شيراتون عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والسفراء المعتمدين لدى الدولة وعدد من كبار المسؤولين وجمع غفير من الأكاديميين والمثقفين والفنانين والمهتمين، وطلاب الجامعات في قطر.
وقد استطاع موسم الندوات عبر نسخه الثلاث السابقة أن يكون منصة بارزة للحوار الفكري المعمق، حيث شهدت ندواته حضوراً لافتاً من الخبراء والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وصُناع الرأي، الذين أثروا النقاش بأفكارهم ورؤاهم.
آفاق للحوار
واستهل السيد جاسم سلمان، المشرف العام على موسم الندوات، انطلاق أولى فعاليات الموسم بالتأكيد أنه أضحى منبراً سنوياً لتعزيز الحوار الثقافي والفكري المعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية المعاصرة، وفضاء مفتوحا لتلاقي الأفكار والإبداعات التي تشكّل المشهد الثقافي القطري والعربي وتصنع تنوعه وتفرده وانفتاحه، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة أعدت خلال الموسم برنامجاً ثرياً ومنوعاً من الندوات الفكرية لتعظيم الفائدة المرجوة من هذا الحدث الثقافي السنوي.
وأضاف أن وزارة الثقافة تهدف من خلال موسم الندوات، الذي يستمر حتى 25 فبراير الجاري، إلى تعزيز جهودها في بناء شراكات ثقافية مثمرة مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ودعم الأنشطة والفعاليات الفكرية والإبداعية والثقافية ، وبناء جسور التواصُل بين النخب الثقافية والأكاديمية والجمهور، بما يدعم جهود التنمية الثقافية والبشرية في المجتمع.
وتابع: إن وزارة الثقافة حريصة على توسيع نطاق التأثير الثقافي عبر عقد شراكات ثقافية مع كبرى المؤسسات الثقافية والبحثية في العالم، بما يدعم الحضور الثقافي القطري في الأوساط الأكاديمية والفكرية العالمية، ويفتح آفاقاً أوسع للنقاش والحوار الفكري المثمر، الذي يوفره موسم الندوات، في نسخته الرابعة.
خطاب ثقافي
وأعقب افتتاح موسم الندوات، انطلاق أولى فعالياته ، بعنوان «الخطاب الثقافي العربي في الغرب»، بمشاركة كل من سعادة السيد جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس معهد العالم العربي في باريس، والسيد شوقي عبدالأمير، مدير عام المعهد، وقدمتها الإعلامية آمال عراب.
وتناولت الندوة قضية اللغة العربية ودورها وحضورها في المشهد الثقافي عامة، والتصورات الشائعة عنها، والتحديات المحيطة بها في فرنسا، إضافة إلى مداخلة للكاتب العراقي شوقي عبد الأمير.
نهضة شاملة
ومن جانبه، وصف السيد جاك لانغ، دولة قطر بأنها تتمتع بصروح ثقافية وفنية ومتحفية هائلة، فضلاً عما تتمتع به الدولة من نظام تعليمي، بتوسعها في إنشاء المدارس التعليمية، ومنها مدرسة «فولتير»، ودورها في نشر اللغة الفرنسية. مشيداً بالمستوى الثقافي والإبداعي في قطر وما تشهده من نهضة ثقافية على كافة المستويات خاصة من بنية تحتية حيث تمتلك العديد من المتاحف والمكتبات والمؤسسات الثقافية التي ترسخ الحضور القطري في المشهد الثقافي العالمي.
وقال: إن معهد العالم العربي في باريس، قام خلال العام الماضي بتنظيم فعالية تضمنت منتدى الفكر العربي، استمرت لمدة أسبوع، وتم خلالها دعوة نخبة من المفكرين في العالم العربي، وأن من ملامح اهتمامه باللغة العربية تأليفه كتاباً منذ خمس سنوات بعنوان «اللغة العربية كنز فرنسا»، مرجعاً اختياره هذا العنوان للكتاب لمدى التأثير الكبير للغة العربية في فرنسا، وتأثيرها اللافت في المجتمع.
وأوضح لانغ أنه نشأ في فرنسا جيل تربى على اللغة العربية، إذ تعد العربية، هي اللغة الثانية في فرنسا، بعد اللغة الأم، وأن هناك الملايين يتحدثون بها في فرنسا. مستحضراً الاهتمام التاريخي باللغة العربية في فرنسا، وذلك منذ عهد الملك فرانسوا الأول، معرجاً على مهرجان «أفنيو»، والمقرر إقامة نسخته الجديدة في 14 يوليو المقبل.
تكريم الضاد
وقال لانغ : إن النسخة المرتقبة من هذا المهرجان سوف تشهد تكريم اللغة العربية، انطلاقاً من تكريم المهرجان للغات الحية في كل دورة، وإن دورته المرتقبة سوف تحل اللغة العربية في جميع أنشطتها، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية، حيث سيشهد المهرجان فعالية موسيقية عن سيدة الغناء العربي الفنانة الراحلة أم كلثوم، كما سيشهد تكريم الشعر والموسيقى في العالم العربي، ما يعكس مدى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها اللغة العربية في فرنسا، ما يجعلها كنزاً للعالم، وليس فقط لفرنسا.
ثروة لغوية
وتحدث عن ثراء اللغة العربية، وأنها واحدة من أكثر اللغات تحدثًا في العالم، وواحدة من أقدم اللغات الحية اليوم، وتتميز بثروة لغوية استثنائية، مؤكدا أن العربية كان لها الفضل في نقل العلوم والمعارف، حيث كانت جسرًا بين العالم القديم، كالعالم اليوناني، والعالم الغربي، فمن خلالها وصل إلينا جزء كبير من الفلسفة اليونانية، كما انتقلت إلينا علوم الرياضيات اليونانية. وقال جاك لانغ: إنه بفضل اللغة العربية حفظت نصوص مثل “ألف ليلة وليلة”، حيث نقلت في بعض الحالات بفضل المستعربين الفرنسيين، لكنها ظلت في جوهرها عربية، وأن العربية لم تكن مجرد لغة وسيطة، بل كانت لغة علم أيضا.
وتابع: إن المعرفة العلمية والرياضية التي نعرفها اليوم تدين بالكثير للعربية، وأن العالم كله مدين للغة العربية بإسهامات لا تحصى، معرجاً على جهود معهد العالم العربي في باريس في تعزيز حضور اللغة العربية في فرنسا، وإنشائه قسماً خاصاً باللغة العربية.
وبدوره، تناول شوقي عبدالأمير، التحديات التي تواجه اللغة العربية في الغرب، داعيا إلى مواجهة النمطية السائدة في الغرب عن العالم العربي.
وأشار إلى وجود فجوة بين عظمة اللغة العربية وقدرة أبنائها على إيصالها للعالم في الواقع، حيث توجد من وجهة نظره ثلاثة عوائق رئيسية وهي ما أسماها الماضوية والشفاهية والنمطية، مشدداً على وجود خطاب يركز على الأصول والتراث ولكن لا يعتمد اعتمادا كليا على هذا الإرث دون تجديد فعلي، إلى جانب الاهتمام بالتدوين والتسجيل حيث لا يتقبل الغرب الخطاب الشفاهي بسهولة. مشدداً على ضرورة تقديم الصورة الصحيحة للعرب في خطابهم إلى العالم الغربي، بكل ما تتسم به هذه الصورة من وضوح وشفافية.
ذاكرة الخليج
تقام غداً، الندوة الثانية من موسم الندوات، في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحت عنوان «الخليج وذاكرته التاريخية»، وذلك في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وتسلط الضوء على أبعاد الذاكرة التاريخية في منطقة الخليج العربي ودورها في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية.
ويشارك في الندوة كل من: سعادة السيد خالد بن غانم العلي، عضو مجلس الشورى، ود. آمنة صادق، أستاذ مساعد في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، ود. العنود آل خليفة، باحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
جدليات الثقافة
يستقطب موسم الندوات نخبة متميزة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، لتتكامل الرؤى من أجل إيجاد مقاربات وأطروحات مستنيرة حول جدليات الثقافة والفكر وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة والتغيرات الاجتماعية، وغيرها من الموضوعات الثقافية والقضايا الفكرية الراهنة.
ويأتي تنظيم وزارة الثقافة لهذا الموسم، انطلاقاً من جهودها المتواصلة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة بارزة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق