حوارات
يخون الانسان نفسه، بعلمه أو جهله، عبر ممارسة سلوكيّات هدّامة، ومن بعض سلوكيّات خيانة النفس في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
- تكليف النفس ما لا تطيق: يكلّف المرء نفسه ما لا تطيق عندما يضع على عنقه أطواقاً لا يمكنه نزعها، وعندما يتجاهل أولوياته وأهدافه الحياتية الشخصية، بهدف إرضاء وتحقيق أولويات وأهداف أشخاص آخرين.
التهرّب من حقائق العلاقات: يتهرّب الانسان من مصارحة نفسه بحقائق بعض علاقاته، الفردية والأسرية والاجتماعية، ويستمر ينغمس في علاقات تضرّه ولا تنفعه، وربما يبرّر لنفسه استمراره في بعض العلاقات السّامة بحجج واهية منطقياً، ويخون نفسه بسبب ذلك.
- الاختلاط بالأشخاصِ الخطأ: يختلط الفرد بالأشخاص الخطأ عندما يصادق الذين يتسكّعون على طرقات الحياة، ويخون نفسه أيضاً بالاختلاط بالنفر الذي يعرف في داخله أنهم سلبيّون، وسوداويون، أو منغلقون فكرياً أو متعصّبون قبلياً أو طائفياً، أو فئوياً، فلا فائدة ترجى وراء هذا النفر من الناس.
- الدفاع عن القضايا الخاطئة: يخون المرء نفسه عندما يعتنق، أو يدافع، أو يخلص لقضايا تضرّه ولا تنفعه، لا سيما ما تخدم مصالح أفراد بذاتهم على حساب الآخرين، ويبتعد العاقل بنفسه عن أن يُصبح بإختياره أداة يستعملها البعض لتحقيق مصالحهم الضيّقة على حساب حقوقه، وإنسانيته، وأخلاقه. التّبعيّة العمياء: يخون الانسان نفسه عندما يقبل أن يبقى تابِعاً شغفاً لأشخاص مؤثّرين، أو أصحاب "كاريزما"، أو أصحاب مال أو نفوذ اجتماعيّ.
ويقبل على نفسه أن يستمر في علاقاته المختلّة معهم، وكأنّه "إكسسوار" إضافي يستعمله البعض لزخرفة حضورهم الاجتماعي.
ويخون نفسه عندما يقبل أن يتحوّل حطباً وقوداً في نيران يشعلها الآخرون لتحقيق أمجادهم الشخصية على حسابه.
- القنوط من رحمة الله: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53).
يخون المرء نفسه عندما يوصلها باختياره الى مرحلة اليأس التّام من الحياة، وعن طريق ممارسة التفكير الكارثيّ، فلعل حاضراً تكرهه اليوم يأتي غد أفضل منه، فاصبر واحتسب.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق