مستشارك النفسي.. أعاني من الإدمان على الإنترنت

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. العربي عطاء الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة أعاني من إدمان الإنترنت حيث لا أستطيع العيش أو التأقلم في مكان لا يوجد فيه الإنترنت رغم أنه لا توجد أشياء ضرورية لكي تجبرني، وانظر على المواقع الإباحية.
وأعاني أيضا من العادة السرية منذ أن كان عمري 14 سنة حاولت ردع نفسي ولكن بلا جدوى، أنا محتار ومتخوف جدا، أتمنى أن تساعدوني. وجزاكم الله خيرا.
أخوكم / عبد العزيز.

الإجابة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد العزيز حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا.
اعلم أن الأمر الذي تعاني منه ناتج عن الفراغ الذي تعيشه، سواء كان فراغا عاطفيا أو فراغا اجتماعيا أو فراغا روحيا، فأنت تعيش أزمة فراغ، ولهذا فإنك تلجأ إلى الانترنت لملء الفراغ حتى وإن كان في أمر غير أخلاقي، منافٍ للعادات والتقاليد الإسلامية التي نعيشها، فأنت لم تستغل الإنترنت الاستغلال الجيد، وإنما تريد أن تسقط هذا الفراغ في النظر إلى مواقع إباحية أو استخدام الإنترنت في الشيء غير الصحيح الذي وجد له.
أخي عبد العزيز يجب أن تعرف أن المرحلة التي تعيشها هي مرحلة المراهقة، وأنت تعرف أن أصعب مرحلة يمر بها الإنسان هي مرحلة المراهقة مرحلة النضوج من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية والفكرية والجسمية، وأنت إن لم تستغل هذه المرحلة في طاعة الله وفي عمل الخير، وإلا ستنقلب الأمور وتكون عكس ذلك، وستعيش في حيرة وتكون حياتك فوضى لا استقرار فيها وستلجأ أيضا إلى استخدام الإنترنت في مشاهدة الأمور الإباحية، ولا شك أن هذا السلوك سيؤدي بك إلى الوقوع في العادة السرية، وإذا أردنا أن تكلم عن العادة السرية فالأمر يطول هنا، ولكن أحب أن أوضح لك أخي عبد العزيز أن العادة السرية أو ما يسمى في عرف الفقهاء بالاستمناء، وهو العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة منتظمة ومستمرة بغية استجلاب الشهوة والاستمتاع بإخراجها والتي تنتهي بإنزال المني.
واعلم أن حكمها في الإسلام التحريم لقوله تعالى: « والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون «.
أنا أريدك أخي عبدالعزيز أن تعقد العزم وتعاهد الله تعالى على التغيير من حياتك والأمر بعد الله تعالى بيدك أنت، فأنت صاحب القرار، فإذا ابتعدت عن استخدام الإنترنت بطريقة سلبية بإذن الله تعالى ستسمو روحك وتطمئن نفسك وتبتعد عن ممارسة كل ما يخل بالأخلاق.
وعليك باتباع الخطوات التالية:
- تقوية صلتك بالله تعالى.
- تذكير نفسك بمراقبة الله تعالى لك.
- الابتعاد عن المواقع الإباحية والنشرات الهابطة والبرامج التلفزيونية الفاسدة، حتى لا تقع في براثن العادة السرية.
- ملء فراغك بكل ما يعود عليك بالفائدة مثل ممارسة التمارين الرياضية، مطالعة الكتب الهادفة، المشاركة في أعمال تعود بالفائدة عليك وعلى أسرتك.
- صحبة أهل الخير والابتعاد عن أصحاب السوء.
- لا تترك العنان لشهواتك ورغباتك وأحلامك تسيطر عليك وتقودك وإنما تذكر دائما أن الله تعالى مراقب لك، وهو أقرب لك من حبل الوريد.
وبالله التوفيق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق