شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس، فعالية خاصة لبرنامج ريادة الأعمال المجتمعية، نظمها التعليم ما قبل الجامعي بالمؤسسة بالتعاون مع مينتور العربية بهدف تسليط الضوء على دور القيادة الأخلاقية وريادة الأعمال المجتمعية.
حضر الفعالية جلالة الملكة سيلفيا، ملكة مملكة السويد ورئيسة مؤسسة مينتور الدولية وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مينتور العربية. خلال الفعالية، قدّم سبعة طلاب تأهلوا للمرحلة النهائية من البرنامج خمسة مشاريع ريادية، حيث استعرضوا أفكارهم المبتكرة وتأثيرها الاجتماعي، مع التركيز على إمكانياتها في تحقيق التنمية المستدامة. وضمت لجنة التحكيم نخبة من الخبراء والمتخصصين في ريادة الأعمال الاجتماعية، الذين قيّموا المشاريع بناءً على معايير أساسية شملت الإبداع، والاستدامة، وإمكانية التطبيق، والتأثير المجتمعي.
وقد وفرت هذه التجربة القيّمة للمشاركين ملاحظات بنّاءة وإرشادات توجيهية، مما مكنهم من تحسين مبادراتهم وتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع مؤثرة ومستدامة على المدى الطويل.
صرّحت الشيخة نوف أحمد بن سيف آل ثاني، المدير التنفيذي للمبادرات الإستراتيجية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بأن التمسك بالقيم الأساسية أمر ضروري في عالم سريع التغير، حيث تشكل هذه القيم الأساس لبناء مجتمعات قادرة على الصمود.
وأوضحت الشيخة نوف: «أن برنامج ريادة المجتمع يهدف إلى تمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات والدعم اللازمين لتطوير مبادرات اجتماعية مؤثرة تتماشى مع رؤية مبادرة «أخلاقنا»، وتابعت: «التعليم في مؤسسة قطر يتجاوز التحصيل الأكاديمي، فهو يتعلق بتشكيل الشخصية، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، وترسيخ القيم الأخلاقية».
وأكدت الشيخة نوف أن البرنامج أثبت نجاحه في تطوير مهارات القيادة وتحويل الأفكار إلى حلول عملية، مشيرةً إلى أن الشراكة بين «أخلاقنا» و»مينتور العربية» تعزز القيم الأخلاقية من خلال توفير تدريب متخصص في ريادة الأعمال الاجتماعية.
واختتمت حديثها برسالة موجهة إلى رواد الأعمال الشباب، حثتهم فيها على جعل الأخلاق والقيادة نهجًا ثابتًا في مسيرتهم. وقالت: «هذه ليست سوى البداية. اجعلوا القيم الأخلاقية والبصمة الإيجابية جوهر رحلتكم، وألهموا الآخرين، واسعوا لخلق تأثير مستدام يسهم في بناء مجتمعات أقوى».
فاطمة سالم نقادان، طالبة تبلغ من العمر 24 عامًا في جامعة قطر، تم تكريمها على مشروعها «كارت كاش»، وهو محفظة رقمية يتحكم فيها الوالدان، مصممة لإعادة تحفيز الأطفال من خلال تشجيعهم على إكمال المهام وتطوير أنفسهم. وقد تم الاعتراف بالمشروع لتميزه وابتكاره في ريادة الأعمال الاجتماعية. واحتفاءً بجهودهم ومساهماتهم القيّمة، تمت دعوة جميع المشاركين إلى المسرح، تأكيدًا على دورهم المشترك في تعزيز الابتكار وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
فاطمة نقادان صاحبة المشروع الفائز: خطوة لإحداث تغيير ملموس يخدم المجتمع
قالت فاطمة نقادان، صاحبة المشروع الفائز: «الفوز بهذا المشروع يمنحني دافعًا كبيرًا للاستمرار في تطويره وتعزيز تأثيره. فهو ليس مجرد إنجاز شخصي، بل خطوة نحو إحداث تغيير ملموس يخدم الأفراد والمجتمع.»
وأضافت نقادان: «فخورة بكوني إحدى المتدربات مع «منتور العربية»، فقد كانت تجربة غنية ومثرية تعلمت خلالها العديد من المعلومات القيّمة. كان التدريب مليئًا بالمعرفة والخبرات المفيدة، وأنا سعيدة جدًا بهذه التجربة، وأتطلع إلى رؤية ثمرة جهودي تنعكس على أرض الواقع.»
أما عن التأثير التكنولوجي للمشروع على الأطفال، فأوضحت نقادان أن نجاحه يعتمد بشكل كبير على مدى تقبل أولياء الأمور لتفاعل أطفالهم مع التكنولوجيا، مشيرةً إلى أن “التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والتحدي يكمن في كيفية توجيهها بالشكل الصحيح. عند استخدامها بوعي وإيجابية، يمكن أن تتحول إلى أداة تعليمية مفيدة بدلًا من أن تشكل عبئًا سلبيًا».
وأكدت فاطمة نقادان، في تصريحات صحفية، أن المشروع يساعد أولياء الأمور على ارجاع الشغف للأطفال، وحب العمل والاستفادة من الوقت بأفضل صورة ممكنة، فالتطبيق يسمح لهم بوضع مهمات للأطفال، وبناءً عليها يحصل الطفل على مكافآت ومحفزات من الوالدين، وقالت نقادان: تشرفت بالتدرب مع منتور العربية ومبادرة أخلاقنا، فقد كانت تجربة مميزة، واستفدت منها بمعلومات قيمة، وتضمنت الكثير من المعلومات والمعرفة، ومن أهم المهارات التي تعلمتها كيفية تحديد المشكلة، بناءً على ما يواجهنا من مشاكل على أرض الواقع، إضافة إلى طرق عرض افكارنا دون خوف من الجمهور.
ونوهت إلى أنها ستعمل خلال الفترة المقبلة لوضع خطة لثلاثة شهور مقبلة، من أجل انجاز نموذج أولي للتطبيق، والعمل على تجربته، وتعريف الأطفال وأولياء الأمور عليه، ما يسمح بأخذ أكبر قدر من المراجعات حول التطبيق، ما سيسمح بتطوير التطبيق بصورة أكبر مستقبلياً.
أنطوني أبي زيد: نهدف لبناء مجتمع شبابي مزدهر
قال أنطوني أبي زيد، مدير البرامج في مؤسسة مينتور العربية: «يهدف البرنامج إلى بناء مجتمع شبابي مزدهر ومتمكن، من خلال تزويد المشاركين بالمهارات والموارد والدعم اللازم لإطلاق مشاريع ريادة أعمال اجتماعية ناجحة وتنميتها واستدامتها. لا نريد فقط تقديم المعرفة، بل نهدف إلى خلق تأثير حقيقي ومستدام في المجتمع.»
وأشار أبي زيد إلى أنه تم اختيار 22 مشاركًا لهذه النسخة من البرنامج، مما يتيح لهم فرصة الاستفادة من تدريب مكثف وأكثر تخصيصًا، وقال: «نحرص على أن يحصل كل مشارك على التوجيه والدعم الذي يمكنه من تحقيق أهدافه في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية.»
وأوضح أبي زيد إلى أن عملية الاختيار استندت إلى مجموعة من المعايير لضمان اختيار المشاركين الأكثر استعدادًا واستفادة من البرنامج، قائلًا: «أردنا استقطاب الشباب الذين لديهم الشغف والالتزام بريادة الأعمال الاجتماعية. وحرصنا على أن يكون عمر المتقدم بين 18 و30 عامًا، ويُظهر اهتماما واضحا بريادة الأعمال الاجتماعية، سواء من خلال امتلاك مشروع قائم أو فكرة واعدة يمكن تطويرها».
أحمد المالكي: دورة متكاملة لبناء الأفكار التجارية
قال أحمد يوسف المالكي – مدير مشاريع في مكتب التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر بتصريحات صحفية: كان هذا تعاونا مثمرا بين منتور عربية ومبادرة أخلاقنا، وهي إحدى المبادرات المجتمعية في مؤسسة قطر، وهذه المبادرة ومنتور عربية لهما أهداف مشتركة، مثل تنمية قدرات الشباب واستثمار طاقاتهم والفرص السانحة لهم، وذلك من خلال برنامج ريادة الأعمال المجتمعية الخاص بالشباب.وأضاف: دخل الشباب في دورة متكاملة لبناء أفكارهم التجارية وعرضها، ضمن ريادة أعمال مجتمعية بنطاق مجتمعي أخلاقي، فخاضوا الكثير من التدريبات، لكي يصلوا إلى المرحلة النهائية، وليعرضوا مشاريعهم، وقد تقدم 80 مشاركا، وقبلنا من بينهم 20 مشروعا، واليوم تم عرض أفضل 5 مشروعات من بينها.وأشار إلى أن الاقبال على البرنامج كان كبيراً، وحرصنا على انتقاء المميز من الأفكار المشاركة.
0 تعليق