1139 للهجرة (1727م).. عام انتصار للمبادئ الإنسانية الذي تحرر به العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد على نهج نبوي نقي.. يوم تغيَّر به التاريخ لتتغير بتغيره جغرافيا أرض هبط عليها أبو الإنسانية آدم عليه السلام.. أرض أقيم عليها أول بيت وضع للإنسانية.. أرض انطلقت منها أسس الثقافة والحضارة الإنسانية الأولى.. أرض رُسل وأنبياء دين الإنسانية.
جاء هذا التغير الجغرافي والتاريخي بمفاهيم جددت معنى الإنسانية، وكيف هي مكانة وقدر إنسان هذه الأرض وقيمته بلا ظلم ولا استعمار ولا تحزب ولا عصبية.. ومن خلال ربطه بأرض تلك مزاياها وهذه سماتها؛ ربط لم ولن يتم إلا بقيام وطن ينتسب ويُنسب إليه إنسان هذه الأرض، بل تُنسب وتنتسب له أرضه تلك.
من هنا وعلى يد الإمام محمد بن سعود شع عام 1139 سنا بوادر قيام وطن، بتأسيس الدولة السعودية الأولى، لتتبعها الدولة السعودية الثانية، ليتوج الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل، طيب الله ثراه، ذلك التأسيس بدولته السعودية الثالثة، وطن الحرمين الشريفين (المملكة العربية السعودية)، موحداً أرضها، ومتحداً بتلك الوحدة إنسانها، لم يكن ذلك كله ليكون لولا نصر من الله ثم بتضحيات جسام قدمها حكامنا الأشاوس ورجالهم المخلصون راح فداء للوطن بها آلاف الشهداء عبر مواقع ومعارك استمرت منذ يوم التأسيس عام 1139، مروراً بحقبة التحرير وانتهاء بعهد التوحيد زمن الإمام الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل مؤسس الدولة السعودية الثالثة وآخر معركة قادها السبلة عام 1347، ليصبح هذا الوطن اليوم واقعاً دينياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً وثقافياً، تقر بإنسانيته كل المعمورة كواقع قيادة وطنية فذة، واقتداء إنساني مشرف.
0 تعليق