محليات
0

الدوحة - قنا
تناولت الجلسة الأخيرة للمؤتمر الدولي الثاني حول الحرية الدينية وصنع السلام بالدوحة، اليوم، دور المنظمات الإنسانية في صنع السلام من حيث الواقع والتحديات، وركز المتحدثون فيها على الجوانب العملياتية والتطبيقية التي تضطلع بها هذه الجمعيات لإرساء السلام المنشود وتثبيته على الأرض.
ونبه المتحدثون في سياق ذي صلة إلى أن التوصل إلى السلام في أي مكان لا يعني بالضرورة إنهاء الحرب ووضع حد للصراع، وإنما يتعين أن يصاحبه جهود تنموية وإغاثية في مناطق النزاع، وكذا نشر التعليم والوعي بحتمية معالجة جذور النزاع، وأهمية الاستقرار والأمن والوفاء باحتياجات الضعفاء والفئات الهشة المتأثرة من النزاع وتداعياته.
واستعرضت الجلسة تجارب ونماذج من العمل الخيري والطوعي والإغاثي وتحدياته ومدى إسهاماته في إحلال السلام وتعزيز السلم والتفاهم، وبالتالي توفير الفرص المواتية للتعايش السلمي بين المجتمعات.
وتطرق السيد محمد بن علي الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والعلاقات الخارجية بقطر الخيرية، خلال مداخلته بالجلسة، إلى الدور المهم الذي تقوم به الجمعية على مدى سنوات في مساعدة الناس والضعفاء والمستهدفين من مساعداتها في شتى أنحاء العالم، مشيرا إلى أن لدى الجمعية تواجدا ميدانيا في 36 دولة أغلبها يعاني من النزاعات والحروب وقضايا إنسانية مختلفة ما جعل منها عبر عملها الكبير وجهدها المكثف والمتواصل أكثر التصاقا وقربا من الناس واحتياجاتهم وإغاثتهم في أوقات الصراع ومتى ما اقتضت الحاجة.
وأكد على دور العمل الإنساني في المساعدة في التوصل إلى السلام وتعزيزه وجعله واقعا معاشا على الأرض، مضيفا "لا نريد أن تعنى وتهتم الجمعيات الخيرية بقضايا الصراع والنزاع والسياسة، بل عليها دعم وتعزيز السلام، وهو عملية قال إنها طويلة ومتعددة المراحل.. فالأشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاع والحروب لن يشعروا ويؤمنوا بالسلام إن لم يجدوا شيئا ملموسا واقعا في حياتهم اليومية".
وشدد على ضرورة أن تغير التدخلات الإنسانية من حياة الناس في مناطق وأوقات الصراع، والمساهمة في إحلال السلام وتجاوز المشاكل التي تنشأ عنه، ما يؤكد أهمية وحيوية دورها في هذا السياق.
من ناحيته، تحدث الدكتور محمد الكندري ناشط في المجال الإغاثي ومستشار إعلامي لدى الجمعية الكويتية للإغاثة، والسيد عمر الثويني نائب المدير العام في الجمعية الكويتية للإغاثة، خلال الجلسة، عن العمل الإنساني وتجارب المنظمات الإنسانية والخيرية بالكويت في جهود الإغاثة بالمناطق المنكوبة حول العالم، واستعرضا بعض تجارب المنظمات الخيرية الكويتية في العمل الإغاثي، والتحديات التي تواجه العمل الإنساني وخاصة في جوانبها اللوجستية وسبل التغلب عليها.
كما أبرزا دور العمل الإنساني في تعزيز السلام والاستقرار في أعقاب الحروب والكوارث وسبل التغلب عليها من خلال تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة، ودعم إعادة بناء المجتمعات التي تم تدميرها، منوهين إلى أن العمل الإنساني لا يقتصر على تقديم المساعدات فقط، بل يمتد ليشمل التفاعل مع قضايا السلام المستدام، مما يساعد في بناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا للمجتمعات المتأثرة بالصراعات.
بدوره، تحدث الدكتور دحان علي النجار نائب الرئيس ومؤسس المجلس الدولي للإغاثة والتنمية، عن دور المنظمات الإغاثية في محاربة الفقر بمناطق الصراعات، وذلك من خلال واقع الأزمة في بلاده اليمن، معتبرا أن هذه المنظمات تعلب دورا حيويا وبارزا في تحقيق السلام والاستقرار في المجتمعات، وهي تمثل صوت الفئات المهمشة والمضطهدة، وتسهم في بناء جسور الثقة بين مختلف الفئات الاجتماعية والشعوب وبين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وتطرق في سياق متصل خلال الجلسة إلى واقع العمل الإنساني في اليمن في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ عدة سنوات، مستعرضا أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني، والصعوبات التي تعترض عمل المنظمات الإنسانية والدولية في ظل عدم الاستقرار.
إلى ذلك، أكدت السيدة سوزان بورتور، من الولايات المتحدة الأمريكية، أن التركيز مستقبلا والتعويل للمساهمة في إحلال السلام، سيكون حول برامج إغاثية، تشمل أيضا الاهتمام والعناية بالنساء والأطفال حديثي الولادة، من خلال توفير اللقاحات ومكافحة كل أشكال المجاعة، ما يسمح بالوصول إلى مجتمع ينعم بالاستقرار والأمن، مبينة أن صناعة السلام تبدأ من الأطفال عبر تزوديهم بالقدرات والمهارات التعلمية ليكونوا صناع القرار والسلام مبكرا، وذلك بوضع خطة تعليمية لهم تمكنهم من تلقي خدمات في الأماكن التي يقطنون فيها وحثهم على مساعدة بعضهم البعض ليسهموا من جانبهم في السلام، ويشبوا على هذه الثقافة منذ الصغر.
وتطرق السيد أحمد شحاتة المدير التنفيذي للإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة، لمجالات قطاع الإغاثة هناك وتحدياته وأهمية اعتماد استراتيجية في هذا الصدد تعنى بتبادل الموارد من أجل تقديم وتوفير الدعم للأجيال القادمة.
وقد أدار هذه الجلسة الدكتور محمد السنوسي من الولايات المتحدة الأمريكية وعنوانها "المنظمات الإنسانية ودورها في صنع السلام الواقع والممارسات"، وجاءت ضمن أجندة المؤتمر الدولي الثاني حول الحرية الدينية وصنع السلام الذي ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، بالتعاون مع شبكة جيران متعددي الأديان، تحت شعار "من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية: بناء السلام في عالم متصارع".
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق