وسام سيف الكشافة وتكريم الشيخ سلطان القاسمي

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 13 فبراير 2025 كان يوماً محفوراً في الذاكرة،

ليس فقط لأنه شهد حدثاً كشفياً عربياً مميزاً، لكن لأنه أتاح لي الفرصة للوقوف أمام قامة تاريخية استثنائية، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.

كنت قد سمعت كثيراً عن إنجازاته، وإسهاماته العظيمة في الثقافة والأدب، والعمل التطوعي، لكن اللقاء به مباشرة كان تجربة مختلفة تماماً... تجربة أضاءت لي زوايا جديدة من شخصيته القيادية والفكرية.

حين تشرفت بتقليد الشيخ سلطان وسام "سيف الكشافة العرب" شعرت أنني أمام رجل دولة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو ليس فقط قائداً سياسياً، بل هو أيضاً مفكر ومثقف، وعاشق للعروبة.

وبكل تواضع وبساطة استقبل الوسام، بكلمات تحمل دلالات عميقة عن دوره في دعم العمل الكشفي والتطوعي، مؤكداً أهمية القيم التي تغرسها الكشافة في نفوس الشباب العرب.

في حديثه العفوي أبحر الشيخ سلطان بذاكرته إلى الكويت

ذلك البلد الذي يحمل له الكثير من المحبة والتقدير.

تحدث عن أيام قضاها هناك، وعن علاقاته بشخصيات كويتية مرموقة، وعن المكانة الخاصة التي تحتلها الكويت في قلبه،

قيادةً وشعباً.

لم يكن حديثه مجرد استرجاع لذكريات، بل كان رسالة حب ووفاء، تؤكد أن العلاقات العربية الحقيقية لا تنحصر في المصالح السياسية، بل تمتد إلى مشاعر الإخاء والانتماء المشترك.

الشارقة: علامة فارقة في الثقافة والأدب

لا يمكن الحديث عن الشيخ سلطان القاسمي من دون التطرق إلى الشارقة، الإمارة التي جعل منها منارة للثقافة والفكر،

فمن خلال رؤيته الثاقبة تحولت مركزاً إقليمياً وعالمياً للمعرفة، حيث ازدهرت فيها المهرجانات الثقافية، والمسارح، ومعارض الكتاب، ودُعمت فيها المؤسسات البحثية والأكاديمية.

لقد أسس نموذجاً يُحتذى به في الاهتمام بالثقافة، كقوة ناعمة تدعم الهوية الوطنية، وتعزز الحوار الحضاري.

إن دعم الشيخ سلطان القاسمي للعمل الكشفي والتطوعي لم يكن مجرد موقف عابر، بل هو امتداد لمسيرة طويلة من العطاء، فهو يؤمن أن بناء المجتمعات لا يقتصر على السياسات والاقتصاد، بل يعتمد أيضاً على غرس قيم التعاون والتطوع في الأجيال الجديدة، مما يسهم في خلق مجتمعات أكثر وعياً، وقدرة على مواجهة التحديات.

ختاماً: كان لقائي بالشيخ سلطان القاسمي لقاءً مع التاريخ... مع رجل جسّد قيم القيادة والثقافة، والعمل التطوعي في أبهى صورها. لقد خرجت من هذا اللقاء بإحساس أعمق بمعاني العروبة الحقيقية، وبإعجاب أكبر بالدور الذي اداه هذا القائد في ترسيخ الثقافة والتطوع، كركيزتين أساسيتين في مجتمعاتنا.

إنه رجل دولة بحجم أمة، ورمز يُحتذى به في الإخلاص للعروبة والإنسانية.

محام كويتي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق