جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابةً عنه، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، في منتدى الرياض الدوليِّ الإنسانيِّ في دورته الرابعة، تحت عنوان «استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانيَّة»، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.
ولفت إلى أنَّه في الوقت الذي يشهد فيه العالم تزايد الكوارث والأزمات التي فاقمت الاحتياجات والتحدِّيات الإنسانيَّة، ينعقد هذا المنتدى لتسليط الضوء على الفئات الأكثر تضررًا وتأثرًا بتلك الظروف، وتوفير منصَّة لمناقشة أهم التحدِّيات التي تعيق العمل الإنسانيِّ، والتي لا يمكن تجاوزها إلَّا بتضافر جهود المجتمع الدوليِّ.وأبدى سمو أمير منطقة الرياض، تطلُّعه إلى أنْ تكون أعمال هذا المنتدى انطلاقة جديدة لتعزيز التعاون، وتوحيد الجهود، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، تسهم في تطوير مستقبل الاستجابة الإنسانيَّة.

الربيعة: «سلمان للإغاثة» أثمن هدية للعالم
قال الدكتور عبدالله الربيعة المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيَّة: إنَّ العملَ الإنسانيَّ كان حاضرًا وبقوَّة ضمن اهتمامات خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي قدَّم للعالم أثمن هدية منذ عشر سنوات، حينما أعلن تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة ليكون مركزًا رائدًا في تقديم العمل الإنسانيِّ السعوديِّ للمحتاجين في جميع أنحاء العالم؛ وفق منهجيَّة تجمع العطاءِ والتخطيطِ، والتدخل الإغاثيِّ العاجل والعمل الإنسانيِّ البعيد المدى.
وانبرى المركز لإيصال الخير إلى المحتاجين في 106 دول، وبتكلفة تجاوزت 7.3 مليارات دولار أمريكي نُفِّذ من خلالها 3.355 مشروعًا إغاثيًّا بشكل مباشر، أو من خلال شركائه الأمميِّين والدوليِّين والمحليِّين الذين وصل عددهم إلى 466 منظِّمًا، ليتجاوز حجم العطاء السعوديِّ خلال العقود الخمسة الماضية 133.8 مليارَ دولارٍ.
كما نفَّذ 876 مشروعًا تطوعيًّا في 52 دولةً، إضافة إلى مشاركته الفاعلة مع منظَّمة الأمم المتحدة في دعم التوجهات الإنسانيَّة العالميَّة، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة، والإسهام في استحداث آليَّات وصول خلَّاقة، وتحقيق أثر قوي ومستدام.
وناشد مجتمع المانحين، وشركاء النجاح من القطاعات العامَّة والخاصَّة في جميع دول العالم، لتقديم الدعم اللازم للعمل الإنسانيِّ لتحسين كفاءة الاستجابة وسرعتها، وتلبية النداءات الإنسانيَّة الملحَّة.

بن فرحان: 133 مليار دولار مساعدات سعوديَّة لـ172 دولةً
ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجيَّة، كلمةً، أكَّد فيها حرص المملكة -طيلة تاريخها- على مدِّ يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة، وإغاثة المنكوبين في العالم بلا تمييز، وتجاوز إجمالي المساعدات الإنسانيّة والإغاثيَّة التي قدمتها المملكة 133 مليارَ دولارٍ، استفادت منها أكثر من 172 دولةً.
وأطلقت المملكة مجموعة حملات مختلفة لمساعدة الأشقاء في الدول المتضرِّرة، من أبرزها الحملة الشعبيَّة التي أسهم فيها الشعب السعوديُّ لإغاثة أشقائهم الفلسطينيِّين بمجموع تبرُّعات تزيد على 700 مليون ريال، إضافة إلى مشروع «مسام» لنزع الألغام من الأراضي اليمنيَّة وتطهيرها، وأسهم المشروع منذ عام 2018م بإزالة أكثر من 430 ألف لغم لتخفيف التهديدات المباشرة على حياة الشعب اليمنيِّ.
كما بادرت المملكة منذ بداية الأزمة السودانيَّة عن طريق تسخير الجهود الدبلوماسيَّة بالعمل على اتفاقيَّة جدَّة 1، وجدَّة 2 التي أسهمت في ضمان إيصال المساعدات الإنسانيَّة للمحتاجين، وتنفيذ أوَّل عمليَّة إجلاء بحريٍّ بالعالم للعالقين في السودان من مواطنين ورعايا الدول الشقيقة؛ ممَّا أسهم في إنقاذ أكثر من 8400 شخص من 110 دول مختلفة.
وأكد سموه استمرار جهود المملكة الدبلوماسيَّة والإنسانيَّة عن طريق تعزيز الشراكات مع المنظَّمات الدوليَّة، وتوسيع انعقاد تقديم المساعدات.
ودعا إلى إيجاد حلول جذريَّة للأزمات الإنسانيَّة، وتطوير العمل الإنسانيِّ من خلال وضع حلول بنَّاءة، وتعزيز التعاون ومشاركة المعلومات، وأبرز الخبرات للمساهمة في تحقيق أهداف العمل الإنساني النبيل، وشهد سموه توقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيَّة، أربع اتفاقيَّات مع منظَّمات إنسانيَّة وإغاثيَّة محليَّة ودوليَّة وأمميَّة لدعم العمل الإنسانيِّ الدوليِّ.
0 تعليق