بذر الخير في حقول جافة وريها بترسيخ العقيدة الإسلامية ودحر فلول الجهل والظلام من خلال نشر العلم والتعليم وتنوير العقول في عصر كانت تسوده الفوضى والخرافات والبدع كانت من أهم مبادئ دولة النور.
كان الأمن والاستقرار شبه مفقود مع كثرة الصراعات والتناحر والسلب والنهب تحت مظلة التوجيه القبلي وما تمليه سياسة القبيلة فتعطلت على إثرها خطوط سير قوافل التجارة وتدهور الاقتصاد بشكل ملحوظ.
ومع بزوغ فجر الدولة السعودية الأولى جعلت من العدل ضمانا لحياة آمنة مستقرة، وفرضت برؤيتها وثقلها القوي الاستقلال السياسي وعدم خضوعها لأي قوى خارجية مما عزز من مكانتها.
ما بين الدرعية والرياض حكايات وقصص ومشاهد وتضحيات وتاريخ يحمل في طياته تعاقب أجيال كانت الرؤية والهدف بتجاه واحد في مسار حث الخطى نحو مستقبل آمن.
الرمال الذهبية وتموجات الصحراء وشبة النار فوق أعالي الكثبان الرملية وصوت الحداء أو مهاهاة المواشي قبل نهاية يوم وصل التعب آخره، وأنين مزارع أثناء ضرب أرض الخير والنماء لاستنبات البذور في أعماقها أو التغني الجماعي بأهازيج متعارف عليها خلال الحصاد.
الأسواق الشعبية هي صحف الأمس ونادي تبادل الأخبار وقنوات التعارف وهيئة ترفيه النفس بعد عناء، وهي مسارح الموهبة وميادين اختيار القامات بشتى الفنون.
المستقبل الذي رآه راكب الجمل ما بين السراب وعجاج الغبار في وقت مضى هو الواقع الذي يراه الآن الأحفاد على متن طائرات الإنجاز وأقمار الأبحاث.
يوم التأسيس هو حلقة مضيئة بجيد الحاضر ضمن عقد أتى من أعماق الماضي.
يوم التأسيس هو استرجاع ذكرى يحكي التاريخ فصولها بقوة الإصرار والعزيمة والتفاني وبذل النفس في سبيل تحقيق واقع كان بالأمس حلما يراود صناع القرار.
يوم التأسيس هو استحضار تراث الماضي على مسرح الواقع وقراءة شهب السيوف والرماح والسهام من على أسراج الخيول الأصيلة المقاتلة المتجهة نحو آفاق المجد.
يوم التأسيس أتى من أعماق الماضي برؤية واضحة لتعليم الأحفاد إرث الأجداد والحفاظ عليه وإكمال المسيرة بالحكمة والصبر والقوة وتشييد البناء بالعزيمة والرأي السديد وزرع رياض التقدم في كل المجالات.
يوم التأسيس لم يُخلق للإضرار بالممتلكات العامة والخاصة ولم يكن مصدر إزعاج في الشوارع، وتقفيل الممرات وارتداء شعارات ورموز غير قانونية.
يوم التأسيس لم يوضع للتفحيط والاعتداء على الآخرين وإزهاق الأنفس من خلال أفعال صبيانية جاهلة بها مخالفات مرورية يُعاقب عليها القانون.
يوم التأسيس أرقى وأعلى شأنا من فكر جاهل اتخذ من التجمعات غير القانونية معول هدم وإيذاء.
حفظ الله بلاد الحرمين من كل شر وأدام علينا نعمة الدين والأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة إنه على ذلك لقدير.
0 تعليق