لجنة مجتمعية تصدر توصياتها بشآن الجاهات وحفلات الخطوبة
عمون - عكفت مجموعة من رجالات وسيدات في المجتمع الأردني من مناطق مختلفة على دراسة كيفية الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الأردنية الاصيلة التي نعتز بها، مع العودة بها إلى الروح الحقيقة المجتمعية التي انطلقت منها، والتخفيف من الآثار المالية المترتبة عليها.
وقال هشام خريسات، إن المجموعة ناقشت العادات كل على حدة، وأصدرت توصياتها بشأن الجاهات والخطوبة، وكانت على النحو الاتي:
( الخطوبة والجاهات):
ينبغي إيلاء الفرح الحقيقي كل الاهتمام، والابتعاد عن الإفراط والمبالغة. فالزواج ميثاق شرعي، جعله الله آية من آياته الكونية، فقال عزّ وجلّ" ومِن آياته أن خلقَ لكم مِن أنفسكم أزواجاً لِتسكنوا إليها وجعلَ بينكم مودّة ورحمة" الروم ٢١. فهو رباط مقدّس يُؤلّفُ بين نفسين على المودّة والرحمة. وقد حثّ الإسلام على تيسيره وتخفيف أعبائه. كما أن الديانة المسيحية أكدت على قدسيته بوصفه عهدا يُبنى على المحبة والتفاهم.
في ماضينا القريب كانت الجاهة من العادات الأصيلة المبنية على التقدير والاحترام بين المتصاهرين. لكنها مع مرور الوقت تخطّت مسارها المتواضع وغدت مصدرا للمتاعب المالية والاجتماعية التي أثقلت كاهل الناس فحرمتهم لذيذ الفرح. البركة توأم البساطة والاعتدال. فالفرح الحقيقي لا يُقاس بحجم الحفل ولا بعدد المدعوين. وإنما يُقاس بدفء المشاعر وحميم اللقاء وعليه فإننا نُناشد الطرفين للتركيز على جوهر الخطبة والزواج بعيدا عن صخب المبالغات وأعباء التكاليف. في ضوء ذلك نُوصي بما يلي:
أولا : لِتكن الجاهة ضمن المناسبات العائليه، تُعقد في منزل أهل العروس، مع مراعاة عدد الحضور الذي يتناسب مع المكان وقدرة أهل المكان على الاستيعاب، وفي حالة الإصرار على التّوسّع، فيمكن أن لا تتجاوز المئة شخص من كلا الطرفين، حفاظا على روح المناسبة و مضمونها، من دون اعتباط للمصاريف والتّثاقل على النفوس
ثانيا: اهل العرسان او اقرب اصدقائهم هم من يطلب العروس ومَن يعطي.
وهنا وقبل كل شيء ينبغي أن نُغلّب القلوب على الألقاب والأَعلام، وترى الغالبية أن هذا الأمر يجري بين عائلتين برفقة الأقارب والأصدقاء بلا أُطر رسمية وألقاب لامعة، من شأنه ان ينفي الطابع المُتكلّف، الذي لا يمُتّ إلى الزوجين بِصِلة، فهما حجر الأساس وجوهر المضمون.
ثالثا : نطلب ونشدد على الذوات ذوي المناصب ان يبادروا بالاعتذار مِن الإنابة عن كلا الطرفين، باستثناء الذين تربطهم علاقات أسرية أو شخصية، فاعتذارهم يضمن جاهات بلا تكلف وبلا نفاق اجتماعي وبلا اعداد اصبحت عبئا مجتمعيا كبيرا على الجميع وبلا مصاريف إضافية لا داعي لها.
رابعا : حفلات الخطوبة، مِن البِرّ أن تكون متواضعة بدلا من البذخ والإسراف، وندعو ان تبقى في دائرة الأسرة وطائفة من الأحبة والأصدقاء فالفرح يزداد بهم ولنجعل بيوتنا مقراً لافراحنا، فقد كانت الأفراح دوما تزين بيوتنا، فلا داعي للصالات بحفلات الخطوبه.
خامسا : لا داعٍ لفساتين السهرة وصالونات الشعر لاصحاب المناسبه والمعازيم ، وما يليها من الزخارف والصالونات والفنادق الفاخرة، كل ذلك إفاضة بالأعباء و المتاعب المادية، وكما يقول المثل: يكفي مِن القلادة ما يُطوّق العنق
والجمال والاناقه بالبساطه.
سادسا :الزواج بوصفه شراكة بين طرفين، فلا تثريب أن يتقاسما التكاليف للتخفيف على العريس وأهله، فالتعاون يؤدي إلى نقاء القلوب والدروب، وهذا يضيف ذكريات على الخطوبة لا يمكن للعروس ان تنساها، وعليه ندعو اهل العروس التعاون بتكاليف حفلة الخطوبه ففيه من الإعزاز لأبنتهم الشيء الكثير والعريس واهله ضيوف بديارهم ومن حق الضيف إكرامه.
سابعا : ليس لِزاماً على صاحب المناسبة أن يتوسّع بالدعوات، وليس من حق الذين لم تتم دعواتهم أن يعتبوا او يغضبوا، فحجر الزاوية هما العرسان وفرحتهما بلا أعباء والتزامات وعلى الجميع تمنى الخير والبركه للعرسان.
وختاما، القليل يُغني عن الكثير، على أن المحبة ودوامها لا تُقاس بحجم الجاهة، ولا يستقيم الفرح بعدد المدعوين. والبركة في الزواج لا تأتي عَبر البذخ والإسراف، بل من دفء القلوب والنفوس. فلنجعل من هذه المناسبات التي باركها الله واقعا سعيدا فعلا، يسوده الإيلاف وتغمره الأفراح، وليس بالأعباء المالية، والمجاملات البرّاقة.
0 تعليق