نظمت جامعة قطر، المنتدى والمعرض البحثي السنوي لعام 2025، بمشاركة واسعة من الباحثين والأكاديميين والطلاب والشركاء من داخل وخارج الجامعة، وذلك تحت شعار "تمكين المجتمعات من خلال البحث: تحديات عالمية وحلول محلية".
وركز المنتدى هذا العام على استعراض أحدث الأبحاث والمخرجات العلمية التي تعالج القضايا العالمية بحلول مبتكرة قائمة على السياق المحلي، ضمن التزام الجامعة بتعزيز دور البحث العلمي في التنمية المستدامة، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وأكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، أهمية الاستثمار في البحث العلمي والتعليم باعتبارهما دعامة أساسية لتحقيق التقدم.
وقالت سعادتها في كلمتها بهذه المناسبة "إن للجامعات دورا رئيسيا في تمكين المجتمعات، وبناء القدرات"، وهي أهداف تتصدر رؤية الدولة الوطنية، وتتسق معها استراتيجيات جامعة قطر، التي وفرت كل متطلبات تمكين الشباب باعتبارهم ركيزة للتقدم، وقلب التنمية النابض، ولكون أن الاستثمار فيهم يحقق عوائد مضمونة لمستقبل أكثر إشراقا.
وأشارت سعادتها إلى دور دولة قطر في دعم المجتمعات المنكوبة، وقالت في هذا السياق "لقد هبت دولة قطر لمساعدة المجتمعات المنكوبة، فأطلقت المشاريع والمبادرات التنموية والتعليمية، ووفرت شروط الملاذ الآمن والصحة والتعليم والحماية والدعم النفسي والمادي لملايين الأطفال والنساء والشباب، محققة نجاحا إغاثيا إقليميا وعالميا مبهرا".
وبينت سعادتها أنه في هذا السياق تكفي الإشارة إلى دور مؤسسة التعليم فوق الجميع، إحدى أهم مؤسسات التنمية والتعليم في العالم، التي قدمت برامج تعليمية نوعية لأكثر من 17.2 مليون طفل وشاب في أكثر من 65 دولة.
وأضافت أن "مسؤوليتنا جميعا، كأكاديميين وباحثين وصانعي سياسات، أن نواصل دعم الشباب، وأن نوفر لهم البيئة المناسبة التي تلبي احتياجاتهم، ليس فقط ليكونوا جزءا من الحاضر، بل ليكونوا قادة المستقبل"، موضحة أن العلم والبحث والابتكار، هي مفاتيح التمكين، حيث بها "نرتقي ونبني مجتمعا قادرا على مواجهة تحديات العصر بثقة واقتدار".
من ناحيته، أكد سعادة الدكتور عمر محمد الأنصاري رئيس جامعة قطر، على دور الجامعة في البحث العلمي، مبينا أن المنتدى والمعرض البحثي المصاحب له، يجسدان التزام الجامعة بدعم البحث والابتكار.
ونوه إلى أن هذا المنتدى ليس مجرد لقاء علمي، بل منصة تجمع الطلاب والباحثين والشركاء وصناع القرار، حيث تتلاقى العقول وتتبادل الخبرات، ويتم استعراض الإنجازات البحثية الرائدة.
وقال إن استمرار هذا الحدث يعكس رؤية الجامعة ورسالتها في دعم الأولويات الوطنية، وتعزيز مسيرة التميز في البحث والتعليم والخدمة المجتمعية، ليظل هذا الصرح العلمي منارة للابتكار وشريكا في النهضة العلمية والاقتصادية لدولة قطر.
وأكد الدكتور الأنصاري أن أهداف المنتدى تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، مشيرا إلى أن قطر تسعى من خلال البحث العلمي إلى تمكين المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، عبر مشاريع ومبادرات تساهم في مواجهة التحديات، مما جعلها في طليعة الدول المساهمة في حل الأزمات وتحسين فرص التعافي وإعادة الإعمار.
إلى ذلك قدم الدكتور أيمن إربد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، عرضا شاملا حول أنشطة البحث والدراسات العليا في الجامعة، مسلطا الضوء على أبرز إنجازاتها خلال السنوات الماضية.
وتطرق في سياق ذي صلة إلى المشاريع البحثية المتقدمة في قطاع البحث والدراسات العليا، ومنها افتتاح وحدة الرنين المغناطيسي في مركز أبحاث حيوانات المختبر، ومشروع التنوع الجيني للنخيل في محطة البحوث الزراعية وغيرها، مؤكدا أن الجامعة مستمرة في تأسيس بنية تحتية وتعليمية ملهمة تخدم الوطن وتنير طريق الأجيال.
وشهد المنتدى كذلك افتتاح المعرض البحثي ومعرض الملصقات البحثية، حيث استعرض الباحثون والطلاب مشاريعهم العلمية والبحثية المتنوعة في مختلف المجالات.
وتضمن المنتدى جلسات نقاشية رفيعة المستوى ناقشت موضوعات محورية، من بينها "الجامعة واستراتيجية تمكين المجتمعات"، و"مستقبل التعليم والبحث والابتكار في المناطق المنكوبة".
وفي ختام المنتدى تم تكريم الفائزين بجوائز التميز في البحث، وجائزة جامعة قطر للابتكار، إضافة إلى الجوائز الخاصة بالملصقات البحثية واللجنة الوطنية لحظر الأسلحة، وذلك تقديرا للجهود البحثية المتميزة التي ساهمت في تطوير حلول مبتكرة تسهم في خدمة المجتمع.
وقد أثبت المنتدى البحثي السنوي لجامعة قطر، في نسخته لعام 2025، دوره الرائد كمنصة استراتيجية لدعم البحث العلمي والابتكار، وتعزيز الحوار الأكاديمي، وترسيخ التعاون بين الباحثين والجهات المختلفة، مما يرسخ مكانة جامعة قطر كمؤسسة بحثية رائدة على المستويين المحلي والدولي.
0 تعليق