محليات
2

القاهرة - قنا
أكدت دولة قطر، أهمية دور المجتمع المدني في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق منذ شن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر عام 2023، وخلال مرحلة إعادة إعماره، مشيرة في هذا الصدد إلى ما قدمته وتقدمه من جهود إغاثة ودعم على كافة المستويات بالتعاون مع جمهورية مصر العربية الشقيقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى مصر المندوب الدائم للدولة لدى جامعة الدول العربية، خلال الدورة الثانية لمؤتمر "فلسطين ودور المجتمع المدني"، والتي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، تحت شعار: "إعادة إعمار النسيج المجتمعي لغزة".
وتناول سعادته في كلمته، الواقع السيئ الناجم عن سياسة الاحتلال الإسرائيلي المعطلة للمؤسسات الإغاثية وقتل العاملين والقائمين على تقديم العون والدعم للفلسطينيين العزل، مضيفا: "أن الاحتلال سيبقى دوما قبيحا، فعلى الرغم من التزامات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي بحماية المدنيين وأعمال الإغاثة، إلا أنها تقوم بقتلهم جميعا، بمن فيهم منتسبو مؤسسات المجتمع المدني".
وأشار إلى أن دولة قطر قدمت ولا تزال تقدم جميع أشكال الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني من خلال الهلال الأحمر القطري وصندوق قطر وقطر الخيرية، وذلك جنبا إلى جنب مع الجهود التي يقوم بها العشرات من المتطوعين الذين يعملون في هذا المجال في قطاع غزة وداخل فلسطين المحتلة بمؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية.
ولفت سعادته إلى اعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1860 في 8 يناير 2009، والذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال تلك الفترة، حيث تضمن القرار دعم وإغاثة قطاع غزة وأن تقوم الدول بتقديم كافة أشكال الدعم وإعادة الإعمار ومساعدة الشعب الفلسطيني، منوها في هذا السياق بأن دولة قطر كانت أول دولة عربية تساهم وتدعم هذا القرار، حيث أسست في أكتوبر عام 2012 لجنة دائمة للإشراف على المشروعات وتنفيذها في غزة تحت اسم "لجنة إعادة إعمار قطاع غزة"، لتخفيف آثار الحصار الخانق على القطاع، وتقديم يد العون لسكان غزة، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات، إلى جانب تقديم الدعم المادي للأسر المتعففة، كما أسست دولة قطر مقرا داخل غزة، قبل أن يتم قصفه خلال الشهور الماضية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال القصف المتواصل لقطاع غزة.
ونوه سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري بأن دولة قطر تمتلك كذلك أكبر مستودع للمعونات، وتقوم الأمم المتحدة باستخدامه وتخزين معداتها فيه، معربا عن شكره للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وسعادة السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، على ما تقدمه الجامعة العربية من دور مهم وبارز فيما يتعلق بتقديم يد العون والدعم الإغاثي للفلسطينيين.
كما أعرب عن الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية على ما تقدمه منذ بداية العدوان على قطاع غزة من إرسال للمساعدات الإنسانية والإغاثية وفتح المستشفيات لأبناء الشعب الفلسطيني، منوها بأن مصر منذ عام 1946 كانت قد دعت لقمة عربية للوقوف مع الدولة الفلسطينية في بداية فترة ابتلاع فلسطين من قبل المهاجرين الإسرائيليين، كما لا تزال متمسكة بموقفها الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وفي هذا الصدد، أكد سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري، موقف دولة قطر الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني والداعم للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن هذه ليست فقط مسؤولية الدول العربية، بل المجتمع الدولي ككل.
وفي ختام كلمته، أكد على أهمية أن تتضمن مخرجات المؤتمر توصيات لتقوية وحماية مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية، ومنع تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم.
من جانبها، ثمنت سعادة السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، في كلمتها خلال المؤتمر، دور دولة قطر في إغاثة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة، مؤكدة أهمية حشد الدعم الدولي لخطط الاستجابة الطارئة لمعالجة الظروف الإنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم في قطاع غزة.
ونوهت بأن المؤتمر يتناول آليات التعاون بين الجهات المحلية والإقليمية والدولية سواء لتأمين دخول المساعدات بأكبر قدر ممكن إلى القطاع، أو العمل على الإسراع في اعتماد خطط إعادة الإعمار والعدول عن كل سياسات التهجير الطوعي أو القسري، فضلا عن تبني خطط إغاثية طارئة لنجدة الشعب الفلسطيني ووضع ضوابط محددة لمتابعة تنفيذها.
من جانبه، أثنى السفير محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق، رئيس "مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات"، على دور دولة قطر الداعم للقضية الفلسطينية، منوها بجهودها في إغاثة الشعب الفلسطيني، لاسيما خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، كما قام في ختام أعمال المؤتمر بتكريم سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى مصر المندوب الدائم للدولة لدى جامعة الدول العربية، ومنحه درع المركز.
ونظم "مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات" هذا المؤتمر، برعاية جامعة الدول العربية ووزارة الصحة والسكان المصرية، حيث تناول أهمية دور المجتمع المدني في تقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية وصياغة مقترحات بشأن مسيرة إعادة إعمار غزة.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق