ولنا رأي
ردّ الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، على مطالب الرئيس ترامب، بما اعلنه الرئيس الاميركي ان على الأردن ومصر تهجير الفلسطينيين من سكان غزة، وتأكيده على قبول الدولتين، جاء صادماً، وحازماً في المؤتمر الصحافي، الذي أعد له الرئيس ترامب بقصد إحراج الملك، وانتزاع تصريح رسمي منه بالموافقة أمام عدسات الاعلام العالمي.
لكن الملك فاجأ الجميع برد ديبلوماسي راق، راعى فيه الحصافة، والسياسة، والكياسة، والقدرة على المناورة، فذكر بكل ثقة أننا مع الحل السلمي، ونتعاون لتحقيق المصالح المشتركة لبلدينا، ونحرص على مصالح، وتطلعات الولايات المتحدة، ورئيسها، وأن الأردن موافق على استقبال الفي طفل مصاب بالسرطان في حرب غزة للعلاج في الأردن.
وأن الأمر يتطلب كذلك التريث لمعرفة رأي ورد مصر، التي تعد مقترحاً يحقق العدالة للجميع، وكذلك معرفة رأي الدول العربية الأخرى، بما فيها المملكة العربية السعودية.
رد قلب الطاولة على مطالبات ترامب، وأعاد الأمور الى نصابها، والى التهدئة بدلاً من العجلة، والتسرع، ومخرجاً سهلاً، وسلساً من هذه الورطة السياسية، التي أراد الرئيس الأميركي أن يوقع الملك فيها.
هذا ينم عن دهاء الملك، وحسن تصرفه، وقدرته على تدوير الزوايا السياسية لصالحه، من دون أن يخسر أكبر حليف، وداعم ستراتيجي للأردن، وهو الولايات المتحدة، وبذلك فقد حقق الملك ما يريد، واستطاع الخروج من الورطة بكل ذكاء، وقد قيل: كلام الملوك ملوك الكلام.
دكتور في القانون ومحام كويتي
0 تعليق