حوارات
يشير التّودّد المزيّف الى ما يمارسه بعض المتلاعبين عندما يريدون استغلال ضحاياهم، وهي مهارة سلوكيّة فريدة من نوعها، بسبب أنّ المتلاعب يتّبع خطّة ستراتيجية لها أهداف محدّدة، ومن بعض دلائل التَّوَدُّد المُزيَّف، وكيفية التَّحَرُّز منه، نذكر ما يلي:
- الدلائل: يبدأ المتودّد المتلاعب ستراتيجيته في التأثير على ضحيته بتصنّع التعامل اللّطيف، والمبالغ فيه مع الشخص الآخر، بلا أن يوجد سبب منطقيّ يدفعه الى ذلك، ويجهّز المتلاعب الأجواء السلوكيّة والنفسية المناسبة لما سيأتي بعد لحظات قليلة، فيبدأ بالمدح المفرط لضحيته، وبهدف تكوين فقاعة من الخديعة حول الضحيّة، ليسهل السيطرة على ردود فعله، والتأثير عليه لما فيه مصلحة المتلاعب، ويتعمّد المتودّد المتلاعب إطالة النظر في عيون الضحية، أثناء التحدّث معه، بهدف توصيل رسالة زائفة له بأنه يودّه وداً حقيقياً.
وربما يستمر المتودِّد المزيّف في تصنّع الابتسامات، أو يمدح الانسان الآخر بشكل مبالغ عن سمات شخصية يعرف الضحية أنه لا يمتلكها.
وربما يعلن عن اتفاقه الكامل مع آرائه ووجهات نظره، وهدف المتلاعب في هذا السيناريو المفبرك هو إبقاء الضحية أطول فترة ممكنة داخل فقّاعة الخداع، حتى يتمكّن المتودّد الكاذب من تحقيق كامل أهدافه ومصالحه المحدّدة.
وربما تنطلي بعض هذه السلوكيّات المزيّفة على بعض الأفراد العفويّين أو أصحاب القلوب الطيّبة، أو من ليس لديهم تجارب حياتية كافيّة تمكّنهم من التحرّز المناسب ضدّ بعض أساليب الخداع، في عالم اليوم المضطرب.
- التَّحَرُّز من التَّوَدُّد المُزيَّف: يتحفّظ المرء العاقل تجاه الأشخاص الذين يقابلهم للمرة الاولى في الحياة العامة، ويتوجّب عليه أن يضبط نفسه في العالم الخارجيّ، ويكون كتوماً لأسراره وساتراً لشؤونه الخاصة، والحياة الاجتماعية العامة لا يمكن أن تكون مكاناً مناسباً يصرّح فيه المرء العاقل عن كل ما يعرف، ما لم يتم سؤاله بشكل مباشر.
ويتوجّب على أولياء الأمور تعليم أبنائهم وبناتهم، منذ الصغر، كيف لهم أن يكونوا متحفظّين مع من لا يعرفونهم جيّداً، فعالم اليوم المضطرب يكاد يفيض بشتّى أنواع التودّد المزيّف والاحتيال، والتزلّف، والخداع، والتلاعب المتعمّد.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق