بيب.. انقلب السحر على الساحر

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في عالم كرة القدم، هناك مدربون ناجحون، وهناك بيب غوارديولا. إنه المدرب الذي لا يرضى بالحلول التقليدية، ويجعل الجميع يلهثون خلفه محاولين مجاراة أفكاره. قد يتعثر أحيانًا، لكنه يعود دائمًا بأفكار جديدة تضمن له البقاء في القمة.

منذ أن بدأ بيب غوارديولا مسيرته التدريبية، فرض نفسه كواحد من أكثر العقول التكتيكية إبداعًا في عالم كرة القدم. لم يكن مجرد مدرب ناجح، بل تحول إلى (بعبع) يُرعب المدربين المنافسين بأسلوب لعبه المميز، وأفكاره الثورية، وسيطرته الكاملة على المباريات.. فما هو سر هذا السحر الذي جعله متفوقًا على أقرانه؟

فلسفة اللعب الشاملة

غوارديولا لم يأتِ بأسلوب لعب عادي، بل صنع ثورة تكتيكية؛ يعتمد أسلوبه على الاستحواذ المطلق على الكرة، والضغط العالي، والتحركات الذكية التي تربك الخصوم. فريقه لا يمنح المنافسين فرصة للتنفس، فهم يلهثون وراء الكرة دون أن يتمكنوا من استخلاصها بسهولة.

الابتكار التكتيكي المتواصل

من طريقة (التيكي تاكا) مع برشلونة، إلى (الاستحواذ الديناميكي) مع بايرن ميونيخ، ثم (الفوضى المنظمة) مع مانشستر سيتي، لم يتوقف بيب عن التطور. ابتكار مراكز هجينة مثل (الظهير العكسي)؛ الذي حوله إلى لاعب متعدد الأدوار، وتطوير أدوار جديدة للاعبيه مثل استخدام (قلب الدفاع) كلاعب وسط دفاعي عند امتلاك الكرة، كل هذا جعله متقدمًا بخطوة على منافسيه.

أينما ذهب.. حصد الألقاب

قاد فريق برشلونة إلى السداسية التاريخية عام 2009، وجعله الفريق الأفضل في العالم. ثم مع بايرن ميونيخ، سيطر على الدوري الألماني بأداء هجومي ساحر، رغم عدم تحقيق دوري الأبطال. إلى أن وصل لمانشستر سيتي، فصنع فريقًا لا يُقهر، وحقق الثلاثية التاريخية في 2023، ليؤكد أنه الأفضل في العالم.

التأثير النفسي على الخصوم

مدربو الفرق المنافسة يدخلون المباريات أمام فرق غوارديولا وهم يشعرون بالرعب، ليس فقط بسبب مهارة لاعبيه، بل بسبب أسلوبه الذي يفرض عليهم لعب مباراة مختلفة تمامًا عمّا اعتادوا عليه. حتى المدربون الكبار مثل كلوب، مورينيو، وتوخيل، يعترفون بصعوبة مواجهته.

تطوير اللاعبين وتحويلهم إلى نجوم عالميين

أخبار ذات صلة

 

بيب لديه قدرة سحرية على تطوير اللاعبين؛ سواء أكانوا شبابًا مثل فيل فودين أو نجومًا مثل كيفين دي بروين. لاعبون مثل ميسي، ليفاندوفسكي، وهالاند، قدموا أفضل مستوياتهم تحت قيادته.

تراجع غريب!

إذا نظرنا إلى مانشستر سيتي هذا الموسم، نرى أن الفريق يعاني من بعض التذبذب في النتائج، لكن هذا ليس بالضرورة مؤشرًا على تراجع غوارديولا.

لكن إذا نظرنا إلى تاريخ غوارديولا، فهو دائمًا ما يجد الحلول، وغالبًا ما يعود بقوة بعد فترات التراجع. لذلك، الحديث عن فقدانه لسحره يبدو سابقًا لأوانه.

غراف

عوامل تفسر التراجع:

الإرهاق الذهني والبدني: بعد تحقيق الثلاثية التاريخية الموسم الماضي، من الطبيعي أن يواجه اللاعبون صعوبة في الحفاظ على نفس المستوى من الحافز والطاقة.

الإصابات: غياب لاعبين مؤثرين مثل دي بروين لفترة طويلة أثر على إيقاع الفريق.

تطور المنافسين: الفرق الأخرى، مثل ليفربول وأرسنال، أصبحت أكثر قوة وتحديًا.

التكتيك والابتكار: يعتمد غوارديولا على أسلوب تكتيكي معقد يتطلب الكثير من التكيف. أحيانًا، قد يكون هناك تباطؤ في تنفيذ أفكاره الجديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق