تتصاعد التوترات في المنطقة بشكل غير مسبوق، وسط تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية يثير المخاوف من اندلاع جولة جديدة من العنف، خاصة مع اقتراب شهر رمضان. هذه التطورات تفتح الباب أمام تساؤلات حول نوايا الاحتلال الإسرائيلي واستراتيجيته السياسية في هذه المرحلة.
التوسع الاستيطاني والمماطلة السياسية
في حديثها لقناة “سكاي نيوز عربية”، أكدت دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل النزاعات في الجامعة العربية الأميركية، أن إسرائيل مستمرة في توسيع نفوذها داخل الضفة الغربية كجزء من أجندة سياسية واضحة. وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمد على سياسة المماطلة والتوسع الاستيطاني لتعزيز بقائه في السلطة، مستخدمًا مختلف الذرائع لإطالة أمد الاحتلال.
وأشارت عريقات إلى أن الاستيطان الإسرائيلي، الذي استمر لأكثر من سبعة عقود، يهدد أي إمكانية حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن الاحتلال يركز على مصالحه الأحادية دون أي اعتبار للحقوق السياسية الفلسطينية.
أخبار تهمك
تقرير إسرائيلي يكشف الإخفاقات العسكرية في 7 أكتوبر.. ونتنياهو يهاجم جيشه
اتفاق أمريكي أوكراني مرتقب لاستغلال معادن بمئات المليارات وسط توترات الحرب
المشهد السياسي داخل إسرائيل
من جانبه، يرى الكاتب الصحفي الإسرائيلي يؤاف شتيرن أن نتنياهو يعمل على إبقاء الأوضاع كما هي، محاولًا تفادي أي قرارات قد تهدد استقرار حكومته. ووفقًا له، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحرص على استمرار المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، بينما يخشى أن تؤدي المرحلة الثانية إلى تصدع الائتلاف الحكومي الذي يقوده.
حماس والموقف الأميركي
على الجانب الآخر، أعلنت حركة حماس لشبكة NBC News استعدادها للتخلي عن السلطة السياسية في غزة، لكنها لن توافق على نزع سلاحها إلا في حال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا الموقف تعتبره دلال عريقات حقًا طبيعيًا، لكنها شددت على أهمية تدخل وسطاء إقليميين، مثل قطر ومصر، لضمان استمرار المفاوضات.
أما فيما يخص الموقف الأميركي، فيشير شتيرن إلى أن الإدارة الأميركية السابقة منحت إسرائيل الضوء الأخضر لاتخاذ إجراءاتها في الضفة الغربية وغزة دون قيود حقيقية، مما ساهم في تعقيد المشهد السياسي والأمني. وأوضح أن الدعم الأميركي الضمني لسياسات نتنياهو يعزز استمرار الاحتلال ويوفر غطاءً لممارساته على الأرض.
هل تتحول الضفة إلى بؤرة انفجار؟
مع استمرار بناء المستوطنات وتشديد الحواجز العسكرية، تحذر عريقات من أن التصعيد في الضفة الغربية قد يمتد ليشعل المنطقة بأكملها. وأكدت أنه إذا كان هناك نية حقيقية لتحقيق السلام، فلا بد من انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من الضفة الغربية وقطاع غزة، مع ضمان وحدة جغرافية بين المنطقتين.
ويرى شتيرن أن الحكومة الإسرائيلية قد تواصل عملياتها العسكرية تحت ذريعة استعادة المختطفين، مما يجعل أي محاولات للتهدئة مؤقتة. وأوضح أن استمرار احتجاز الأسرى يعني أن إسرائيل قد تستأنف عملياتها العسكرية في أي لحظة، خاصة مع غياب ضغط دولي حقيقي يجبرها على وقف التصعيد.
المنطقة على حافة الانفجار
المعطيات الحالية تشير إلى أن الضفة الغربية قد تكون على وشك مواجهة جديدة، في ظل تعنت إسرائيلي وتردد دولي في فرض حلول جذرية.
ومع بداية شهر رمضان، تزداد احتمالات التصعيد، ما لم تتحرك القوى الدولية بشكل حاسم لفرض حلول عادلة تُنهي معاناة الفلسطينيين وتضمن الاستقرار في المنطقة.
المستقبل مرهون بمدى قدرة المجتمع الدولي على كبح التوترات وفرض حل عادل يعيد الحقوق الفلسطينية المسلوبة، وإلا فإن شبح الحرب سيظل يخيم على الضفة الغربية، مهددًا بتفجير الأوضاع في أي لحظة.
0 تعليق