مقيم من الاخوة العرب تخرج ولده من احدى الجامعات الخاصة هنا، في الكويت، وبعد ما تسلم شهادته في الهندسة حتى يسر الله له وظيفة في شركة من كبريات المقاولات المحلية، خصوصاً انه متخرج من احدى الجامعات الموثوق بها عالمياً، هذا بخلاف كونه - وهنا الاهم -غير كويتي، وهنا مربط الفرس.
لماذا توظف الشركات الكويتية الخاصة غير كويتي، وترفض او تتهرب من توظيف كويتيين؟ هذا سره في بطن الحكومة اولاً، لان هناك عقدة لدى القطاع الخاص زعمهم ان الكويتي "مو مال شغل"، فثمة عقدة قديمة، أو دسيسة قديمة، اشاعها او ادخلها الفلسطينيون في اذهان التجار، وكذلك ذهن الحكومة زعمهم "الكويتي مو مال شغل"، سرطان يتسرب من فم نتن الى فم انتن.
الكويتي الذي عمّر هذا البلد من صحراء قاحلة الى دولة عامرة بسكانها وعماراتها، وبيوت وشوارع واسواق، ان قبل ما يشرفنا الفلسطينيون وغيرهم من اجناس وجنسيات عربية واجنبية.
الكويتيون لم يتركوا عملاً الا وانخرطوا فيه، في بلد آمن اهله بقدسية العمل وقدسية الارض، التي اقاموا عليها، في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، كنت ترى او، لا ترى موظفاً كويتياً واحداً، فيما الاجانب، عرب وغيرهم، احتلوا المكاتب.
الحكومة حاليا في اسوأ حال، فالمدارس والجامعات تضخ في كل عام دراسي الافا من خريجي الجامعات ومتسربي المراحل الاولية من الجنسين، هؤلاء لا ملجأ لاحتوائهم غير الدوائر الحكومية، فالقطاع الخاص يرفضهم، لانهم ما يبون كويتيين لان "الكويتي مو مال شغل"، والكويتي مفضوح.
هكذا بهذه الذهنية تتعامل الشركات والقطاعات التجارية الخاصة مع الكويتيين، اذن ما الحل يا حكومة اللي عايشة في ذهنية الكويتي "مو مال شغل"، هل تستمر الحكومة في صرف العطايا والصرف على البطالية، وفي كل عام ارقام العاطين تزداد ثقلاً، ويبقى ديوان الخدمة ليس باب الرجاء لالاف الشباب والشابات العاطلين عن العمل، والجالسين في بيوتهم بانتظار الرحمة الحكومية؟
الخليجيون في بلدانهم (البحرين والامارات وعمان والسعودية) حلوا او كادوا يحلون مشكلة العاطلين عن العمل، وحاليا ترى شبابا وشابات من مواطني هذه الدول الخليجية يعملون في محال، ومطاعم وفنادق، وكراجات، ولا يجدون احراجاً و او تحقيراً.
ينبغي على الحكومة فتح ابواب العمل الخاص لشبابنا، وتشجيع، بل فرض واجبار الشركات الخاصة، سيما شركات المناقصات على تشغيل الكويتيين من الجنسين.
نحن لسنا افضل، ولا ارفع، ولا نازلين من السماء، ولا ابناؤنا راضعون حليب عصافير، فليكن للحكومة قرار حازم وجازم لحل مشكلة البطالة المتفشية.
صحافي كويتي
0 تعليق