
السفير السويسري تزيانو بالميلي والحسن مع المشاركين في اللقاء التفاعلي
رئيسة بعثة "موئل"أكدت أن"الاستخدام المسؤول أكبر التحديات"
فارس العبدان
أكدت رئيسة بعثة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل) لدى الكويت ودول الخليج العربي أميرة الحسن، أن "الاستخدام المسؤول والمستدام للمياه يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه الكويت".
جاء ذلك في مداخلة خلال استضافة السفير السويسري تزيانو بالميلي في منزله للقاء تفاعلي حول أهمية الاستخدام المستدام للمياه في الكويت بحضور السفيرة التركية طوبى نور سونمز والمدير العام للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون باتريشيا دانزي، وعدد من رجال الأعمال والأكاديميين والخبراء الكويتيين ومن القطاع الخاص.
وقالت الحسن: ان الكويت تعد من بين الدول الأكثر ندرة في المياه على مستوى العالم، وتعتمد بشكل كبير على تحلية المياه لتلبية احتياجاتها"، لافتة إلى أن "أنماط الاستهلاك غير المستدامة أدّت إلى ارتفاع نصيب الفرد من استهلاك المياه في الكويت ليصبح من بين الأعلى عالميا".
واضافت: ان تحسين إدارة الموارد المائية يُعد أمرا ضروريا ليس فقط لتلبية الاحتياجات الحالية، ولكن أيضا لحماية البيئة وتأمين مستقبل الأجيال المقبلة".
وذكرت الحسن أن:"الاعتماد على تحلية المياه يتطلب استهلاكا عاليا للطاقة وله آثار بيئية كبيرة، بما في ذلك انبعاثات الغازات الدفيئة والتخلص من المحلول الملحي الناتج عن عمليات التحلية، كما ان الاستخراج المفرط للمياه الجوفية يهدد توفرها وجودتها على المدى الطويل، ما يزيد من مخاطر نضوبها بشكل لا رجعة فيه، وكذلك التوسع العمراني السريع يزيد من تفاقم هذه المشكلات، مما يستدعي الحاجة إلى التخطيط الحضري المتكامل الذي يأخذ المياه بعين الاعتبار".
من جهتها، اكدت المدير العام للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون باتريشيا دانزي وجود تحديات عالمية تؤثر على الأمن المائي، مشيرة إلى أنه "رغم وفرة الموارد المائية في سويسرا، الا أنها تعتمد بشكل كبير على المياه الافتراضية المستوردة، مما يجعل الإدارة المستدامة للمياه على المستوى الدولي ضرورة ستراتيجية".
واوضحت ان بلادها تتمتع بخبرة طويلة في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، حيث تعزز الحوار بين الدول المتشاطئة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى عبر مبادرة "السلام الأزرق"، التي تهدف إلى بناء الثقة والتعاون من خلال التدريب والبحث العلمي. كما تساهم في تعزيز الممارسات المسؤولة في إدارة المياه مع القطاع الخاص.
بدوره، قال السفير السويسري تزيانو بالميلي: يمكننا جميعا أن نتعلم من بعضنا البعض"، لافتاً إلى أن "هذه المنصة تهدف إلى تعزيز الحوار حول موضوع الاستخدام المستدام للمياه".
وقال بالميلي: "من خلال الحوار، يمكننا توليد الوعي وتحسين السلوكيات والقواعد، خصوصاً أن هناك ندرة في المياه، ومن الأهمية بمكان تحسين استخدامها وإدارتها، وخاصة في هذه المنطقة".
كما تحدث بالميلي عن تجربة شخصية في منزله، وقال: "بدأنا في ترشيد المياه والتقليل من استخامها، حيث وصلنا إلى استهلاك أقل بـ 40 % من المياه عما كنا نستهلكه سابقاً، وهذا يظهر في الفواتير التي ندفعها بشكل دوري".
0 تعليق