- أحمد بن برجس: قبل الخمسينات كانت معروفة في الكويت فقط... ومن ثم البحرين وقطر والدول المطلة على الساحل
الغبقة... موروث شعبي كويتي جرى تداوله جيلاً بعد جيل، في شهر رمضان المبارك، وما زال حاضراً حتى يومنا هذا. وتعتبر الغبقة جسراً لتقارب القلوب بعد انشغال الكثيرين في الأيام العادية خلال شهور السنة، في أمسية رمضانية يجتمع فيها الأهل والأحباب والأصدقاء في ليال مباركة، مع وضع وجبات معينة خاصة بهذا الشهر.
«الأثرياء»
وأشار أحمد بن برجس، عضو معهد المؤرخين البريطاني وباحث في تراث الكويت والجزيرة العربية، في بداية حديثه لـ«الراي»، إلى أن كلمة «الغبقة مشتقة من الغبوق، وهو حليب الناقة الذي يشرب ليلاً»، لافتاً إلى أنها كانت تقام في الخمسينات من القرن الماضي في الكويت عند الناس الأثرياء وفي بيوت أشخاص معيّنين، والذين لديهم إمكانات مادية. «الحلويات فقط»
وعن أبرز الأطباق التي كانت تتوافر في الغبقة حينها، قال «كان يتواجد فيها الحلويات فقط، وأبرزها الزلابية والقريبة وبيض الحمام وشراب النامليت والشربت... وليس فيها مأكولات دسمة إطلاقاً». أما عن أوقاتها سابقاً، فلفت إلى أنها كانت «عند الساعة الحادية عشرة مساء، قبل السحور يستقبلون الزوار في الدواوين».
«تطور تدريجي»
إلا أن الغبقة بدأت تأخذ شكلاً آخر بعد عقد تقريباً، إذ قال بن برجس إنه «في الستينات من القرن الماضي، أصبح الجميع يقيم الغبقة، وإضافة إلى الحلويات التي تقدم، بدأ هنا وضع الأكل الدسم تدريجياً مثل العيش واللحم، ويجتمع الأهل أو الجيران أو رواد الدواوين مع بعض، مع ضرورة وضع الحلويات القديمة».
وأكمل متحدثاً عن تطور الغبقات، وتحديداً في أواخر الثمانينات من القرن الماضي وبداية التسعينات: «بعد التطور وكثرة الخير وباتت النقود متوافرة عند الجميع، بدأت تتطور الغبقات وأصبحت هناك أصناف مضافة، منها الفطائر والحلويات. وأتت أكلات دخيلة من بينها المعجنات منذ التسعينات»، مؤكداً على أن «الوقت الصحيح للغبقات عند الساعه الحادية عشرة مساء قبل السحور». ولفت إلى أنه «اليوم تنوعت الأصناف أكثر من البيتزا والمعجنات والمقالي، إلى جانب الوجبات السريعة عند البعض. أما في الماضي فكنا لا نعرف سوى الحلويات ثم العيش والخبز والأكلات الدسمة (اللحوم)».
«في الكويت»
وأكد بن برجس، أنه «ما قبل الخمسينات كانت الغبقة معروفة وموجودة في الكويت فقط... ومن ثم البحرين وقطر والدول المطلة على الساحل».
«الاقتصاد... والمحافظة»
ختم بن برجس حديثه بكلمات وجهها للجيل الحالي، حيث قال «الاقتصاد في كل شيء مطلوب... لا يجوز البذخ، ولا يكلف الإنسان أكثر وأكبر من طاقته، ولا يجوز الإسراف بالأكل والأصناف، فالمصاريف زادت ومتعبة للأسف» وتابع «جميل جداً الحفاظ على هذه العادة في الكويت، وأرجو الحفاظ على رمزية العادة وتقدير الزوار والأهل بما هو معقول».
0 تعليق