- حسين القطان: شخصية كان يقوم بها مجموعة من الأشخاص الفقراء
اعتبر الباحث في التراث واللهجة الكويتية، عضو الجمعية الدولية للألعاب الشعبية، عضو فريق إكسبو 965، والمدقق والمراجع بالتراث الكويتي، حسين أحمد القطان أن الشخصية التراثية الشعبية «بوطبيلة» اندثرت ولم يعد لها وجود في زمننا الحالي.
وأوضح القطان، الأسباب بالقول: «مع ظهور الإمساكيات والراديو، بدأت شخصية بوطبيلة بالاندثار شيئاً فشيئاً، وهذا الأمر حصل منذ الخمسينات من القرن الماضي، وصولاً إلى يومنا الحالي الذي لم يعد لها وجود رسمي نهائياً، حيث رحلت مع عباراتها الجميلة منها (قوم يا صايم واطلب ربك الدايم). وما نراه اليوم من شخصية بوطبيلة ما هو سوى تجسيد لها، وأرى أنه يتم تقديمها بشكل صحيح سواء على صعيد الملابس أو الأداء، باستثناء وجود الحمار الذي يعتبر من أساسيات عمله».
«مصدر للرزق»
وأشار القطان إلى أنها «شخصية كان يقوم بها مجموعة من الأشخاص الفقراء (كل فريج واحد غير)، ممن يتخذون من المواسم السنوية مصدراً للرزق ومنها شهر رمضان المبارك، حيث تجدهم يتجولون قبل وقت أذان الفجر في الفرجان ومعهم حميرهم التي يضعون عليها ما يأخذونه من طعام لإيقاظ الصائمين على السحور والصلاة، إما عن طريق الطرق على الأبواب، أو بالقرع على الطبل الصغير الذي يحملونه معهم. كما كان يرافقهم في غالب الوقت مجموعة من أطفال الحيّ بغرض الاستمتاع».
وتابع: «كان (بوطبيلة) يستمر في هذا الأمر طوال أيام شهر رمضان المبارك، ومكملاً مشواره في أيام عيد الفطر السعيد، حيث كان يحصل على مكافأة من الأهالي، والتي تتمثل بكسوة العيد أو العيدية وكذلك على زكاة الفطر، كونه يعتبر من مستحقيها لفقره».
«التمسك بالتراث»
ولفت القطان إلى أنه «من المهم جداً المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا والتمسك بتراثنا، من خلال استذكار كل الشخصيات القديمة التي مرّت على الكويت، إذ إن الأشخاص الفقراء لم يكونوا فقط يؤدون شخصية بوطبيلة فحسب، بل هناك شخصيات أخرى منها (بشير الحاي) وهو الشخص الذي يقوم بتبشير الأهالي بقدوم الحجّاج، حيث يقوم باستقبالهم على مسافات بعيدة، ويجلس مع كبار الشخصيات منهم، ثم يعود مسرعاً إلى الديرة معتمداً ليطمئن ذويهم عنهم، حيث إنهم كانوا يمشون كقافلة والتي تسير مسيراً بطيئاً لا يشبه سرعة الشخص الواحد».
وأكمل: «كذلك هناك مهنة (المُودّي)، وهو الشخص الذي يقوم بإيصال أغراض الناس من مكان إلى آخر، حيث يحصل لقاء ذلك على أجر. وكما نلاحظ جميع هذه الشخصيات وغيرها يقوم بها أشخاص فقراء ممن لا يملكون عملاً ثابتاً أو حرفة، واعتمادهم الأساسي في الحصول على الرزق والمال يكون في المناسبات السنوية مثل شهر رمضان وموسم الحج، أو عبر الأمور اليومية».
«الحفاظ على المفردات»
اعتبر القطان، أن «التراث الكويتي كبير جداً، وكما هو مهم أن نحافظ على الشخصيات، يجب في المقابل أن نحافظ على المفردات التي بدأنا نفتقدها كثيراً ولم تعد متداولة، وعلى سبيل المثال كان الكويتيون في الماضي يطلقون على نجم البحر (العوعو) وهو الذي يجهله جيل كبير من الشباب، لذلك يجب إدخال ذلك ضمن مناهج الدراسة».
0 تعليق