- كثير من الكويتيين يستعيدون ذكريات الطفولة في رمضان من سوق المباركية
للمباركية رونقها وسحرها في رمضان. ففرحة الكويتيين والمقيمين بالشهر الفضيل لا تكتمل من دون المرور بسوق المباركية، لما يضمه من معالم تاريخية وأسواق تراثية تعيد الذاكرة لبعض من تاريخ الكويت، لاسيما خلال شهر رمضان المبارك.
وكثير من الكويتيين يحاولون استعادة ذكريات الطفولة من خلال التجول في المكان وشراء بعض مستلزمات رمضان وعيد الفطر لأطفالهم من محاله، ومنها الملابس والحلويات والرهش، وكذلك مستلزمات القرقيعان من حلوى متنوعة تعبأ في أكياس صغيرة للأطفال الذين يترددون على المنازل خلال أيام الاحتفال بتلك المناسبة، وهم يرددون الأهازيج ليقوم أرباب البيوت بتوزيع الحلوى عليهم.
«الراي» جالت في سوق المباركية، للوقوف على الاستعدادات للشهر الفضيل، وكانت المحطة الأولى من سوق الحريم، والذي كان يُطلق عليه «سوق واجف»، وهو من أشهر الأسواق في الكويت منذ 70 عاماً مثل جميع الأسواق التراثية في سوق المباركية.
وتعود تسمية «سوق الحريم» بهذا الاسم، لوقوف الزبائن بين البسطات في السوق، بينما البائعات من النساء يبعن منتجاتهن وهن جالسات على الأرض، ومن أسباب شهرته اعتماده على البضائع المحلية يدوية الصنع، وغالبيتها من صناعة النساء الكويتيات.
«التمسك بالعادات»
والتقت «الراي» بأم فيصل، والتي تدير بسطة في سوق الحريم، وقالت «أهنئكم بحلول شهر رمضان، شهر الخير والتواصل، وما زلنا متمسكين بعاداتنا وطبائعنا، ومنها طريقة بيعنا للدراريع الخاصة بمناسبة القرقيعان، وذلك على الرغم من التغيير الذي حدث في الوقت الحالي، ولكن (عتيج الصوف ولا جديد البريسم). فأنا ما زلت أبيع الدراعة والبخنق الذي يرتدى عند منطقة الرأس على شكل الهامة وهي قطعة ذهبية تتحلى بها العروس ليلة زفافها)، وحتى الأطفال يقبلون على شراء الدراريع».
«الدراريع المزركشة»
من جهتها، قالت البائعة أم حسين لـ«الراي»: «تغيرت الملابس والدراريع عن السابق، فقديماً لم تكن هناك مبالغة في تزيين الدراعة، لكن الحين اختلف الوضع، ورغم ذلك فأنا محافظة على الزي القديم، وإن كان الإقبال متزايداً على الدراريع المزركشة، التي يزداد الطلب عليها في مناسبات الشهر الفضيل مثل القرقيعان».
«الفوانيس التراثية»
واعتبر عبدالقادر الرفاعي أحد أصحاب المحال في سوق المباركية في حديثه لـ«الراي» أن الفوانيس التراثية أكثر المبيعات رواجاً في شهر رمضان، وخصوصاً المزينة بالإضاءات، كما تكثر مبيعات أكياس الهدايا والحلوى.
الهريس
وخلال الجولة في السوق، التقت «الراي» بالمواطن محمد باتل المعصم، والذي قال «أحرص دائماً على زيارة المباركية في جميع الأوقات، فهذه العادة مستمرة معي من أيام الستينات من القرن الماضي، حيث كان والدي يصحبني إلى هنا، وصارت بدمي هالعادة الله لا يحرمنا منها، خصوصاً في شهر رمضان، وعادة ما نستعد للشهر الفضيل وشراء احتياجاتنا من الهريس والجريش واللقيمات، والكشمش من سوق المباركية».
«ليلة العقبة»... في عمان
خلال جولة «الراي» في سوق المباركية التقت بناصر بن زهران العوفي من سلطنة عمان، حيث قال: «نبارك لأهلنا في الكويت بشهر رمضان، وعندما نكون في الكويت، فلابد أن نأخذ جولة في سوق المباركية، ذلك المكان الجميل، فلا تحلو الزيارة إلى الكويت إلا بزيارة المباركية، خصوصاً في شهر رمضان، بهدف الاستمتاع بالأجواء التراثية، والتسوق فزوجتي تحرص دائماً على شراء الأواني المنزلية من المباركية، بسبب تميزها». وأضاف «أما القرقيعان فنسميه في سلطنة عمان بـ (ليلة العقبة)، وطقوسها جميلة، وفيها توزع حلويات على الأطفال ونحرص على إقامة الجلسات وغيرها».
0 تعليق