قدمت الفرق الفائزة في مسابقة «لايف لاين هاكاثون 2025» حلولاً مبتكرة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات في المناطق المتضررة من الأزمات حول العالم. شارك في المسابقة، التي نظمتها جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، 264 طالباً وطالبة من 44 مؤسسة تعليمية في قطر يمثلون مختلف التخصصات الأكاديمية. وقد تعاون الطلاب المشاركون على مدى ثلاثة أسابيع لتطوير حلول عملية وفعالة تجمع بين عدة تخصصات.
أقيمت مسابقة الهاكاثون بتعاون مشترك بين جامعة كارنيجي ميلون ومركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة، الذي أنشئ بالشراكة بين جامعة كارنيجي ميلون في قطر ومؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية. وأعرب السيد سعيد مذكر الهاجري، العضو المنتدب بمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، عن اعتزازه بتلك المسابقة، قائلاً: «نفخر بدعم مسابقة «لايف لاين هاكاثون 2025» التي تمنح الطلاب فرصة لتطبيق معارفهم في ابتكار حلول تقنية تحدث أثرًا جوهريًا ملموسًا في حياة الناس حول العالم».
وحول مبادرة لايف لاين أكد أن هذه المبادرة القائمة على ربط عنصري التكنولوجيا والابتكار بالعمل الإنساني تشكل نقطة تحول نوعية في أهمية العمل الخيرية كعنصر فاعل في تشجيع عملية التعليم القائمة على الابتكار وتوظيفها في مختلف المجالات وخصوصاً الإنسانية منها.
ومن جانبه أكد السيد مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أن الجامعة تتبنى نهجاً يركز على معالجة التحديات الإنسانية التي تواجه الفئات المتضررة عبر البحوث والابتكار. وقال في حفل تكريم الفائزين: «نؤمن في جامعة كارنيجي ميلون بأن الابتكار الحقيقي هو الذي يصنع تغييرًا ملموسًا. نكرس معارفنا ومهاراتنا لتقديم أفكار تترك أثرًا إيجابيًا في العالم، وهذا ما يجسده «لايف لاين هاكاثون»، حيث يوظف الطلاب إبداعهم التكنولوجي لخدمة المجتمعات الأكثر احتياجًا».
وأشاد الدكتور خالد هراس، مدير إدارة مركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة، وأستاذ علوم الحاسوب والعميد المشارك الأول في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، بالفرق المتنافسة، قائلاً: «لكم هي سعادتي بإنجاز طلاب السنة الأولى الذين أظهروا قدرة استثنائية على الابتكار، وحققوا مراكز متقدمة في المسابقة».
وأضاف هراس، المستشار الأكاديمي لفريق تنظيم المسابقة: «وضعت جامعة كارنيجي ميلون اللبنة الأولى لتقنيات الذكاء الاصطناعي قبل ما يزيد عن 50 عامًا، ونشهد اليوم استمرار هذه الجهود من خلال حلول طلابنا التي تسهم في تخفيف المعاناة وترتقي بحياة الناس.»
المشاريع الفائزة
فاز بالمركز الأول فريقٌ من طلاب السنة الأولى بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، عن مشروع يجمع بين الذكاء الاصطناعي والطاقة الشمسية لدعم المعلمين في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية والاتصال. وقد طور الفريق، المكون من ديفيد براتو، وماركو كاساغراندي، ومادينا ميرزاتييفا وبيلارد روتايسير، نموذجاً أولياً لمنصة تعليمية ذكية لتعزيز التعليم في البيئات المحرومة. وتفوق المشروع على 25 فريقاً متأهلاً وفق تقييم لجنة تحكيم ضمت 22 خبيراً.
أما المركز الثاني فكان من نصيب فريق جامعة قطر عن مشروع مبتكر يُحسن كفاءة الاستجابة لحالات الطوارئ. وقد أنشأت الطالبات فاطمة أحمد وشدا إبراهيم ورانيا مرابط وهالة صبيح، منصة تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتربط المرضى والمسعفين وأطقم الطوارئ الطبية، مع دمج مساعد آلي للمحادثة الذكية لجمع البيانات الصحية وتقديم إرشادات الإسعافات الأولية بدقة وفعالية.
وفاز بالمركز الثالث فريق آخر من طلاب السنة الأولى بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، ضم شيرخان باكدولت، وسون تشوي، وإنخمونخ إنخبايار وفرقان سعيد، الذين قدّموا نموذجًا لشبكة اتصالات مقاومة للأزمات، تُوفر حلولًا مرنة وموثوقة في المناطق التي تعاني انقطاع الاتصالات التقليدية إلى جانب تقديم دعم طبي مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
وقد حصلت الفرق الفائزة على جوائز بقيمة 75,000 ريال قطري مقدمة من مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، فيما قدم كل من قمة وايز للابتكار في التعليم، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، والهلال الأحمر القطري دعماً كبيراً من خلال توفير الخبرات في إدارة الأزمات والتعليم إضافة إلى الإرشاد والتحكيم وورش العمل.
جدير بالذكر أن جامعة كارنيجي ميلون في قطر قد تعاونت مع معهد قطر لبحوث الحوسبة، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر، وشركة دين ديفيلوبرز (Deen Developers) في تنظيم سلسلة ورش عمل تحضيرية قبيل الجولة النهائية ركزت على موضوعات جوهرية مثل الحوسبة في الأزمات وإدارة المخاطر.
عكست مسابقة الهاكاثون روح التعاون والابتكار، وشكل كل الطلاب فرقاً متعددة التخصصات لمواجهة قضايا في مجالي التعليم وإدارة الأزمات. واختتمت احتفالية الجوائز بجلسة نقاشية شارك فيها ممثلون من قمة «وايز» و»مؤسسة التعليم فوق الجميع» حول سبل توظيف الابتكار لتحقيق تأثير إيجابي مستدام.
0 تعليق