هدنة غزة.. هل رجعت «إسرائيل» لعادتها القديمة؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

رمضان يحل مرتبكاً في فلسطين..
04 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

حركة محدودة في الأسواق الفلسطينية وبيع أقل مع حلول شهر رمضان المبارك، القليل من البضائع تعرض على خجل، والقليل أيضاً من المشترين، ثمة من يقلّبون السلع المعروضة دون رغبة حقيقية في الشراء، ثم يغادرون بحثاً عن ما يعتبرونه «أساسيات» ربما بفعل الظروف السائدة سياسياً، وتعثر مفاوضات التهدئة.

ويحل شهر رمضان هذا العام على فلسطين مرتبكاً، بفعل التداعيات التي خلفتها الحرب الدامية في غزة، واجتياحات جيش الكيان في الضفة الغربية، حيث تخلى الفلسطينيون مكرهين عن طقوس احتفالية اعتادوها، تقلّصت إلى الحد الأدنى، وظهرت على استحياء فوق ركام المنازل في غزة، وفي الشوارع المدمرة في الضفة، في حالة تمتزج بمشاعر التحدي والإصرار على إحياء ما تسمح به الظروف من العادات والتقاليد الرمضانية.

في الشهر الفضيل، يبحث الفلسطينيون عن بقايا حياة عادية، تأبي ممارسات الاحتلال إلا أن تعكّر صفوها من حين إلى آخر.. رمضان ثان يحل حزيناً في غزة، فيما الاقتحامات في الضفة الغربية والقدس، جاءت لتزيد الطين بلّة.

في رمضان هذا العام، لا عزائم ولا ولائم، ولا سمر بعد الإفطار، الزينة هجرت المنازل والميادين والساحات، والطقوس الرمضانية بدت خائفة ومتوجسة، وفقط اقتصرت على الشعائر الدينية.

لكن رغم ذلك، يحاول الفلسطينيون القبض على شيء من الفرح لصغارهم، مع ضبط المتغيرات التي فرضتها الحرب، أملاً في تغيير حقيقي في يوميات حياتهم، بعد أن ينقشع غبارها. غضّ الفلسطينيون الطرف عن طقوس الشهر الفضيل، بينما شخصت عيونهم على مصير الهدنة الهشة، التي انقلب عليها كيان الاحتلال، بمنع دخول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في ظل خشية كبيرة من انهيارها، والعودة إلى الحرب، وفقاً لتهديدات نتنياهو، الذي يواصل مشاوراته مع أبرز المسؤولين في حكومته، وعينه على واحد من اثنين: تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، أو العودة إلى الحرب.

وفق مراقبين، تبدو التوقعات منخفضة ببدء مفاوضات مرحلة ثانية، لكن تفاصيل معروفة وأخرى راحت تتسرب، كلها تؤشر على أن «إسرائيل» المأخوذة بدعم أمريكي مطلق «رجعت إلى عادتها القديمة» بانتهاك الاتفاقيات، من خلال عدم الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير الماضي، ما يؤشر على «خديعة» إسرائيلية من خلال جدولة الاتفاق وتقسيمه إلى مراحل، وأن المرحلة الأولى كانت تخفي ما أراد له الكيان أن ينكشف على تخوم الثانية.

استناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، فما يجعل كيان الاحتلال ينقض الاتفاق، مردّه عدة اعتبارات، غير أن أهمها: قدرته العسكرية في بسط السيطرة الميدانية على قطاع غزة، واستخدام سلاح التجويع من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، ناهيك عن التغييرات الإقليمية وأبرزها تحييد «حزب الله» وتحجيم «إيران» واحتلال أجزاء من سوريا.

ويرى عطا الله، أن تعثر مفاوضات المرحلة الثانية، وضع حركة حماس بين مطرقة الواقع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة، وسندان التغييرات الإقليمية والدولية، إذ ثمة إجماع إسرائيلي أمريكي دولي على إنهاء حكمها لقطاع غزة.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق