كواليس تعليق ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا... وردود الفعل ‏المندّدة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

برلمان أوكرانيا: ‏ترامب يدفعنا للاستسلام بتعليق المساعدات العسكرية

كشف مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كواليس ‏القرار القاضي بإيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مشيرا الى أن ‏جميع كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس وافقوا على خطوة التعليق ‏بعد عدة اجتماعات.‏

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المسؤول في إدارة ترامب قوله: ‏‏"لم يعتقد الأوكرانيون أننا جادون".‏

ولفت الى أن "ترامب سيحدد ما الذي يشكل بالنسبة له جدية من قبل ‏أوكرانيا بالنسبة لمحادثات السلام"، مضيفا: "من غير الواضح ما إذا ‏كان توقيع زيلينسكي على صفقة المعادن النادرة التي تسعى إليها ‏الإدارة الأميركية كافيا لاستئناف عمليات تسليم الأسلحة".‏

تجميد المساعدات

وأعلن مسؤول في البيت الأبيض مساء الإثنين أنّ الرئيس ‏دونالد ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية الأميركية ‏لأوكرانيا في أعقاب المشادّة العلنية التي وقعت بينه وبين ‏نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي ‏الجمعة وتابع وقائعها العالم أجمع‎.‎

وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه "نحن نجمّد ونراجع ‏مساعداتنا للتأكّد من أنّها تساهم في التوصّل إلى حلّ" يوقف ‏الحرب بين موسكو وكييف‎.‎

سهام الانتقادات

في المقابل، أثار قرار ترامب بعض الانتقادات من قبل نواب ‏وسياسيين ومحللين أميركيين.‏‎ ‎ولم يقتصر على النواب الديمقراطيين، ‏بل وجهت له سهام الانتقادات من قبل بعض الجمهوريين أيضاً.‏

إذ اعتبر النائب مايك لولر (جمهوري من نيويورك) أن "وقف الدعم ‏لأوكرانيا من شأنه أن يعرض استقرار أوروبا والعالم الحر للخطر".‏

وأكد في تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء، أنه ‏على الإدارة الأميركية أن تكون واقعية، وأن تحمي مصالح أميركا في ‏الخارج.‏

من جهته، أكد النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا) أنه على ‏الولايات المتحدة أن تقف بشكل لا لبس فيه في صف الطرف المحق ‏و"الجيد"، في إشارة إلى كييف. ‏

وقال بيكون في مقابلة تلفزيونية شاركها على منصة "إكس": "من ‏المؤسف أن إيران وكوريا الشمالية والصين لا توقف مساعداتها ‏العسكرية ودعمها الاقتصادي مؤقتاً لموسكو".‏

واعتبر أن هناك "ديمقراطية ودكتاتورية، هناك دولة تريد أن تكون ‏جزءا من الغرب ودولة تكره الغرب" في إشارة إلى روسيا. وقال: ‏‏"يجب أن نكون بشكل لا لبس فيه للجانب الجيد".‏

‏"عمل خطير ومخزٍ"‏

كذلك انتقدت السيناتورة الأميركية جين شاهين، العضو البارز في ‏لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، القرار الذي ‏وصفته بـ"العمل الانتقامي". وقالت إن "تجميد المساعدات العسكرية ‏لأوكرانيا، عمل خطير ومخزٍ".‏

واعتبرت أن ترامب فتح الباب على مصراعيه أمام الرئيس الروسي ‏فلاديمير بوتين لتصعيد عدوانه العنيف ضد الأوكرانيين.‏

كما حذرت من عواقبه الوخيمة والمدمرة، وحضّت الإدارة على ‏التذكر بأن "قيم أميركا تكمن في العالم الحر، وليس المستبدين ‏والدكتاتوريين القتلة"، بحسب قولها.‏

تهديد قدرة كييف

في المقابل، اعتبر مسؤولون آخرون في الادارة الأميركية أن قرار ‏إيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا الذي أعلنته واشنطن، سيهدد ‏قدرة كييف على القتال ضد القوات الروسية في وقت حرج، وفق ما ‏نقلت عنهم صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء. ‏

إلى جانب تصريحات المسؤولين الأميركيين، نقلت الصحيفة عن ‏مارك كانسيان، العقيد المتقاعد في سلاح مشاة البحرية والخبير بمركز ‏الدراسات الستراتيجية والدولية، قوله، إن أوكرانيا "لن تستسلم غدا ‏أو الأسبوع المقبل، لكنها ستخسر قدرتها العسكرية تدريجيا وفي ‏مرحلة ما ستواجه الهزيمة".‏

وأشار مسؤول كبير آخر في إدارة ترامب لشبكة "فوكس نيوز"، إلى ‏أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا ستظل معلقة حتى يظهر القادة ‏الأوكرانيون التزامهم بإجراء مفاوضات سلام بحسن نية.‏

وأكد المسؤول أن "هذا ليس إنهاء دائما للمساعدات، بل هو إيقاف ‏موقت".‏

قرار متهور ‏

ووصف النائب الديمقراطي بريندان بويل، الرئيس المشارك لكتلة ‏الاتحاد الأوروبي في الكونغرس، قرار إيقاف المساعدات العسكرية ‏بأنه "متهور ويشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي".‏

وقال بويل في بيان نقلته "أسوشيتد برس": "لقد وافق الكونغرس على ‏هذه المساعدات على أساس -ثنائي الحزبية- فقد أدرك الجمهوريون ‏والديمقراطيون على حد سواء أن الوقوف مع أوكرانيا يمثل ‏الديمقراطية في سبيل صد عدوان بوتن". ‏

وأضاف "مع ذلك، فإن ترامب، الذي أشاد مرارا وتكرارا ببوتين ‏وقوّض حلفائنا، يلعب الآن ألعابا سياسية خطيرة".‏

من جهته، اعتبر النائب الديمقراطي دان غولدمان قرار وقف ‏المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بأنه "ابتزاز آخر" ‏لزيلينسكي.‏

تحذير من إطالة أمد الحرب

إلى ذلك، أثار القرار غضب مؤيدي كييف الذين حذروا من أن وقف ‏المساعدات سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وليس تسريع عملية ‏السلام. ‏

وقال ميكولا مورسكيغ، مدير المناصرة في منظمة "رازوم" ‏لأوكرانيا: "إن وقف المساعدات العسكرية لكييف يضر بشكل لا ‏يصدق بالولايات المتحدة ويكافئ خصومها"، وفق ما نقلت صحيفة ‏‏"وول ستريت جورنال".‏

كذلك أضاف "أستطيع أن أسمع فرقعة الشمبانيا في موسكو وبكين ‏وطهران".‏

بدوره، رأى الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية، بنجامين ‏حداد، أن "تجميد المساعدات الأميركية لكييف يُبعدنا أكثر عن ‏السلام".‏

في المقابل، أيدت النائبة ماري ميلر (جمهورية من إلينوي) قرار ‏ترامب. وقالت في تغريدة على "إكس": "إذا كان زيلينسكي يريد ‏مواصلة حرب لا نهاية لها، فليفعل ذلك بنفسه. فالولايات المتحدة لن ‏تشارك بعد الآن في هذا الصراع الذي أدى إلى مقتل الآلاف". ‏وأردفت مؤكدة أن الوقت حان لإرساء السلام.‏

أول تعليق أوكراني

أما أول تعليق أوكراني على القرار فأتى عبر البرلمان الذي رأى "أن ‏ترامب يدفع كييف للاستسلام بتعليق المساعدات العسكرية". كما أكد ‏أن "القرار يبدو سيئا للغاية".‏

كذلك وصفت وزارة الدفاع البولندية، القرار الأميركي بالسيئ جدا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق