أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن تضرع المسلمين إلى الله بأسمائه الحسنى لنصرة أهل غزة كان له أثر بالغ في ثباتهم أمام العدوان، مشيرًا إلى أن ما تعرض له أهالي القطاع من قتل وتدمير ممنهج على مدار الأشهر الماضية كان كفيلاً بإبادة شعوب بأكملها، إلا أن الله أيدهم بالصبر والثبات.

وخلال حديثه في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام 2025، أوضح الإمام الطيب أن الشعب الفلسطيني رغم القصف المستمر والتدمير الهائل، ظل شامخًا متشبثًا بأرضه، محبطًا مخططات الاحتلال الذي راهن على انهيار غزة بعد شهر أو شهرين، لكن صمود أهلها خالف كل التوقعات، رغم عدم امتلاكهم سلاحًا أو نصيرًا سوى دعوات المسلمين لهم.

وشدد شيخ الأزهر على أن هذا الصمود لم يكن عاديًا، بل كان مشحونًا بالعزة والتحدي، مما يؤكد أن الله استجاب لدعوات الضعفاء، مستشهدًا بقول الله تعالى: “إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الذين كفروا”.

وأكد أن التاريخ ينصف دائمًا أهل الحق، ورأينا بأعيننا حجم الظلم والقهر الذي تعرض له أهل غزة، وسط مشاهد قتل وتدمير لا يمكن تصور حدوثها في القرن الحادي والعشرين، رغم وعود العالم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن العدوان على غزة كشف زيف هذه الادعاءات.

وأوضح الإمام الطيب أن الدعاء بأسماء الله الحسنى له تأثير عظيم، حتى وإن لم يكن الداعي مدركًا لمعانيها، فالله أمر بالدعاء بها دون اشتراط الفهم الكامل، مؤكدًا أن ذكرها له أسرار وتأثيرات خاصة، كما أن الدعاء بغيرها مقبول أيضًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: “ادعوا ربكم تضرعا وخفية”.

واختتم فضيلته حديثه بالتأكيد على أن فضل الله واسع، وعطاؤه ممتد لمن يتوجه إليه بالدعاء، سواء بأسمائه الحسنى أو بغيرها، شريطة أن يكون الداعي موقنًا أن الله هو الملجأ الوحيد له.