
ويتشارك أهالي المدينة المنورة خلال وقت الإفطار في خدمة الصائمين، بدءًا باستقبالهم وتوجيههم إلى مواقع سفر الإفطار، في المسجد والساحات، وعلى امتداد الطرقات في المنطقة المركزية، والمساعدة في فرش السفر، إذ تتشكّل في ساحات المسجد النبوي أكبر مائدة طعام متصلة، تجمع مئات الآلاف من الصائمين من مختلف الأعراق والجنسيات، يشرع خلالها المتطوعون في توزيع مئات الآلاف من وجبات الإفطار، وتقديم المياه، والمشروبات الساخنة والباردة، والأطعمة الخفيفة مثل: الخبز، والتمر، واللبن، والفاكهة للصائمين قبل رفع الأذان، ورفع السفر قبيل إقامة الصلاة في عادة رمضانية توارثوها منذ عشرات السنين، دافعها كسب الأجر والمثوبة، وتكريم ضيوف الرحمن الذين وفدوا لأقدس البقاع، ليشهدوا هذه الليالي الفضيلة، ويؤدوا العبادات في أجواء من الروحانية والسكينة.

عدسة "واس" وثّقت اليوم، مشاهد للعديد من الأهالي الذين قدموا طوعًا لخدمة زوار المسجد النبوي، يتنقلون بين المواقع المخصّصة لإفطار الصائمين داخل المسجد وفي الساحات الخارجية، يحرص الكثير منهم على اصطحاب أبنائهم لتنشئتهم على معنى البذل والعطاء، وخدمة ضيوف الرحمن في تقليد متوارث على مدى السنين.
ويقول المواطن عاطف المزيني الذي بدا منشغلًا في تنظيم السفر ودعوة الصائمين في ساحات المسجد النبوي: إنه أمضى أكثر من 15 سنة بالمشاركة مع إخوته وأقاربه في خدمة تفطير الصائمين والمصلين في المسجد النبوي خلال شهر رمضان المبارك، وإعداد السفر، قبل التنظيم الحديث في مجال تفطير الصائمين الذي يجسّد عناية الدولة - رعاها الله - ممثلة في الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وتُوفر عبوات جاهزة "إفطار صائم" توزّع على امتداد المواقع المخصّصة لسفر الإفطار الرمضاني داخل المسجد وفي الساحات، تحوي التمر، والزبادي، والدقة، والماء، والمنديل، ولكن لارتباطنا بهذا العمل الخيري منذ سنوات، نشارك في توزيع أصناف من الأطعمة على العابرين في الطرق المؤدية للمسجد النبوي، كما نأتي لتقديم الدعم للمنظمين والمشرفين في الساحات، والمساعدة في رفع السفر بعد الإفطار مباشرة.

ويقول آخر: إنه خلال الساعات الأخيرة من الصيام، تشهد ساحات المسجد النبوي سباقًا من نوع آخر، ويحرص الكثير من الأهالي تطوعًا على خدمة الصائمين من الزوار من مختلف الجنسيات، وأصبحت هذه الخدمات اليوم تقدّم بشكل أكثر تنظيمًا من خلال إدارات وعاملين مكلفين، يتولون خدمة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، وتوزيع مياه الشرب، ومدّ السفر، وتوزيع عبوات الإفطار، ورفع السفر، وتنظيف أرجاء المكان في دقائق معدودة.
0 تعليق