أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الخميس أن الاجتماع الوزاري المشترك الثالث بين مجلس التعاون ومصر يمثل خطوة أخرى تضاف إلى الخطوات العديدة التي اتخذها الجانبان تجاه توطيد العلاقات الأخوية التاريخية ولدعم الشراكة الاستراتيجية بينهما وتطويرها على المستويات كافة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها البديوي خلال انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك الثالث بين دول مجلس التعاون ومصر في مكة المكرمة برئاسة وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون عبدالله اليحيا وبحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبدالعاطي.
وذكر أن الاجتماع يأتي في ظل أوضاع إقليمية ودولية معقدة وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية لا سيما التصعيد الخطر والانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني «وهو ما يشكل تهديدا صارخا لهويته وحقوقه وهو ما نرفضه بشكل قاطع».
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإيقاف هذه الممارسات التي تقوض الأمن والاستقرار معربا عن شكره وتقديره للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على الجهود الحثيثة والمساعي المباركة لعقد القمة العربية غير العادية (قمة فلسطين) الأول من أمس الثلاثاء في مصر.
كما أعرب عن شكره للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على استضافة القمة التي تعكس الالتزام والدعم اللامحدود الذي تقدمه مصر للقضية الفلسطينية.
وأكد دعم مخرجات القمة التي اعتمدت خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة ونشر قوات حماية وحفظ سلام دولية بقرار من مجلس الأمن في الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية وكذلك قرار القمة لعقد مؤتمر دولي للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة وذلك بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة.
وقال إن مستقبل قطاع غزة يجب أن يكون في سياق الدولة الفلسطينية الموحدة وتنفيذ حل الدولتين رافضا تحميل مصر أي تبعات جراء دعوات التهجير غير الإنسانية والظالمة للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى اعتماد خطة العمل المشتركة بين مجلس التعاون ومصر للفترة من 2024 إلى 2028 في الاجتماع الوزاري الثاني المشترك بين مجلس التعاون ومصر الذي عقد في مارس من العام الماضي لتكون خريطة طريق للتعاون بين الجانبين في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأعلن البديوي عن انعقاد منتدى التجارة والاستثمار بين دول المجلس ومصر خلال هذا العام في مصر بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين وتوفير منصة تجمع المستثمرين لاستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات الاقتصادية ومعالجة التحديات التي يوجهها المستثمر الخليجي وذلك في ضوء خطة العمل المشتركة بين الجانبين.
وأكد الأهمية التي توليها دول المجلس للحوار والشراكة الاستراتيجية مع مصر معربا عن تطلعه لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في شتى المجالات.
من جهته قال الوزير عبدالعاطي إن الاجتماع يأتي في ظل ما تمر به المنطقة من متغيرات عديدة وتحديات غير مسبوقة الأمر الذي يتطلب تكثيف التشاور والتعاون بين مصر ودول مجلس التعاون مؤكدا دعم بلاده الثابت لأمن الخليج العربي باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وأشار إلى ما أفرزته القمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر من إجماع وتضامن على التمسك بالثوابت العربية تجاه فلسطين وهو ما يمثل فرصة جديدة للتأكيد على المواقف الثابتة في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ودعا عبدالعاطي إلى استمرار التنسيق والتعاون للعمل على إعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وأعرب عن تطلعه أن يحقق اجتماع اليوم نتائج ملموسة من شأنها الإسهام في دفع مسارات التعاون إلى مراحل متقدمة بين الجانبين.
واختتمت القمة العربية غير العادية التي أقيمت في (العاصمة الإدارية) بمصر الأول من أمس الثلاثاء أعمالها باعتماد الخطة المصرية لتحقيق التعافي المبكر في قطاع غرة وإعادة الإعمار باعتبارها خطة عربية جامعة مطالبة المجتمع الدولي بدعم هذه الخطة.
وحث البيان الختامي للقمة المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة والتأكيد على تدشين مسار سياسي وأفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان.
سوريا
وأكد البديوي أن الاجتماع المشترك الأول بين مجلس التعاون وسوريا هو خطوة عملية نحو تنسيق الرؤى وتعزيز التعاون بين دول المجلس وسوريا.
جاء ذلك في كلمة للبديوي خلال انعقاد الاجتماع المشترك الأول بين دول مجلس التعاون الخليجي وسوريا.
وذكر البديوي أن الاجتماع يأتي استجابة لما تم التوافق عليه في اجتماع المجلس الوزاري التشاوري الذي سبق انعقاد اجتماع الدورة الاستثنائية ال 46 للمجلس الوزاري التي عقدت بتاريخ 26 ديسمبر الماضي في دولة الكويت حيث شدد وزراء خارجية دول المجلس على أهمية إرسال رسالة خليجية موحدة مفادها الوقوف ودعم سوريا وشعبها الشقيق والاستعداد للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق السلام العادل والمستدام في سوريا.
وأكد أن الاجتماع المشترك الأول بين مجلس التعاون وسوريا يدشن مرحلة جديدة من العلاقات والتعاون المشترك مشددا على الإيمان أن سوريا دولة شقيقة وهي جزء أصيل من نسيج الأمة العربية بتاريخها العريق.
كما أكد الإيمان الراسخ أن الشعب السوري يجب أن ينعم بالأمن والاستقرار والعيش الكريم ويعيد بناء دولته وما دمرته الحرب خلال السنوات الماضية.
وذكر أن دول مجلس التعاون قد دأبت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق انطلاقا من قناعة راسخة بأن سوريا القوية والآمنة والمستقرة ليست فقط مصلحة سورية بل هي مصلحة خليجية وعربية ودولية.
وأكد أن موقف مجلس التعاون ثابت تجاه احترام سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورافض للتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية وللإرهاب والتطرف وبأن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار امن المنطقة.
وبين أن هذا الموقف تجسد بزيارة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري سوريا واللقاء بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في دمشق في 30 ديسمبر الماضي.
وأفاد بأن اللقاء كان فرصة للتأكيد على أهمية استمرار العملية الانتقالية الشاملة التي تلبي تطلعات الشعب السوري في الاستقرار وأهمية دعم المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة السورية.
وأشار إلى أهمية استعادة سوريا لدورها الإقليمي ومكانتها الدولية مع تشجيع الوحدة الوطنية والحوار الشامل بين الأطراف السورية لتحقيق الأمن والتنمية وضمان عدم تدخل أية قوى أجنبية في سوريا مرحبا بهذا السياق في الخطوات التي تبنتها الإدارة الانتقالية في سوريا تجاه تحقيق هذه الخطوات.
وأضاف أن مجلس التعاون يرحب بالخطوات التي تم اتخاذها لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري وهي خطوات وركائز رئيسية للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا تمكنها من استعادة دورها الإقليمي ومكانتها الدولية.
وأكد عزم دول مجلس التعاون في الاستمرار تجاه اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تنسيق جهود دول المجلس فيما يتم تقديمه من مساعدات إلى سوريا وتدعو الشركاء والدول والمنظمات المعنية لتقديم كل وسائل الدعم للشعب السوري الشقيق ورفع العقوبات المفروضة عليها لتمكينها من التعافي الاقتصادي وتلبية احتياجاتها الإنسانية والتنموية.
وقال إن دعم مجلس التعاون لسوريا لا يقتصر على الجانب الإغاثي والإنساني بل هو داعم للجهود الدولية لتحقيق السلام والأمن في سوريا لافتا إلى حرص مجلس التعاون والأمانة العامة على المشاركة في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى في شأن سوريا الذي استضافته فرنسا بتاريخ 13 فبراير الماضي لما يمثله من خطوة مهمة لدعم عملية انتقالية شاملة والوقوف على الاحتياجات التي تتطلبها المرحلة الحالية لإعادة الاستقرار.
واشار إلى الاجتماع المهم الذي عقد في 12 يناير الماضي بالرياض لتنسيق الجهود لدعم سوريا والسعي لرفع العقوبات عنها والبدء بتقديم جميع أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية.
وأكد الإيمان بالسيادة السورية وأنها يجب أن تحترم وأن أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية يجب أن ينتهي مشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف ليس فقط عبر الحلول الأمنية ولكن أيضا عبر بناء دولة قوية قادرة على تحقيق العدالة وإعادة الثقة بين الدولة ومواطنيها.
ودان هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على سوريا بما في ذلك احتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية مؤكدا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإيقاف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة ومشددا على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية.
وأكد أن اجتماع اليوم هو بداية مرحلة جديدة من العمل المشترك تعيد لسوريا مكانتها التي تستحقها متطلعا لبناء شراكة وحوار استراتيجي مع سوريا وذلك على غرار الحوارات والشراكات الاستراتيجية بين دول المجلس والدول العربية الأخرى حتى يكون هذا الحوار الاستراتيجي خريطة طريق ومنارا لتطوير العلاقات الخليجية السورية على الأصعدة كافة.
من جهته قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن الاجتماع يمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الخليجية - السورية كما يعد فرصة للتعبير عن التطلعات والآمال في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأشار إلى التحديات الجسيمة التي مرت بها سوريا وما تحتاجه من دعم للمساهمة في إعادة بناء الوطن وإعادة إصلاحه.
كما تطرق إلى التهديدات الأمنية المستمرة التي تواجهها سوريا وتؤثر على الأمن الإقليمي بأسره داعيا إلى التعاون العربي في مواجهة تلك التحديات وحماية الأمن الإقليمي.
وقال إن سوريا بحاجة إلى الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي مضيفا أن دعم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لا غنى عنه في هذه المرحلة وسيؤدي إلى نتائج مثمرة تسهم في إعادة بناء سوريا واستقرارها.
المغرب
كما أكد البديوي أن الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والمغرب يعتبر خطوة مهمة لمواصلة تدعيم أسس الشراكة الاستراتيجية نحو إطار نموذجي وتكاملي متعدد الأبعاد حتى يعكس في مضمونه عمق وقوة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بينهما.
جاء ذلك في كلمة ألقاها البديوي خلال انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والمغرب.
الأردن
وأكد البديوي أن الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والأردن يجسد أسمى معاني التعاون والتكامل والرغبة المشتركة الصادقة لتعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين الجانبين والسعي الدائم لدعم وتطوير الشراكة الاستراتيجية بينهم.
جاء ذلك في كلمة للبديوي خلال انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين دول مجلس التعاون والأردن.
وقال إن الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والأردن ينعقد في ظل تطورات وظروف إقليمية ودولية معقدة على الأصعدة كافة ويشوبها الكثير من القلق والتوتر مؤكدين على مواقفنا الثابتة في دعم القضية الفلسطينية في ظل التطورات المتسارعة والخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
وأعرب عن دعم دول مجلس التعاون للأردن فيما يبذله من جهود إقليمية ودولية تجاه نصرة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية مشيدا في ذات السياق بالمواقف التاريخية المتعددة التي تبناها الأردن بهذا الشأن.
وأكد رفض تحميل الأردن أي تبعات جراء دعوات التهجير غير الإنسانية والظالمة للشعب الفلسطيني.
0 تعليق