أميرة الفاضل لـ الشرق: السودان قضية منسية والحل في أيدي أبنائه

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

09 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

عواطف بن علي

 

السودان يتعرض لمؤامرة خارجية بمساعدة أيادٍ داخلية

13 مليون نازح وحوالي 3 ملايين لاجئ سوداني حصيلة الحرب

تقدم القوات المسلحة السودانية يطمئن السودانيين

الدعم السريع ليست قوى ثورية ولم تكن يوما جزءا من الثورة

 

 

أشادت السيدة أميرة الفاضل رئيس مجلس إدارة جمعية إسناد بالدعم القطري للشعب السوداني مؤكدة أن دور الدوحة سيكون مهما جدا في مرحلة إعادة الإعمار خاصة وأن تداعيات الحرب هائلة وتتطلب دعما دوليا كبيرا. وشددت الوزيرة السابقة في الحكومة السودنية والخبيرة الدولية في حوار مع الشرق على أن السودان يتعرض لمؤامرة خارجية بمساعدة أياد داخلية وأن قوات الدعم السريع المتمردة ألحقت جرائم بشعة بالسودانيين ولكن للأسف المجتمع الدولي لم يكن عادلاً اتجاه قضية السودان التي تحولت إلى قضية منسية وليس لها الصدى الذي تستحقه في العالم. لكن الفاضل تؤمن أن الحل يجب أن يكون "سوداني–سوداني" وأن مشاكل بلادها ستحل بأيادي وعزم أبناء الوطن ومن هذا المنطلق أسست الفاضل جمعية إسناد لمساعدة اللاجئين في مصر واستقطبت السودانيين على مبدأ التطوع، وساهمت في فجوة كبيرة من الاحتياجات. عن السودان والأوضاع الإنسانية ونشاط جميعة إسناد تحدثت لنا الفاضل في هذا الحوار.

*لنبدأ من زيارتك للدوحة من اجل عقد شراكات لصالح جمعية إسناد لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب كيف وجدت الدعم القطري للشعب السوداني ؟

قطر من أكبر الدول التي قدمت مساعدات إنسانية للسودان في مجال الغذاء والأدوية من خلال جسر جوي وكانت سباقة في تقديم يد العون للشعب السوداني ونحن نثمن هذا الدعم القطري ونعتقد أن دور الدوحة سيكون مهما جدا في مرحلة إعادة الإعمار.

هذه أول زيارة لنا لقطر لبحث دعم المؤسسات القطرية وكانت لدينا اجتماعات إيجابية مع جمعية قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية ونحن متفائلون بأن الاخوة في قطر سيساعدوننا في المشاريع الداعمة ليس فقط للاجئين السودانيين في مصر إنما حتى لمن هم داخل السودان.

*هناك تضارب في الأخبار وتعتيم حول حقيقة الوضع في السودان؟ وأنت الأقرب إلى الأحداث

ما حقيقة الوضع في البلاد على جميع المستويات؟

يمر السودان بأزمة كبيرة جدا خاصة وأن الحرب متمركزة لأول مرة في تاريخنا في الخرطوم بسبب تمرد فصيل من الجيش تحول إلى ميليشيا لا يقاتل فقط الجيش الرسمي إنما يستهدف المواطن السوداني ويلحق به انتهاكات كبيرة من قتل وتشريد واغتصاب وتهجير قسري. يتعرض السودان لمؤامرة خارجية بمساعدة أياد داخلية. بلدنا مستهدف منذ القدم بسبب موقعه الجغرافي وموارده الطبيعية الهائلة. كل الموارد الطبيعية والبشرية موجودة على أرض السودان لكن بسبب الأزمات السياسية ظل يعاني حتى تفجرت الاوضاع في الحرب منذ 15 أبريل 2023.

*هناك أخبار تقول إن الجيش السوداني يسيطرعلى الأرض وأخرى تتحدث عن تفوق قوات الدعم السريع من الأقوى على الأرض الآن ؟

الانتصارات الحمد لله تتحقق من قبل قوات المسلحة السودانية وإلى جانبها المقاومة الشعبية من قبل المواطنين السودانيين ومعظمهم يقفون خلف القوات المسلحة السودانية، أي منطقة يستطيع الجيش تحريرها من أيدي القوات المتمردة يعود إليها السودانيون الذين نزحوا داخليا، النزوح تم تقديره من قبل الامم المتحدة بـ 13 مليون نازح داخليا، وحوالي 3 ملايين خارجيا (2 مليون إلى جمهورية مصر العربية والبقية 2 مليون الجزء الأكبر في دولة تشاد،عدد قليل في جنوب السودان وإفريقيا الوسطى بضعة آلاف في إثيوبيا وإريتريا.) تقدم القوات المسلحة السودانية يطمئن السودانيين وأي منطقة تم استردادها تعود إليها الخدمات الصحية، التعليم..

جرائم رهيبة

*هناك من يتحدث على أن الدعم السريع هي قوات ثورية تقف ضد الحكومات المتعاقبة التي فشلت بعد الثورة في تحقيق التغيير. ماهو رأيك من هذا الموقف ؟

بالطبع لا، الدعم السريع ليست قوى ثورية هي فصيل تم تكوينه من قبل الرئيس البشير ومن قبل القوات الثورية يعني أعادت النظام البائد في شكل جديد. عندما تم تكوين الدعم السريع كان الهدف مساعدة القوات المسلحة في الحرب في دارفور ضد التمرد. وتم إعطاؤها مساحة ونفوذا سياسيا واتصالات خارجية بسبب التغيير الذي يسمى ثورة 2019 ووجد الدعم السريع فرصة كقوة حتى ينمو ويقفزعلى الأحداث وينفذ أجندة توسعية. وأصبحت لعائلة دقلو طموحات سياسية لحكم السودان الى جانب نفوذ اقتصادي، هو يمتلك مساحات من التعدين والذهب ويشرف على تصدير هذه الأموال إلى خارج السودان. لكنه لم يكن يوم جزءا من الثورة وفي ظروف مريبة تطور عدد قوات الدعم السريع من 20 ألفا إلى 120 ألفا في أربع سنوات، وقاموا بتجنيد داخل القبائل في السودان ومن الدول الأفريقية.

*ألا تعتقدين أنه رغم فظاعة الحرب في السودان إلى انها لا تجد صدى عالميا في وسائل الإعلام والمنصات الدولية ؟

للأسف السودان قضية منسية وليس لها الصدى الذي تستحقه في العالم، هناك فهم غير صحيح خارجيا لحقيقة قوات الدعم السريع وأنا أعزو هذا الأمر لأن الإعلام السوداني لم ينجح بصورة كبيرة في إيصال الصورة الحقيقية رغم اجتهاد الكثيرين والإعلام العالمي لم يهتم بالحرب في السودان أيضاً هناك انشغال كبير بحرب غزة لذلك الحرب في السودان لم تجد الاهتمام الكافي رغم أن الأرقام والأحداث رهيبة فعدد الذين قتلوا في هذه الحرب عشرات الآلاف وعدد النساء اللاتي تم اغتصابهن لا يمكن حصره وهذا من أبشع ما حصل في السودان، النساء اللاتي لم يجدن الجرأة للحديث أو الذهاب إلى الشرطة ليتحدثن عن التحرش والإغتصاب حيث إن الأرقام المسجلة لا تتجاوز 1% لأن حوادث الاغتصاب تدمر الأسرة فالعالم يتفرج على ما يدور في السودان، من القتل والتعذيب رغم ان الأدلة موجودة وموثقة صوتا وصورة لكن لا حسيب ولا رقيب. بشاعة الحرب في السودان لم نقرأ عن مثيلها في التاريخ القريب لكن الاعلام العالمي والمؤسسات الدولية لم تسلط الضوء على هذه الكارثة ولم تتحرك لمعاقبة المجرمين، يحتاج السودان أن يكون في دائرة الاهتمام.

المجتمع الدولي لم يكن عادلاً إتجاه قضية السودان، برغم أن السودان بذل جهودا في القنوات الرسمية مع الأمم المتحدة، هناك تقارير تحدثت عن انتهاكات مليشيات الدعم السريع وعن دول وفرت السلاح والمال للمتمردين، برغم كل ذلك يظل الدور الذي لعبته الأمم المتحدة أقل بكثير من المتوقع، وكذلك المؤسسات الإقليمية.

لجوء ونزوح

بما أنك رئيسة مجلس إدارة جمعية إسناد هل يمكن أن تعطيني معلومات عن الوضع الانساني وأرقام اللاجئين؟

لدينا في مصر 2 مليون لاجئ سوداني يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة كلما دخل الدعم السريع إلى قرية يخرج المواطنون من القرى وهذه من أكبر المؤشرات أن المواطن السوداني يحس بالأمان عندما يدخل الجيش وبالتهديد عندما تدخل القوات الدعم السريع، التي تنهب كل الممتلكات وتعتدي على السكان، أنا شخصيا أخذوا منزلي في ولاية الخرطوم منذ أغسطس ٢٠٢١. وهذا حال ملايين السكان الذين اضطروا للنزوح الداخلي واللجوء إلى خارج السودان، العدد الأكبر توجه لجمهورية مصر وهنا أشيد بها لأنها فتحت الحدود واستقبلت السودانين ولم تضعهم في أمكان منفصلة للاجئين بل استوعبتهم وسمحت لنا بإقامة الجمعيات والمبادرات لمساعدة السودانيين.

لدينا حوالي 13 مليون نازح كلما يتم تحرير منطقة أو مدينة يعودون إلى بيوتهم عادت أعداد كبيرة من المواطنين.

يجب أن يكون هناك عدالة للضحايا وتعويض شامل واسترداد للحقوق.. أنا أعتقد أن السودان في اتجاهها للخروج من هذه الحرب، لكن هناك تحديات كبيرة جدا تنتظرنا، الاقتصاد تدمر بصورة كبيرة، البنية التحتية تم تدميرها بصورة كاملة في ولايات الوسط وفي ولايات دارفور نحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة الإعمار.

إعادة الإعمار

*حسب رأيك كم تحتاج السودان كميزانية ووقت لإعادة الإعمار ؟

لم أطلع على تقرير شامل حتى الآن لكن أعرف أن هناك هيئة حكومية لإعادة الأعمار بدأت في وضع تصورات لإعادة الإعمار وقامت بمجموعة من الاتصالات مع بعض الدول والمستثمرين. تحتاج السودان لأموال كبيرة جداً وخبرات عالمية وشراكات كبيرة وجادة لإعادة إعمار السودان.

إعادة الإعمار سيفتح للشركات الكبيرة أبواب الاستثمار. كما سيكون هناك دور كبير لمنظمات المجتمع في تأهيل السودانيين الذين تعرضوا لأزمة نفسية كبيرة جداً نحن نحتاج أن نعيد التأهيل والتدريب وخلق الفرص الى جانب جهد القطاع الخاص.

مبادرة إسناد

*بوصفك رئيس مجلس إدارة جمعية إسناد ما هي أنشطة الجمعية ومشاريعها وأهدافها ؟

تصادف وجودي في مصر عند انطلاق الحرب في السودان بعد أسابيع بدأت أشاهد تدفق السودانيين بالآلاف إلى مصر وقد خرجوا ولم يحملوا إلا القليل من المال، بعد تردي الاوضاع اتصلت بالدكتور كمال حسن علي الذي كان سفير السودان الأسبق في مصر وكان وزير الدولة للخارجية، تزاملنا فترة طويلة في العمل داخل السودان كوزراء.. ثم ذهبنا بهذه الفكرة لبعض الأصدقاء المصريين والسودانيين وتكونت مجموعة بدأت تتوسع بجهات حكومية مصرية.ذهبنا لمقابلة الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط ووافق على رعاية الجامعة إلى جانب حصولنا على دعم رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف ونجحنا في استقطاب دعم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو لتكون من الرعاة والداعمين لهذه المبادرة.

استطعنا أيضاً خلق علاقات مع المؤسسات الخيرية المصرية الكبيرة منها بنك الطعام المصري، مصر الخير، الهلال الأحمر المصري، وزارة التضامن المصرية.

جمعية إسناد كمبادرة استقطبت السودانيين على مبدأ التطوع، استطعنا المساعدة وسد فجوة كبيرة من الاحتياجات في السكن والغذاء والعلاج، التدريب والتشغيل وخلق فرص العمل و لكن لم نتمكن من سد كل الاحتياجات للاسف لأنها كبيرة.

طبعا فرص العمل محدودة جدا في مصر هناك سودانيون فتحوا مشاريع صغيرة. ونحن في الجمعية نقدم تدريبا للمرأة السودانية في الحرف اليدوية للشباب تدريبا متقدما في التكنولوجيا واللغات والذكاء الاصطناعي.

*كلمة أخيرة

أريد أن أوجه كل عبارات التقدير والاحترام للمرأة السودانية التي عانت في هذه الحرب، أحيي صمودها في الداخل وفي الخارج، لقد بذلت تضحيات جساما من أجل العائلة والوطن هي فعلا نقطة الإسناد والارتكاز.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق