محليات

0

أجرت الحوار: فوزية علي

قطر لديها قناعة بأن الثقافة والفن طريق للتنمية

علاقة إيران بدول المنطقة قديمة وطويلة الأمد

شهر رمضان فرصة للتعرف على تقاليد المسلمين 

أكد سعادة الدكتور سيد عباس صالحي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني خلال زيارته للدوحة أن الفترة الماضية قد شهدت لقاءات مع كبار المسؤولين القطريين لتعميق العلاقات الثنائية في المجال الثقافي، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات ستلعب دوراً مهماً في تطوير التفاعلات والاتصالات بين البلدين، وبالطبع سيكون لها تأثير على المنطقة برمتها.

كما أوضح سعادته وجود تعاون ثقافي مستمر وفعال بين قطر وإيران، وقد تعزز هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة بإقامة الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في قطر باعتباره نقطة تحول في التآزر بين طهران والدوحة في مختلف المجالات إلى جانب الحديث عن عدد من الملفات الأخرى في الحوار التالي:

في البداية لو تحدثنا عن العلاقات القطرية الإيرانية في مجال الثقافة؟

العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإیرانية ودولة قطر في المجالات الثقافية واسعة ومتنوعة للغاية، ولحسن الحظ، فإن اتفاقية التعاون الثقافي بين إيران وقطر التي تم توقيعها خلال زيارة نائب الرئيس الإيراني إلى قطر تشمل مجموعة متنوعة من العلاقات في مجالات الكتب والمؤتمرات الثقافية والعلمية، والأسابيع الثقافية، والإنتاجات المشتركة في مختلف المجالات الفنية والسينمائية، بالإضافة إلى العلاقات المتحفية وغيرها.

كما يبدو أن هناك فرصًا واسعة للغاية للعلاقات الثقافية والفنية بين الشعبين الإيراني والقطري، ويمكن التخطيط لكل منها بشكل منفصل.

الأسبوع الثقافي أحد الفعاليات التي تعزز العلاقات الثنائية.. هل سنشهد فعاليات أخرى في المستقبل القريب؟

الأسبوع الثقافي الإيراني في قطر يعتبر نقطة انطلاق جادة في العلاقات الثقافية بين البلدين، ومن المؤكد أن الأسبوع الثقافي القطري في إيران سيكون حدثا مهما آخر يمكن أن يعزز العلاقات الثقافية بين البلدين بشكل كبير.

وفي اللقاءات التي جرت في قطر، أكد أخي العزيز سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة القطري على ضرورة إقامة الأسبوع الثقافي القطري في إيران بقوة واهتمام جاد، ومن المقرر أن تقوم لجنة مشتركة من المسؤولين الإيرانيين في قطر، بما في ذلك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمستشار الثقافي للسفارة والمسؤولون الثقافيون القطريون بتنظيم العديد من الفعاليات والبرامج، خاصة في المجالات المتعلقة بالمتاحف، والسينما، ومعرض الكتاب وغيرها من المجالات.

كيف يمكن للثقافة أن تعزز الحوار بين الشعوب في الوقت الذي تعلو فيه نغمة الحروب والصراعات؟

يبدو أن الجوانب الرئيسية والفارقة في الثقافة والفن هي اعتبارها جسرا للتواصل بين الأمم، وليس سببا للخلاف والنزاع، فمجال الثقافة والفن يتحرك على جناحي المعرفة والجمال، وهذان العنصران موجودان في طبيعة كل إنسان بغض النظر عن عرقه وانتمائه الجغرافي، على عكس المجالات الأخرى مثل الاقتصاد والسياسة والأمن وغيرها التي ترتبط بتضارب المصالح بين البشر.

وعموما يتصل مجال الثقافة والفن ویؤثر في الأرواح البشرية من خلال عناصر المعرفة والجمال، لذلك، إذا أردنا أن يكون لدينا عالم خال من الحرب والنزاع يجب أن نتواصل مع بعضنا البعض من خلاله بلغة الثقافة والفن.

كيف تنظر إلى اهتمام قطر بالثقافة والفنون في ظل ما تم تشييده من معالم ثقافية مثل المكتبة الوطنية ونادي الجسرة وكتارا ومعرض الكتاب السنوي؟

كل دولة تختار طريقها الخاص للتنمية الثقافية وتحدد لها محركًا لتحقيق هذا الهدف، وقد لمست أن لدى دولة قطر قناعة بأن مجال الثقافة والفن هو طريق التنمية وأيضًا محرك التنمية الأهم.

هذا المجال هو بمثابة الهوية وصندوق احتياطي للاستثمار الوطني، وإذا تم الاستثمار في هذا المجال فإن الاستثمارات في المجالات الأخرى تصبح مستدامة وجذابة أيضا.

كما أن البنى التحتية الثقافية التي تم إنشاؤها في قطر وكذلك الفعاليات الثقافية التي تقام هنا تظهر هذا النوع من النظرة والتوجه، ومن المؤكد أنها ستساهم في التنمية الشاملة والمستدامة لدولة قطر.

علاقات إيران ودول الخليج علاقات تاريخية.. كيف يمكن استعادة زخم هذه العلاقات بما يعيد إلى هذه العلاقات قوتها؟

العلاقات بين إيران ودول المنطقة بما في ذلك دول الخليج هي علاقات قديمة وطويلة الأمد. كانت هناك تفاعلات إنسانية واقتصادية وعلمية وثقافية بين إيران وهذه الدول، ولكن للأسف فإن الصور الخاطئة والمغلوطة عن إيران وتعزيز فكرة "الخوف من إيران" قد تسببت في تغيير بعض النظرات. من المؤكد أن إيران في القرون الأخيرة لم يكن لها أي تاريخ من التوجه العدواني أو التسلطي، ولم يتم حتى الهجوم على حدود إيران في هذه القرون.

يبدو أن وسائل الإعلام الإيرانية ووسائل الإعلام في دول المنطقة يجب أن تبذل جهودًا مضاعفة لتصحيح هذه التصورات وتقديم السرد الصحيح، الذي يُظهر إيران كشعب لطيف، ومتوحد، ومتعاطف ومهتم بتقدم جميع شعوب منطقة الخليج.

ما هي المبادرات الثقافية التي تطرحها إيران لتصحيح الصورة التي يحاول البعض تشويهها؟

كلما تمكنت إيران من التحدث إلى دول المنطقة بلغة الفن والتواصل معها، فإن ذلك يساعد في تصحيح الصورة الخاطئة عن إيران. على الرغم من أن إيران وشعبها يهتمان بأمنهم الدفاعي بشكل جاد، إلا أن جوهر وهوية إيران الدائمة هو في مجال الثقافة والفن. يجب على إيران أن تتواصل مع شعوب العالم والمنطقة بهذا الوجه التاريخي الرقيق، كما كان في العصور القديمة، وجه مليء بالغزل من حافظ وأغاني خيام الخالدة.

كيف يمكن استثمار فريضة الصيام لتعزيز العلاقات بين الشعوب الإسلامية؟

جزء جذاب من ثقافة الشعوب الإسلامية يتشكل في أيام الصيام وعيد الفطر. تُشكل العادات والتقاليد للشعوب المختلفة في أيام الصيام وعيد الفطر فرصة جيدة للتعرف على تقاليد المسلمين في هذا الشهر المبارك.

شهر رمضان من هذا المنظور هو شهر مبارك للغاية، حيث يمكننا في كل دولة أن نرى مقتطفات من عادات وثقافات تلك الأمة في هذه الأيام.