مستقبل هدنة غزة على كف الحرب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

09 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

رام الله - محمـد الرنتيسي

غزة التي بالكاد خرجت من ساحة الوغى، اكتشفت سريعاً أنها ذاهبة إلى ذات الحلبة، فحتى بعد اتفاق الهدنة، ظل نسق الصراع متتالياً بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال، بفعل تراكم قاسٍ للفعل وردّ الفعل، وظلت تتداخل مستويات التهديد والوعيد إلى درجات تعلو وتخفت، لا فرق أيضاً، وقد تبدو مثل هذه الحالة لوهلة، وكأنها خارج سياق المشهد، بيد أن تتابع مواقف الطرفين المثقلة بالقلق، تحمل أكثر من برهان، يؤشر على هكذا تهديد للهدنة، ولّدته تناقضات ومناكفات عدة منذ الأحرف الأولى لتوقيع الاتفاق قبل نحو شهرين.

ليس فقط في ذروة الحرب، بل وحتى في فترة الاستراحة المعروفة بـ"الهدنة" تستمر فصول المواجهة والمطاردة بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال إلى حين، إذ لا فرق في المشهد بين الهدوء والعاصفة، ولا تمايز للحرب عن السلم، بغض النظر عمّا ستؤول إليه مجريات الأوضاع الآخذة في التوتر.

هي "فترة تجريبية" امتزجت فيها حرقة الغزيين على فقد قريب أو خسارة منزل، بفرحة إخماد نار الحرب، لكن لغة السياسة أمام التداعيات الأخيرة، بدت مضطربة، وغير قادرة على الرسو على الموقف الذي يتمسك به أهل غزة وقوامه: "تجنب العودة للحرب والوقوع في حفرتها السحيقة".

فهل يستطيع الوسطاء تغيير مسار الحرب، أو وضع العقبات أمامها؟ خصوصاً وأن كيان الاحتلال يضغط لإخراج حركة حماس من الشهد السياسي الغزي بشكل كامل؟ وإلى أين تسير الهدنة؟ هل هي ذاهبة نحو الفصل الثاني من الحرب؟.

يجيب الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري: "خطر الحرب وارد لكنه ليس حتمياً، والغزيون أخذوا يتعاملون مع مجريات الأمور على هذا الأساس، وصحيح أن حركة حماس هي المقصودة في هذه المطاردة، لكن غزة التي تحملت عبء المواجهة الأولى، ستكون أمام واقع أشد قسوة هذه المرة".

وليست الحالة هذه المتولدة من المواقف المثيرة للقلق بالنسبة للغزيين، سوى مرآة لواقع أخذت تجلياته تظهر في خلفية المشهد الحقيقي للمطاردة المستمرة، والتي ربما تخرج للعيان الطلق، لا سيما إذا ظل التهديد بالحرب يتسيّد الموقف، وعليه، فحيثيات المواجهة بدأت تدب على وجه الأرض، وربما أبعد إلى ما هو تصعيد عابر.

استناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، فقد عاد الفلسطينيون إلى المربع الأول، بعد أن أضاعوا ما يكفي من الوقت فرقة وانقساماً ومناكفات، قبل أن يطل عليهم ترامب بمشروعه التهجيري، والذي يستهدفهم جميعاً، وربما أدركت حركة حماس استحالة استمرار حكمها لغزة، لكنها لا تفكر ولو بخطوة إلى الوراء، وأمام هذا الوضع بالغ التعقيد، تلوح في الأفق إمكانية العودة إلى حرب الإبادة وسحق غزة، وفق قوله.

وهكذا، يبدو مستقبل غزة على كف (نتنياهو ترامب) الأمر الذي سيفتح الباب مجدداً على حرب دامية، فالهدنة "الاستراحة" بدت كأنها على شفا جرف يوشك على الانهيار، فهل يتعين على حركة حماس أن تطرح سلاحها جانباً وتخرج من غزة المنهكة، لتجنيبها الفصل الدموي الأعنف؟ خصوصاً وقد بدأت الحركة مفاوضات قيل إنها سريّة مع الإدارة الأمريكية، وربما تقود إلى تغيير في المواقف؟.

المراقبون يقولون "ربما" لكن على الأرض فالقدرات العسكرية التي أظهرتها حركة حماس خلال مراسم الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين على مدار الدفعات السبع، إنما تؤكد أن الحركة لا تنوي التنازل عن سلاحها، بل إنها تبدو وكأنها تقول: "أنا اليوم التالي، وأنا القوة الأولى في غزة" وعليه، فالمطاردة بين الحركة والكيان مستمرة إلى حين تسوية شاملة.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق