ارتبطت الصورة الذهنية للسيرك القومي في حي العجوزة بمحافظة الجيزة المصرية، على مدى سنوات، بأنه ملاذ للفرح، حيث تتردد أصوات التصفيق وسط دهشة الجمهور أمام عروض الأسود والبهلوانات، لكن خلف تلك الصورة النابضة بالحياة تم الكشف عن سرٍ مروع: «حمير تُذبح في الخفاء لإطعام الوحوش وبيع جلودها».
في تطور ألقى بظلاله على السيرك القومي المصري، أعلنت النيابة الإدارية إحالة 4 من العاملين بالسيرك إلى المحاكمة التأديبية العاجلة، بتهمة التورط في ذبح «حمير» حية داخل المنشأة لتغذية الحيوانات المفترسة والمتاجرة بجلودها، وهي الواقعة التي كشفت عنها تحقيقات رسمية، وأثارت غضباً واسعاً.
بدأت القصة عندما تلقت النيابة الإدارية بلاغاً من مصادر داخلية بالسيرك يفيد بسماح العاملين الأربعة بدخول «حمير» حية إلى مقر السيرك في حي العجوزة بالجيزة. وبحسب التحقيقات، التي أشرف عليها رئيس هيئة النيابة الإدارية المستشار محمد عبد المقصود، تبين أن المتهمين نظموا عمليات ذبح سرية للحمير، بهدف استخدام لحومها كغذاء للأسود والنمور المستخدمة في العروض، مع الاحتفاظ بالجلود لبيعها في السوق السوداء لتحقيق مكاسب شخصية.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين، وهم من العاملين في قسم الحيوانات بالسيرك، استغلوا مناصبهم لتنفيذ هذا النشاط غير القانوني بعيدا عن أعين الرقابة. وأفادت تقارير بأن الحمير كانت تُجلب من أسواق محلية تحت ذريعة «التغذية» لكن الأمر تجاوز ذلك إلى تجارة غير مشروعة، وأن المتهمين «كانوا يذبحون الحمير ليلاً ويخفون الأدلة قبل بدء العروض»، وفق ما قاله مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته.
أخبار ذات صلة
وعلى الفور، أمرت النيابة الإدارية بضبط المتهمين وتفتيش الموقع، حيث عُثر على بقايا جثث حيوانات وأدوات ذبح تؤكد الاتهامات. وقررت الهيئة إحالة المتهمين الأربعة للمحاكمة التأديبية بتهم استغلال الوظيفة العامة، وإلحاق الضرر بالمال العام، ومخالفة قوانين حماية الحيوانات، كما وجهت النيابة خطاباً إلى وزارة الثقافة للتحقيق في كيفية حدوث مثل هذه الممارسات دون رقابة.
لم تمر الواقعة دون ردود فعل قوية، فعلى منصة «إكس» انهالت التعليقات الساخطة، حيث كتب أحد المستخدمين: «السيرك القومي من رمز ثقافي لمذبحة حمير؟ إلى أين وصلنا؟»، بينما طالب آخرون بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
0 تعليق