محليات
0

شعار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
الدوحة - قنا
استعرضت الجلسة الثانية من البرنامج الرمضاني الحواري "وآمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، دور الأسرة في بناء مجتمع متماسك وسليم، مشيرة إلى أبرز العوامل التي تتميز بها الأسرة الناجحة، وأبرز الأخطاء التي يقع بها الزوجان والتي قد تنعكس سلبا على حياتهما.
وناقشت الجلسة التي حملت عنوان "الأسرة المسلمة عنوان المجتمع السليم"، وأدارها الدكتور يحيى بطي النعيمي، في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، أهم الإيجابيات التي تعمر الأسر السليمة وتجعلها بوتقة حاضنة للمودة والرحمة، والسلوكيات الأخرى التي اتبعتها بعض الأسر وتسببت في ارتفاع معدلات حالات الطلاق، وذلك بسبب اتباع عادات وسلوكيات دخيلة على المجتمعات.
وفي هذا الإطار، أكد فضيلة الدكتور محمد المحمود، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أهمية الحديث في موضوعات الأسرة والاعتناء بها وتصحيح الأخطاء، وحث من يتمسكون بالأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة أن يحافظوا عليها، مشيرا إلى أن الأسرة هي أساس المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت الأسرة يظهر ذلك على المجتمع، وينتشر الفساد بعد ذلك.
وأوضح المحمود أن الأسرة في أساسها ينبغي أن تقوم على الدين، وعندما يتحقق هذا الأساس الأول، سيكون ما بعد ذلك الوضع سليم، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" تنكح المرأة لأربع، لمالها وجمالها وحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في صفات الزوجة التدين، فقال:" فاظفر بذات الدين تربت يداك"، وقال في الرجل:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه"، فأضاف على الرجل قضية الخلق، وبعض الناس يغفل هذا الجانب.
وأوضح أن العناية بحقيقة التدين بأن يكون الإنسان ذا خلق، فضلا عن المحافظة على الصلوات وأركان الإسلام الظاهرة، فيتخلق الشخص بالدين.
وقال: إن العلاقة يجب أن تكون قائمة على أساس "أن أؤدي ما علي وأنتظر ما لي"، مشيرا إلى قول الله سبحانه وتعالى :" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة". ونوه بغياب التشاور بين الزوجين، وهو ما يعبر عنه الآن بمبدأ الحوار، مؤكدا أنه إذا وجد الحوار الأسري بشكل صحيح قائم على الاحترام والتقدير حصل الاستقرار المنشود، وإذا غاب الحوار فقدت الأسرة أساسا من أسس قيامها واستمرارها.
وأكد المحمود في ختام حديثه، على قوامة الرجال على النساء، وأن خللا عظيما يحدث إن اختلت هذه القاعدة، وأنه لا بد من إعطاء كل صاحب سلطة اختصاصاته.
وسلط الدكتور عبدالسلام المجيدي الأستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر، الضوء خلال مداخلته على نماذج الأسر الناجحة في القرآن الكريم، مبينا أن سورة البقرة ابتداء من الآية 221 وامتدادا إلى الآية 242 رسمت خريطة لهندسة الوفاق الزوجي، حيث نجدها قد وضعت القوانين المتعددة التي تطبق الوفاق والفراق.
وتطرق المجيدي خلال مداخلته، إلى الحياة المعيشية الأسرية بين الزوج والزوجة، مستذكرا قصة سيدنا آدم عليه السلام وزوجته، وأن الرجل هو الذي تصدر لتحمل المغرم، كما هو متصدر فيما يجب أن يتوزع من المغنم، حيث قال المولى سبحانه وتعالى " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم".
وأشار إلى نموذج الأسرة الناجحة وهي أسرة سيدنا إبراهيم عليه السلام التي تتجسد فيها صور النجاح الأسري على أكمل وجه.
بدوره، قال الدكتور عبدالرزاق قسوم، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن ثقافة الأسرة هي المحدد الأساسي لتكوينها، معتبرا أن هذه المحددات تصنع المقومات التي تطبع الأسرة بطابع الانتماء الاجتماعي والثقافي والحضاري.
وأضاف أن العقيدة الدينية تأتي في ضوء هذه المقومات والمحددات كلها لإيجاد العلاقة المتينة بين الكائن الإنساني والمكون الإيماني، وهما خطان متوازيان يفضيان إلى التكامل من أجل بناء مجتمع إنساني أفضل.
وبين أن الأسرة المسلمة تقوم على دعائم، وهي الزوج والزوجة والأبناء، مؤكدا أن هناك داعما وضامنا أساسيا للأسرة المسلمة، وهو عقد الزواج، مشيرا إلى أن الأسرة المسلمة في واقعنا الحالي تواجه إيديولوجيات ومفاهيم ومصطلحات مشوهة قد طغت على المجتمع الإنساني، وانعكست سلبا على بناء الإنسان.
ولفت إلى أن هناك عدة مقاصد للأسرة المسلمة، أولها الإحصان والإعفاف، ثم حفظ النسل والمحافظة عليه صحيا ونفسيا واجتماعيا، إضافة إلى إشاعة السكينة والمودة، والإبقاء على النوع الإنساني، وهو هدف ومقصد أساسي. إلى جانب تلبية الحاجة للانتماء الإنساني، لأن الأسرة هي التي تنمي في الإنسان البعد الإنساني المفقود، لكونها تؤمن بالإسلام الذي هو دعوة للإنسانية في أسمى معانيها.
ومن جهته، أكد الدكتور البشير عصام المراكشي المدير العلمي لمركز إرشاد الدراسات والتكوين في المغرب، أن الخطاب الديني الصحيح يحفظ الأسرة من التفكك، إذ إن للذكر دوره ومهامه وللمرأة دورها ومهامها.
وأكد على ضرورة وقوف الرجل والمرأة في حدود خصائصهما، بحيث تكون الأسرة قائمة على الثنائية والاختلاف النوعي، لافتا إلى أن الأسرة لا تقوم فقط على الحب كما نراه مجسدا في المفاهيم التي يحملها الشباب، بل إن الأسرة قائمة على المودة والاحترام.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق