برنامج "وآمنهم من خوف" يناقش سبل استثمار الذكاء الاصطناعي لنشر صورة الإسلام الصحيحة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

28

11 مارس 2025 , 05:14م
alsharq

شعار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

الدوحة - قنا

ناقشت الجلسة الثالثة من البرنامج الرمضاني الحواري "وآمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، سبل استثمار التقنيات الحديثة لنشر صورة الإسلام الصحيحة، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في الاستخدامات المثلى.

وأشار المشاركون في الجلسة، التي حملت عنوان "التعريف بالإسلام في زمن الذكاء الاصطناعي"، إلى أنه يمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة في الأمور الإيجابية.

واستعرضوا أهم التحديات التي تواجهها التقنيات الحديثة، ممثلة بالذكاء الاصطناعي، والتي من أبرزها عدم استناد المعلومات التي تقدم للجمهور على مصادر موثوق بها مرتبطة بجهات رسمية مختصة، معتبرين أن هذه التقنيات تحتاج لإعادة تحديث بشكل مستمر، مع الاستعانة بآراء أصحاب الخبرات والعملاء وتحديدا في الجانب الديني.

وشدد الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، على أهمية العمل الجماعي المؤسسي لكون المرحلة التي نعيشها اليوم لا يصح فيها العمل الفردي، مبينا أن الله سبحانه وتعالى هيأ هذه التقنيات والوسائل الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ويمكن استخدامها لنشر الإسلام وتعميم الفائدة الإيجابية على الجميع.

وأوضح الدكتور الهاشمي خلال مداخلته، أن الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحاسب الآلي ويهدف إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري مثل التعليم والتفكر واتخاذ القرارات وحل المشكلات، منوهاً إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً في جميع المجالات، ومهما تطور تبقى الحاجة للداعي والمفتي لتحقيق الهدف المرجو.

ولفت إلى أن هناك أهمية كبيرة إلى أن تكون المعلومات الصادرة عن منصات الذكاء الاصطناعي مبنية على مصادرة موثوقة وجهات علمية معروفة مثال وزارة الأوقاف وإدارة البحوث، وألا نعتمد على الأفراد، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن السرعة قد تؤدي لتداخل المعلومات وعدم دقتها.

وتطرق الهاشمي إلى بعض التطبيقات الإلكترونية التي لا تعتبر مرجعاً دقيقاً بجميع المراحل، وخاصة المقاطع القرآنية الإلكترونية، والتي يتم تداولها عبر مواقع التواصل، والتي يشوبها الكثير من الملاحظات، مشدداً على أهمية القراءة من المصاحف الإلكترونية المعتمدة التابعة للجهات الرقابية المعروفة، والاستعانة بالمصادر المعروفة التي يحتاجها الفرد عند معرفة معلومة دينية معينة.

وتحدث عن المواقع الإلكترونية المختصة بتعريف الإسلام والتي يزورها فئات عمرية معينة للبحث عن معلومة سريعة، الأمر الذي يستدعي من القائمين على هذه المواقع مراعاة جميع الفئات العمرية التي ترتاد هذه المنصات، مشيراً إلى أهمية الاستعانة بالشباب لأن لديهم الكثير من الطاقات والأفكار التي لا تكون بالضرورة متوفرة عند جميع الفئات.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح للفرد الاستفادة من التفاعل المباشر ضمن منصات حية على مبدأ السؤال والجواب، ولكن جميع تلك المعلومات تحتاج بشكل كبير لمصادر ومعلومات موثوقة، لكي تعم الفائدة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الحاجة الأسمى دائماً تكون للذكاء البشري.

وقال: إن هذه التقنيات الحديثة تحتاج بشكل مستمر للتحديث والتطوير، ومواكبة كل ما هو جديد، مشيراً إلى أن هذه التقنيات سريعة ومتوفرة على مدار الـ24 ساعة ولكن لا بد من ارتباط المعلومات التي تقدمها بمصادر موثوقة.

ودعا الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، في ختام حديثه، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى إنشاء وحدة متخصصة للذكاء الاصطناعي لمواكبة هذه التطورات أولاً بأول، ومتابعة كل ما هو جديد، لتقديم المعلومات بأسلوب علمي دقيق، والاستعانة بتجارب الخبراء والعلماء وتوفيرها ضمن هذه التقنيات لتجنب الأخطاء والمعلومات غير الدقيقة التي يواجهها البعض بمنصات الذكاء الاصطناعي.

ومن جانبه، قال الدكتور عبدالفتاح محمد سعد، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، إن موضوع الذكاء الاصطناعي من أهم القضايا الحالية.. مشيرا إلى أن تقنيات وبرامج التواصل الحديثة هي بمثابة فرصة لنشر الإسلام، ولكن لا بد من حوكمة هذه البرامج والتقنيات والتحكم فيها.

وتحدث عن الإشكالات الأخلاقية التي تترتب على استخدام الذكاء الاصطناعي، قائلا: عندما تتناول برامج الذكاء الاصطناعي قضايا الإسلام ألا يحق لنا أن نسأل: من الشخص الذي زود الذكاء الاصطناعي بمعلومات عن الإسلام؟ وهنا تكمن الخطورة لأن الذكاء الاصطناعي عندما تزوده بمعلومات خاطئة عن الإسلام فإنه سينقل هذه المعلومة بخطئها، وهذا يؤدي إلى تحريف الإسلام فمن زود الجهاز بالمعلومات قد لا يكون ملماً بقواعد الدين الإسلامي وهو ما يدعو إلى حوكمة هذه الأجهزة.

وبدوره، أكد الدكتور كريستيان تنكريدي الداعية بمركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، أن برنامج /الشات بوت/ يمكن أن يجيب عن أسئلة كل من لديه شبهات عن الإسلام، شريطة أن يكون المبرمج من المتخصصين المسلمين، وتم إعطاؤه المصادر الصحيحة وأرشد إلى الطريقة السليمة.

ولفت إلى أن المحتوى الجاهز، كالكتب والمقالات، لا يتكيف مع المشارك، وأن البلاغة والوضوح والسلامة من الأخطاء في المحتوى الجاهز أمور لا غنى عنها، داعيا إلى أهمية تحديد الجمهور المستهدف، وجمع الموضوعات، لتحديد المحتوى والمضمون في الكتاب، للتعرف على الأمور المناسبة والاكثر تأثيراً، وما يجب أن يُترك لأنه قد تترتب عليه شبهات وأسئلة صعبة لا يُجاب عنها في نفس الكتاب.

واستعرض أبرز التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، قائلا، إن الدعوة ترتبط بإدراك الحد لهذه التقنيات، وألا نمنح الذكاء الاصطناعي ما لا يستحقه، كونه وسيلة فحسب.

ولفت إلى أن بعض الناس ينبهرون فيما يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي مثل تعديل البيانات وتصحيح الأخطاء اللغوية وغيرها، فيقيس على ذلك ويظن أن كل ما يقدمه الذكاء الاصطناعي سيكون جيدا، وهو ليس كذلك، مشدداً على أهمية عدم تغييب المشاعر، لما لها من قيمة، وألا يثق الناس بصورة كاملة في الذكاء الاصطناعي.

ومن جهته، قال الدكتور نور الدين الخادمي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر، إن الذكاء الاصطناعي هو آخر الألسنة الافتراضية ظهورا، وهو لسان العصر وواقعة كونية تضاف إلى مجموع الوقائع السابقة منذ قرن من الزمان تقريبا، بدءا من اختراع الراديو، ثم التلفزيون، ثم البث الفضائي ثم الثورة البيولوجية الوراثية ، ثم الثورة المعلوماتية وآخرها الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر سلاحا ذا حدين.

وتساءل عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تسويق الافتاء الشرعي، وكيف يمكن أن يقضي بين الناس فيما يعرف بوجدان القاضي وخاصة في الأحكام الجزائية التي يتعلق بها حفظ الأنفس؟ وكيف يمكن أن يعلم ويدرب على الملكة والمهارة في تحصيل العلم أو في تدريب نفساً أو في ترتيب أثراً؟

وأشاد بالمشروع الضخم الذي تقوم به دولة قطر فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي بجهد وصناعة وطنية مؤسسية فضلاً عن الجهد المدني والأهلي من جمعيات ومراكز بحوث ومختصين في هذا المجال، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود لمواكبة هذه التطورات بالصورة الإيجابية التي تعم الفائدة على الجميع.

 

 

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق