طلال الصبحي.. وجهٌ لا يغيب عن الذاكرة

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في ذاكرة «عكاظ»، حيث تتشابك الحكايات وتنسج الأيام خيوطها بين أروقة الصحيفة، هناك أسماء تبقى رغم الغياب، ووجوهٌ لا تُمحى من سجل الذكريات. من بين هؤلاء، يظل اسم طلال مسعود الصبحي، حاضراً، ليس فقط كمنفذ ومخرج فني أبدع في مجاله، بل كأخ وزميل وصديق ترك بصمة إنسانية قبل أن يترك أثراً مهنياً.

لم يكن طلال، مجرد زميل يمر مرور العابرين بين المكاتب، بل كان روحاً تبث الطمأنينة في المكان، رجلاً بأخلاقه الرفيعة وسجيّته النقية، صاحب ابتسامة دافئة وحديث هادئ يجعل حتى أكثر الأيام ازدحاماً تحمل في طيّاتها مساحة من الأُنس. كان قريباً من الجميع، متواضعاً في تعامله، حاضراً حين يحتاجه أحد، يمد يده بلا تردد، ويسعى لفعل الخير بصمت، وكأن ذلك جزءٌ من تكوينه.

25 عاماً قضاها بين زملائه في «عكاظ»، عاش خلالها بروح ملؤها الالتزام والتفاني، لم يكن يرى العمل مجرد وظيفة، بل مسؤولية يحملها بصدق، وفناً يتقنه بإخلاص. كان يُعرف بحرصه على التفاصيل، بلمساته الفنية التي تعكس حسّه الإبداعي، لكنه كان معروفاً أكثر بتلك الصفات التي لا تُدرج في الوصف الوظيفي: النقاء، العطاء، الوفاء.

حين رحل طلال في أكتوبر 2018م، ترك وراءه فراغاً لا يُملأ، وذكرى تضيء في قلوب زملائه الذين لم ينسوا حضوره، ولا كلماته البسيطة التي كان يلقيها بعفوية، فتُحدث أثراً يدوم. ما زالت المكاتب تحنّ لصوته، وما زالت المجالس تروي قصصه، وما زلنا حين نذكره، نتذكر معنى الزمالة الحقيقية التي تتجاوز حدود المهنة لتصبح صلة إنسانية لا يقطعها الغياب.

رحم الله طلال الصبحي، وأسكنه فسيح جناته.. غاب الجسد، لكن الروح التي أحبها الجميع باقية في الذاكرة، خفيفة كنسمة، عميقة كأثر لا يُمحى.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق