محليات

28

القرنقعوه - مستلزمات القرنقعوه

غنوة العلواني

تكثف السيدات المنتجات من صاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة جهودهن استعدادًا لليلة القرنقعوه، المناسبة التراثية التي ينتظرها الأطفال كل عام بفرح وحماس. وقد حرصت هؤلاء السيدات على تقديم تصاميم جديدة ومبتكرة من أكياس التوزيعات التي تحمل لمسات فنية وألوانًا جذابة تناسب أجواء الاحتفال، حيث يتم تعبئتها بأشهى أنواع الحلويات والمكسرات المحببة للأطفال.

وأكدت عدد من السيدات المنتجات في حديثهن لـ»الشرق» أنهن عملن على تجهيز الأكياس بطريقة مبتكرة تحافظ على الطابع التقليدي للمناسبة، مع إضافة لمسات عصرية تجذب الأطفال وتعزز من فرحة الاحتفال. وأشرن إلى أن الإقبال على التوزيعات الخاصة بالقرنقعوه كبير جدًا، حيث يتم تسويقها عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل «إنستجرام»، أو من خلال المعارض المحلية التي تشهد حضورًا واسعًا. ويستعد أهالي قطر للاحتفال بهذه الليلة التراثية التي تعكس العادات والتقاليد القطرية الأصيلة، حيث يرتدي الأطفال الملابس التقليدية ويجوبون المنازل للحصول على الحلويات والمكسرات، وسط أجواء من الفرح والبهجة تتخللها الأهازيج والأغاني الشعبية التي تمنح المناسبة طابعها المميز.

توزيعات عصرية

أكدت السيدة شيخة خميس، صاحبة مشروع للمأكولات الشعبية والحلويات، أنها بدأت استعداداتها لليلة النصف من رمضان بتجهيز مجموعة من أكياس الحلوى والمكسرات. وأوضحت أنها أعدّت تشكيلة مميزة من الأكياس الخاصة بالقرنقعوه، حيث قامت بشراء أنواع مختلفة من الحلويات والمكسرات الطازجة من محلات متخصصة في سوق واقف، وأضافت إليها لمسات عصرية بوضع أنواع من الشوكولاتة والحلوى المميزة التي يحبها الأطفال. كما أشارت إلى الإقبال الكبير على هذه التوزيعات، مؤكدةً حرصها سنوياً على ابتكار تصاميم جديدة تتناسب مع روح المناسبة.

وأوضحت أن الاحتفال بليلة القرنقعوه يُعد مهرجاناً تراثياً موجهاً للأطفال، ويُحتفى به في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، حيث تعكس هذه المناسبة العديد من القيم الإنسانية، مثل الرحمة، والأمانة، والسخاء، والتسامح، في إطار تعزيز الأخلاقيات الحميدة بين أفراد المجتمع.

وأضافت: «نحرص على تجهيز مستلزمات القرنقعوه قبل المناسبة ببضعة أيام، حيث نقوم بشراء الحلويات والمكسرات وبعض أنواع الشوكولاتة الخفيفة، ونضعها في أكياس جميلة ومزخرفة تعكس أهمية هذه المناسبة التراثية». وأكدت أن ليلة القرنقعوه تعد مناسبة رائعة يجتمع فيها الأطفال، ويجوبون الأحياء لتبادل التهاني والحصول على أكياس الحلوى والمكسرات التي صُممت خصيصاً لإضفاء البهجة على هذه الليلة المميزة.

الاحتفاء بالتراث

من جهتها، تحدثت السيدة مريم محمد، التي تُعد من المبدعات في هذا المجال وصاحبة خبرة طويلة في صناعة المنتجات المنزلية، قائلةً: «يعد الاحتفال بليلة النصف من رمضان تقليداً تراثياً سار عليه آباؤنا وأجدادنا، ونحرص على تجهيز متطلبات هذه الليلة منذ وقت مبكر، من حيث إعداد الأكياس وتجهيز المكسرات والحلويات التي توضع داخلها».

وأضافت: «نحتفل في كل عام بهذه الليلة، حيث يرتدي الأولاد والبنات الملابس التقليدية ويرددون الأغنية التراثية الشهيرة في المنطقة. أما نحن، فقد بدأنا التحضيرات منذ الأسبوع الأول من رمضان، وبدأنا في تلقي الطلبات على الأكياس والتوزيعات، إلى جانب إعداد صوانٍ خاصة بهذه المناسبة، تتضمن حلويات شعبية مصممة بطريقة راقية وجاذبة». وأكدت أن هناك إقبالاً كبيراً من الزبائن على هدايا القرنقعوه، التي تتكون من المكسرات بأنواعها، والنخي، وبعض أنواع الشوكولاتة الفاخرة، وغيرها من الحلويات. ولفتت إلى أن طرق التقديم تغيرت عن السابق، حيث باتت التصاميم أكثر تنوعاً وجاذبية، ولم تعد التوزيعات تقتصر على الأطفال فقط، بل هناك أكياس وهدايا مخصصة للكبار أيضاً.

وأشارت مريم إلى أنها حاولت ابتكار أشكال جديدة من التوزيعات، وأضافت عليها لمسات عصرية مثل استخدام الدانتيل، والعلب الورقية المزخرفة، وإضافة أنواع من الحلويات المحببة للأطفال في الوقت الحالي.

الملابس التراثية في ليلة القرنقعوه

أما عن الملابس التراثية الخاصة بهذه المناسبة، فقد أوضحت السيدة مريم: «نقوم بتصميم ملابس مخصصة للبنات الصغيرات تتناسب مع ليلة القرنقعوه، وأبرزها ثوب النشل أو البخنق، وهو ثوب مطرز بألوان زاهية، يُرتدى فوق الجلابية، وتُكمله الحُلي المذهبة التي توضع على الرأس. وتخرج الفتيات بهذه الإطلالة التقليدية مع أقاربهن للاحتفال بهذه الليلة المميزة». وأضافت أن هناك تصاميم جديدة للملابس التراثية، تم تطويرها بأسلوب يواكب العصر مع الحفاظ على الهوية التراثية الأصيلة، مما يمنح الأطفال تجربة احتفالية متكاملة تعكس أصالة الموروث الشعبي.