محليات
10

محمد دفع الله
د. بلال بارودي: الإسلاموفوبيا ظاهرة قديمة يعود تاريخها إلى فرعون
د. علي القره داغي: فكرة الخوف من الإسلام ظهرت من أيام قريش
د. إبراهيم الأنصاري: الخوف من الإسلام شعور بالنقص تجاه الحضارة الإسلامية
د. عصام البشير: هضم حقوق المسلمين تغولا من الدول العظمي.. والحق لابد من حمايته بالقوة
ناقشت وزارة الأوقاف في الجلسة الرابعة برنامج «وآمنهم من خوف» الرمضاني موضوع «موجات ومعاداة الإسلام والمسلمين ومكافحتها» وقد ناقش العلماء من وجهات نظر وزوايا متعددة محددين الأسباب والدوافع وما ينبغي اتخاه من معالجات لمكافحة هذه العداوة للإسلام.. وفيما يلي تنقل الشرق تفاصيل الجلسة:
أكد فضيلة الدكتور بلال بارودي - شيخ قراء طرابلس وأمين الفتوى بها - لبنان أن الاسلاموفوبيا ليست ناشئة اليوم أو الغرب، وإنها ناشئة فرعون، الذي يمثل الأساس والنموذج الأكبر في الصد عن سبيل الله، وهو الذي أطلق الاخافة من الحق عندما قال كما جاء في القرآن الكريم «وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ».
وقال د. بارودي: من تتعامل معه يسعى جاهداً أن يشوش عليك وأن يشوه صورتك، فنحن علينا في المقابل أن نحسن الصورة في أدائنا، لنقاوم هذا التشويش، ونجلي الحق لنقاوم هذا التشويه، فإن الناس بطبيعتهم مجبولون على حب الحق، ولكن هناك من يصدون عن سبيل الله.
وأضاف: افتتح الله سبحانه وتعالى «سورة القتال» بقوله تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. وهذا يعني أن هناك فئة في العالم ممتدة على مر الأزمان، ومن أسرار القرآن أنه اعتمد في إبانة الحق على الأسماء الموصولة وعلى الضمائر، حتى لا تنحصر المواجهة في عصر ما.
من هنا بدأت الإسلاموفوبيا
وقال الدكتور علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن جذور قضية الإسلاموفوبيا تعود إلى أسباب دينية، وتوسعية، واقتصادية، واجتماعية، وفكرية، لافتاً إلى أن فكرة الخوف من الإسلام بدأت أول مرة من قريش، مستشهداً بقوله تعالى: “وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون”.
وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه بعد خوف قريش من الإسلام، جاء اليهود لترهيب قريش منه، وبدأت هذه الفكرة تتبلور مع اندلاع الحروب الصليبية، إلى أن ظهر مصطلح الإسلاموفوبيا. مبيناً أن قاموس أكسفورد فسر هذا المصطلح بمعنى رُهاب الإسلام، أي الخوف من الإسلام وكراهيته.
وتابع: لقد قاموا بصياغة تعريف “الإسلاموفوبيا” بناءً على افتراءات غير صحيحة، مرجحين الأسباب إلى عدة أمور، على حد تعبيرهم، ومنها أن هذا الدين لا يرتقي أن يكون ديناً للعالم الغربي، وأنه غير قائم على التعايش أو السلام، وهذه ادعاءات لا أساس لها من الواقع.
الصهيونية استثمرت في الإسلاموفوبيا
قال الدكتور إبراهيم الأنصاري، عميد كلية الشريعة بجامعة قطر، إن «الإسلاموفوبيا» نشأت في الغرب، وهو مصطلح يعبر عما يتعرض له المسلمون والعالم الإسلامي حاليًا من ممارسات تمييزية في الغرب. وأضاف أن هناك تصويرًا خاطئًا للعالم الإسلامي على أنه عالم متوحش وجاهل ومتخلف، معتبرًا أن هذه الصورة هي إسقاطات من شمال أوروبا على الإسلام، نابعة من شعورهم بعقدة النقص تجاه العالم الإسلامي الذي كان في الماضي رمزًا للحضارة.
وأكد الدكتور الأنصاري أن الصهيونية العالمية استثمرت في الإسلاموفوبيا من خلال إنشاء الكيان الصهيوني، وعبر اللوبيات الصهيونية في أوروبا وأمريكا، وكذلك من خلال الجامعات والشركات ووسائل الإعلام المدعومة برأس المال الصهيوني. وأشار إلى وجود محاولات لتأكيد الصور النمطية السلبية عن العالم الإسلامي عبر الدراسات والمحاضرات ووسائل الإعلام، ومحاصرة أي صور إيجابية للإسلام في تلك الوسائل.
الانتقائية عرت الحضارة الغربية
قال الدكتور عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الصورة التي قدمها الغرب كأداة للتنوير المعرفي والقيمي قد انحسرت ويظهر ذلك في عدة مظاهر.
وأوضح أن المظهر الأول يتجسد في انهيار القيم وانتقائية التعامل مع الدين. وأشار في هذه الأثناء إلى أن من فجر أوكلاهوما لم ينسب فعله للمسيحية والذي قتل رابين كان يهوديا ولم ينسب فعله إلى الدين اليهودي ولكن الفعل الذي ينسب إلى بعض من ينتسب إلى الإسلام ينكره المسلمون عامتهم وخاصتهم وينسب إلى الدين في أصله ونصه. وأكد د. البشير أن هذا السلوك يبين انتقائية التعامل مع الدين والأشياء. ولفت إلى أن هذه الانتقائية كشفت سوءة الحضارة الغربية مسترشدا بأول عقوبة وقعت في الأرض بسب هتك الستر عندما أكل «آدم وحواء» من الشجرة فبدت لهما سوءاتهما ثم تعرت حالات السوء صورا وأشكالا.
وذكر د. البشير أن المسلمين عندما يعرضون قضاياهم أمام الأمم المتحدة ويطالبون بها وفق ما أقرته الأمم المتحدة من قوانين ولوائح يجدون رفضا وتغولا من جهة الدول الكبرى وهذا يكشف الانتفائية في التعامل وشدد هنا على أن الحق لابد من أن تحميه قوة.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق