- 15.85 مليار دولار قيمة سوق السلع الفاخرة بالمنطقة
- الكويت والسعودية وقطر حيوية للسلع الفاخرة ودبي سوق رائد للساعات الاستثنائية
- هواة الشرق الأوسط يؤثرون على أسواق التصميم العالمي وتفضيلات المستهلكين
يشهد سوق الساعات الفاخرة العالمي تحوّلاً ملحوظاً، حيث يبرز جيل جديد من هواة جمع الساعات في منطقة الشرق الأوسط كقوة دافعة لهذا التغيير. لم يعد الأمر مجرد اقتناء ساعة فاخرة، بل أصبح تعبيراً عن الهوية الثقافية والتقدير للفن الرفيع. فمن خلال شغفهم بالقطع الفريدة والمصممة حسب الطلب، يعيد هواة الجمع في الشرق الأوسط تعريف معايير الفخامة في عالم صناعة الساعات.
تقول مجلة ذي ناشيونال إن سوق الساعات الفاخرة العالمي يشهد تحولاً كبيراً، مدفوعاً بجيل صاعد من هواة جمع الساعات من الشرق الأوسط. فتقديرهم للفن، إلى جانب رغبتهم في اقتناء قطع فريدة تعكس تراثهم الثقافي، يُعيد صياغة مفهوم صناعة الساعات الفاخرة. ويؤدي هذا التأثير إلى اندماج الحرفية السويسرية التقليدية مع عناصر تصميم مستوحاة من الشرق الأوسط.
ويُسهم النفوذ المتزايد لهواة جمع الساعات في الشرق الأوسط بشكل كبير في زيادة الطلب على الساعات الفريدة والمُصممة حسب الطلب، كما يُسهم هذا النمو في نشوء مزيج ديناميكي من الحرفية الكلاسيكية والابتكار الحديث، ما يُحدث تحوّلاً جذرياً في صناعة الساعات.
ولطالما كانت منطقة الشرق الأوسط، لاسيما الكويت والإمارات والسعودية وقطر، سوقاً حيوية للسلع الفاخرة، حيث يفخر هواة جمع الساعات بذوقهم الرفيع، ويسعون جاهدين لاقتناء ساعات نادرة ومُصممة خصيصاً، وذات أهمية تاريخية.
يقول رئيس قسم الساعات في كريستيز الشرق الأوسط، ريمي جوليا قائلاً: «تؤكد دبي مجدداً مكانتها كسوق رائدة للساعات النادرة والاستثنائية في المنطقة. وتُعدّ العلاقات الراسخة التي نشأت مع هواة جمع الساعات هنا وفي أماكن أخرى محورية، إلا أن ثراء السوق، الذي اكتسبته على مدى عقود، والذي عززته بشكل ملحوظ طلبات من كبار العائلات والوزارات، ما يميزه حقاً».
وتبلغ اليوم قيمة سوق السلع الفاخرة في الشرق الأوسط نحو 15.85 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل ما يقارب 31.7 مليار بحلول 2030. وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية، يعزى هذا التوسع إلى ازدياد الثراء وتطور تفضيلات المستهلكين في أسواق رئيسية مثل الإمارات والسعودية.
ولأكثر من قرن، كانت صناعة الساعات السويسرية المعيار الذهبي للدقة والإتقان. ولاتزال علامات تجارية مثل أوديمار بيغيه ورولكس وبريتلينغ وتاغ هوير رموزاً واعدة في عالم صناعة الساعات. ومع ذلك، فإن الموجة الجديدة من جامعي الساعات في الشرق الأوسط تدفع دور الساعات إلى تجاوز الإتقان التقني، مشجعةً على دمج العناصر الشخصية والثقافية في تصاميمها.
وبينما يُعطي العديد من هواة الجمع الأولوية للعلامات التجارية، يُبدع المشترون من الشرق الأوسط مجموعاتٍ تروي قصصهم الخاصة. هذا الشغف باقتناء قطعٍ ذات قيمة ثقافية، تتميز بعناصر مثل فن الخط أو التصاميم المستوحاة من الشرق الأوسط، يُحفّز التعاون بين صانعي الساعات السويسريين والفنانين في المنطقة، ويتجلى ذلك في شراكة ريزيرفوار مع الفنان الإماراتي عبدالله لطفي.
وأكدت «ذي ناشيونال» أن تأثير هواة جمع الساعات من الشرق الأوسط لا يقتصر على الأسواق المحلية فحسب، بل يؤثرون أيضاً على التصميم العالمي وتفضيلات المستهلكين. ويتجلى ذلك في تزايد تبني العلامات التجارية العالمية للساعات للأنماط الثقافية، مما يعكس تقديراً أوسع للتراث المتنوع.
ولا يقوم هواة جمع الساعات في الشرق الأوسط باقتناء الساعات فحسب؛ بل إنهم يسهمون بشكل نشط في تشكيل مستقبل صناعة الساعات الراقية، وتُعد الفعاليات الصناعية مثل أسبوع دبي للساعات دليلاً على ذلك.
0 تعليق