ديوان الروضان... شيخ دواوين الكويت

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا تزال الكويت تتأنق بدواوينها، ولا تزال الملتقى الاجتماعي الأول لدى الكويتيين، وفيها تتداول الأمور الخاصة بالبلاد، وشؤون العباد، لتظل عصباً اجتماعياً وسياسياً وركناً أصيلاً، فهي ملتقى للتنوع الاجتماعي من مختلف التوجهات والأعمار والمهن.

وتكمن أهمية الدواوين في أنها تخلق المزاج العام للكويتيين، و"ديوان الروضان" الذي تم تجديده عام 1893 على يد مشاري العبدالله الروضان كبير العائلة، حينذاك، يعد واحدا من تلك الدواوين الشاهدة على تاريخ الكويت، وإحدى مؤسساتها غير الرسمية، بحكم الواقع والتوازن الاجتماعي الكويتي.

إذ يُمارس فيها جميع أشكال المشاركة المجتمعية والثقافية، والسياسية، وظلت هكذا حتى يومنا هـذا، ما دعا كثيرين إلى أن يطلق عليها "برلمان الكويت المصغر".

فتاريخياً، أدى ديوان الروضان في منطقة شرق دوراً رئيسياً في عملية التنشئة السياسية لأفراد المجتمع، في وقت لم يكن في المجتمع الكويتي أحزاب أو مشاركات سياسية، فتاريخ الديوان يعود إلى نحو 130 عاماً، وهو من ضمن مجموعة ما يطلق عليهم "دواوين البحر"، حيث يقع في شارع الخليج.

ومن أشهر دواوين الكويت "ديوان الروضان" الذي زاره سمو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وغفر له، ووقتها نتذكر أنه عند مغادرة سمو الشيخ صباح للديوان خرج معه فقط عميد عائلة الروضان العم روضان مشاري الروضان، الذي أطلق عليه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، "شيخ الدواوين".

وكما هو معروف عن العم روضان مشاري الروضان، أطال الله عمره، إنه يرحب ويهتم بنفسه بالديوانية يوميا قبل جائحة "كورونا"، خصوصا يوم السبت، لأنه اليوم الذي كان يتجدد فيه لقاء المحبة والإخاء بين أبناء المجتمع الكويتي، لا سيما أنه يوم إجازة، إذ يجتمع رواد الديوان من جميع فئات المجتمع، سياسيين وإعلاميين وديبلوماسيين واقتصاديين ومفكرين، وشخصيات كبيرة منها على سبيل المثال سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر المبارك، الذي زار الديوان، وكان، وقتذاك، مزدحماً بشكل غير طبيعي، كما زار الديوان ملك بريطانيا الملك تشارلز الثالث، وكان حينها وليا للعهد.

أيضا من رواد الديوان سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، وكذلك الشيخ حمد جابر العلي الذي كان يحرص على حضور الديوانية الصباحية كل ثلاثاء، قبل "كورونا"، ومعه ما لذ وطاب من الإفطار الشهي لرواد الديوانية.

وايضا الشيخ علي جابر الأحمد، بالإضافة الى كثير من اساتذة الجامعات والمثقفين ورجال الاعمال، كل ما سبق شاهد على أن "ديوان الروضان" هو المكان المفضل لكثير من أهل الكويت وزوارها، لما له من طابع تاريخي وطراز كويتي خاص، وموقع متميز على شارع الخليج.

وتدور الاحاديث في "ديوان الروضان" بشكل راق ودائما ما يمسك دفة الحوار السياسي المخضرم، والمعروف بهدوئه العم ناصر الروضان أحد أبناء عائلة الروضان المخلصين، والذي لا تفارق البسمة وجهه والتواضع سلوكه وشيمته، وهو ممن يجب الاقتداء بهم من الشباب حتى يتصل الجيل الحالي والمستقبلي بالأجيال الحاضرة والماضية، لأن بمثل أخلاق هؤلاء الرجال الذين نسجوا ذكراً طيباً بين مجتمعاتهم، تنار منابر الأخلاق والعلم، ليظل "ديوان الروضان" عامراً بالمحبة والود والفكر المستنير لما فيه الخير للكويت.

كاتب مصري

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق