نتيجة المخاوف من ركود الاقتصاد الأميركي بعد صدور البيانات الكاشفة عن تباطؤ النشاط
أفادت شركة كامكو انفست بأن أسعار النفط الخام واصلت تراجعها منذ الأسبوع الأخير من فبراير 2025، إذ تم تداولها دون حاجز 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ سبتمبر 2024. ويعكس هذا الانخفاض المخاوف المتزايدة بشأن انتعاش إنتاج أوبك وحلفائها، وسط توقعات السوق بزيادة الإنتاج بنحو 138 ألف برميل يومياً اعتباراً من الشهر المقبل، كما تفاقمت الضغوط بعد صدور البيانات الاقتصادية التي كشفت عن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي بوتيرة حادة، ما أثار مخاوف من ركود محتمل، إلى جانب تأثير البيانات الضعيفة الصادرة مؤخراً في الصين على معنويات المستثمرين بشأن أسعار النفط الخام. بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا التراجع تأثير التعريفات الجمركية على الطلب العالمي على النفط، على الرغم من قيام الحكومة بتقليص عدد من الإجراءات المعلنة أو تأجيل تنفيذها.
في المقابل، ساعد التراجع الحاد للدولار الأمريكي، الذي انخفض بنسبة 3.5 في المئة الأسبوع الماضي، مسجلاً بذلك أكبر تراجع أسبوعي منذ نوفمبر 2022 أمام سلة من العملات الرئيسية، في توفير بعض الدعم لأسعار النفط، ما ساهم في تسجيلها لبعض التعافي خلال جلسات التداول الأخيرة.
واوضحت الشركة في تقريرها حول اسواق النفط انه اذا ما استمرت حالة عدم اليقين الناجمة عن إعلانات السياسة التجارية الأمريكية في إرباك السوق، وذلك بعدما قررت الولايات المتحدة تأجيل فرض التعريفات الجمركية على الواردات المشمولة باتفاقية التجارة الحرة المعروفة باسم "USMCA" مع المكسيك وكندا حتى الشهر المقبل، بعد أن كانت قد بدأتها مبدئياً في مطلع الأسبوع الماضي. وفي تطور آخر، ضاعفت الولايات المتحدة تعريفاتها الجمركية على الواردات الصينية لتصل إلى نسبة 20 في المئة، ما دفع الشركاء التجاريين إلى الرد بإجراءات مماثلة، إذ فرضت الصين رسوماً جمركية على الواردات الأمريكية، مع تركيزها بشكل خاص على المنتجات الغذائية والزراعية.
وعلى جانب العرض، ساهم إعلان الولايات المتحدة بإعفاء النفط الكندي المصدر من ساحل الخليج من التعريفات الجمركية في تقليص الفارق السعري بين النفط الخام الكندي وخام غرب تكساس الوسيط، إلا أن ذلك ترك أثراً سلبياً على السوق بصفة عامة. كما تأثرت الأسعار في وقت سابق من الشهر الجاري بإعلان العراق استعداده لاستئناف إمدادات النفط عبر خط الأنابيب الممتد بين العراق وتركيا، وذلك بعد أكثر من عامين من التوقف، عقب مفاوضات ناجحة بين البلدين.
وفي سياق آخر، كانت التوقعات بزيادة العقوبات الأمريكية على النفط الخام الإيراني قد انعكست بالفعل على الأسعار، ما جعل التصريحات الأخيرة بهذا الشأن ذات تأثير محدود.
اما من حيث إنتاج النفط الخام، سجل إنتاج الأوبك أكبر زيادة شهرية خلال أربعة أشهر، إذ بلغ متوسط الإنتاج 27.35 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات وكالة بلومبيرغ، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ 14 شهراً. وجاءت هذه الزيادة مدفوعة بارتفاع الإنتاج في العراق وليبيا وفنزويلا والإمارات، مما عوض التراجع الذي سجلته نيجيريا.
وشهد سوق النفط الخام تقلبات حادة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث وصلت مؤشرات التذبذب إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام. وتذبذبت أسعار العقود الفورية للنفط الخام ضمن نطاق واسع خلال الشهرين الماضيين، إذ بلغ سعر مزيج خام برنت ذروته عند 83.5 دولار أمريكي للبرميل في يناير 2025، قبل أن ينخفض إلى أقل من 70 دولارا أمريكيا للبرميل في الأسبوع الثاني من مارس 2025. واتجهت الأسعار بشكل عام نحو الانخفاض خلال الأسابيع الأخيرة، مع تسجيل انتعاشاً هامشياً على فترات متقطعة في بعض جلسات التداول. وتم تداول العقود الآجلة لمزيج خام برنت حول مستوى 70 دولارا أمريكيا للبرميل بعد سلسلة من التراجعات الأسبوعية. وبلغ الانخفاض المسجل الأسبوع الماضي 3.85 في المئة، وهو الأشد حدة منذ 18 أسبوعاً، مدفوعاً بالمخاوف بشأن تأثير الطلب وسط حالة عدم اليقين المحيطة بالتعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على شركائها التجاريين، إلى جانب الإجراءات المضادة التي أعلنتها أوروبا والصين بصفة رئيسية.
0 تعليق