قدِّر نفسك

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كثيراً ما نسمع عبارة "قدمت" و"أعطيت"، و"لم أحظ بتقدير مناسب".

إن التقدير الذي ننشده نحن من نصنعه لأنفسنا، بل نحن من يحدد قدر هذا التقدير من خلال عطاءاتنا، وطريقة توجيهها ولمن توجهها.

قد نستغرب من ضيق أحدهم منا، حين نعرض عليه نزهة أو زيارة ما، ونلوم أنفسنا على الاهتمام الزائد، أو كما نسميه نحن. وفي الحقيقة قد نكون لم نراع طريقة تقديم المساعدة، فعندما تود تقديم بِر بأحد كن حذراً في انتقاء ألفاظك وأوقاتك، وحتى آلية تقديم المساعدة.

لا تعرض المساعدة علنا، ما قد يحرج الطرف الآخر من بعض الأشخاص، ولا تقدمها وكأنك الشخص الوحيد الذي يملك هذا الخيار، بل لا تقدمها مع عبارات تثير شفقة الطرف الآخر على نفسه وأنت لا تشعر، كأن تقول له: لماذا ترفض الخروج؟ أو لماذا أنت انطوائي؟ أو سأحاول أن أغير حياتك للأفضل، وهكذا.

فمثل هذه العبارات مزعجة لبعض الأشخاص، وقد تشعل فتيل الحزن على النفس، ما يدفع الطرف الآخر الى سوق العديد من التبريرات لرفض هذا العرض، مثل: لست بحاجة إلى هذا العرض، ومن شكا لك الحال.

فهو سيرفض تلك العروض، حتى وإن كان بحاجة لها ليس لشيء فقط انتصارا لنفسه. ثم إن التواجد المبالغ في حياة أحدهم قد يشعره بالملل منك، ما يدفعه لبعض التصرفات التي قد تضايقك أنت، وأنت تعتقد أنك تقدم له خدمات هو بحاجة إليها.

كل شخص يعرف احتياجاته، ويسعى الى تحقيقها، وأنت مجرد دافع، إن استجاب لك صاحب الحاجة، اذا كان وجودك إيجابيا، وإن لم يستجب لك كان ذلك الوجود سلبيا ومزعجا.

تستمر فيه اعتقادا منك بالإحسان، بينما هو إزعاج وتعب للطرف الآخر، لذا حاول أن توازن أثناء العطاء، لا تنس نفسك في ساحة العطاء فتتعب، وتضل طريق العودة، ويتنكر لك كل المارة، ولا تجد أحداً يأخذ بيدك ما يجعلك تشعر بالإحباط وعدم التقدير.

حينما يقبل عطاءك استمر وستقدر، وحينما يستثقل ذلك العطاء انسحب، واستثمره في مكان آخر، فالاستمرار يعني الإحباط وعدم التقدير.

حدد قيمة نفسك وعرفها أنت، أنت وحدك لا سواك، فأنت وحدك تعرف مدى المجهود المبذول المستحق للتقدير، أما الآخرون فلا يرون سوى النتائج، وقدِّر ذاتك باختيار من يقدرها، ويتقبل عطاءاتها، ولا تخذل نفسك، فخذلان النفس يعني ظلمها والمتسبب الأول فيه هو الشخص نفسه مدعي الظلم.

كاتبة كويتية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق