استعرض الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، خلال لقاء تلفزيوني ببرنامج “اللؤلؤ والمرجان”، القيم والمعاني العميقة التي يحملها الجزء الثالث عشر من القرآن الكريم، مستخرجًا منه دروسًا في الإحسان، التواضع، والتعامل مع المحن بنظرة إيجابية.

وأوضح الدكتور الأزهري أن هذا الجزء يسلّط الضوء على مفهوم “أنا” في القرآن الكريم، مشيرًا إلى الفرق بين “أنا” النورانية التي تبعث الطمأنينة وتنشر الرحمة، كما ورد في قول سيدنا يوسف لأخيه: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ}، وبين “أنا” الاستعلاء والغرور التي تُفضي إلى التكبر، كما قال إبليس: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ}. وأكد أن المؤمن الحقيقي هو من يستخدم “أنا” التي تنشر الطمأنينة والحب، وليس تلك التي تدفع إلى الغرور والتعالي.

كما تطرق الوزير إلى ثبات صفة الإحسان في شخصية سيدنا يوسف عليه السلام، موضحًا أن هذه الصفة لم تفارقه في أي من مراحله، سواء كان سجينًا أو ملكًا، حيث قيل له في الحالتين: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}. وأكد أن الإحسان لا يتغير بتغيّر الأحوال، بل هو خُلُق راسخ في النفوس العظيمة.

واختتم حديثه بالتأمل في قول سيدنا يوسف: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}، لافتًا إلى أنه لم يقل “إذ أخرجني من الجب”، رغم أن محنته بدأت هناك، لأن القلوب العظيمة لا تتوقف عند الألم، بل تركز على النعم. وهذا ما يجب أن يكون عليه حال المؤمن، حيث يتجاوز المحن ويركّز على فضل الله وشكره على نعمه.