نجوم مسلسل "إش إش"

المخرج والمؤلف استخدما إمكانيات كبيرة ليكون الأكثر مشاهدة في رمضان

مفرح حجاب

الدراما الشعبية منذ أن ظهرت دائما يكون لها جمهور كبير وحضور مميز وكل الفنانين الذين يشاركون فيها يمتلكون لزمات، ولكن في السابق كانت تعتمد على عمالقة التمثيل لتجسيد الأحداث بصورة قريبة الى الواقعية، بينما مسلسل "إش إش" الذي يعرض على مجموعة قنوات mbc اختصر تفاصيل كثيرة من خلال الاعتماد على "الشو" والطرب الشعبي، فبرغم ان بطلة المسلسل راقصة إلا ان المسلسل لم تشارك فيه اي راقصة محترفة للرقص الشرقي، بل ان مؤلف ومخرج العمل محمد سامي استبدل اشياء كثيرة وحاول ان يعتمد بشكل كبير على عنصر التشويق والمواجهة.

المسلسل يحكي قصة عائلة كانت تمتلك ملهى ليليا وقام عمال هذا الملهى بتدبير مكائد لصاحبته من أجل الاستيلاء عليه لتجد نفسها في السجن، ثم تظهر ابنتها "إش إش" التي لا تعرف الكثير عن أسرار الماضي لكن الأحداث تتكشف يوما بعد يوم، حين تبدأ في ممارسة الرقص للإنفاق على اسرتها، وكذلك عندما أرادت البحث عن الأمان والستر، وضعها القدر في مواجهة عائلة الجرتلي هذه العائلة التي استولت على اموال والدتها وعلى الملهى الليلي لتبدأ بعدها مراحل الانتقام لا سيما بعدما ضحك عليها مختار ابن رجب الجرتلي وافقدها أعز ما تملك حين خدعها بتمثيلية زواجه منها على يد مأذون مزور، ما اضطرها الى الالتفاف على رجب الجريتلي الأب للزواج منه والانتقام من الجميع.

اختار سامي ان يلعب على قصة الغناء الشعبي وقام ببناء ديكور كبير ووظف نجوم هذا الفن بطريقة مثالية واختار المطربين عبد الباسط حمودة، أحمد شيبة، محمود الليثي وحسن شاكوش وعمر كمال وهؤلاء تقريبا هم فاكهة الغناء الشعبي في مصر والعالم العربي وهو ما رفع ايقاع "الشو" في المسلسل وجعل الجمهور يردد العديد من الأغاني التي قدمت خلال الأحداث، وقد تميز سامي بأنه وظف مشاهد الغناء بشكل درامي، لكن في الوقت نفسه مي عمر لم تقنع الجمهور بأنها راقصة بالرغم من ان التمرينات انزلت من خلالها وزنها، وكم تمنيت ان تجسد هذا الدور راقصة من أجل ان تبدع اكثر في اداء شخصية إش إش، كما ان المحاور الدرامية الموجود في العمل لم تشهد عملية تحول كبيرة، لكن سامي حاول ان يقدم قيمة من البساطة وفرض حالة من التشويق على العديد من المشاهد.

مسلسل "إش إش" رغم انه من اكثر الأعمال مشاهدة خلال رمضان إلا انه اعتمد على البساطة في الحوارات التي تمت صياغتها بطريقة فيها لغة "العوالم" لتكون اكثر تعبيرا وفيها شيء من المتعة للجمهور، كذلك حاول محمد سامي إجراء عملية توازن بين عملية الانتقام والتألف بين عائلة إخلاص كابوريا وعائلة الجريتلي حتى تكون هناك احداث فيها عملية ترقب، اجتهد بشكل كبير في رسم المشاهد ليخرج العديد منها كلوحة فنية مبهرة، حيث استطاع ان يستخدم كل قدراته الفنية والإمكانيات الكبيرة التي تم توفيقها لتقديم عمل يستقطب جمهورا كبيرا، حيث كان ذكيا في الانتقال بين الأحداث، بينما ظهرت الراقصة دينا في اقل أدوارها الفنية ولا اعرف حتى الآن لماذا قدمت هذا الدور.

المخرج محمد سامي حاول ان يقدم فكرة قديمة ولكن قام بتلميعها بشكل جيد وتطويرها واختصر من خلالها الكثير من الأحداث حتى يقضي على عمليات التطويل والمط، ليقول في النهاية إن آلة الزمن لا تتوقف وأن ما تفعله اليوم سيكون أمامك والحق لا بد ان يعود إلى أصحابه مهما طال الزمن ولكن بطريقة الدراما.

مي عمر