أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن التماسك الداخلي يُعد خط الدفاع الأول لمواجهة محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، مشددًا على ضرورة تكاتف كافة المؤسسات الدينية والمدنية لنشر الوعي وتحقيق التلاحم الوطني. وأوضح الوزير أن تعزيز الحوار بين الشباب والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية يساهم في بناء جيل واعٍ وقادر على التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة، مما يدعم استقرار الوطن وأمنه القومي.
وأضاف الوزير خلال مشاركته في المائدة المستديرة الثالثة للبرنامج القومي لمواجهة الشائعات "تصدوا معنا"، أن المؤسسات الدينية تلعب دورًا حيويًا في مواجهة الشائعات، من خلال تقديم رسائل إيجابية تعزز قيم الوحدة والتماسك. وأشار إلى أهمية استثمار هذه المؤسسات في نشر الوعي بالمخاطر التي تشكلها الشائعات كسلاح يُستخدم لزعزعة استقرار المجتمع، مؤكداً أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهوداً مشتركة من جميع فئات المجتمع.
نقاش حول دور المؤسسات الدينية في مواجهة الشائعات
تحت شعار "نحو تعزيز دور المؤسسات الدينية في مواجهة الشائعات ودعم التماسك الداخلي"، نظمت وزارة الشباب والرياضة ثالث فعاليات المائدة المستديرة ضمن البرنامج القومي لمواجهة الشائعات "تصدوا معنا". انعقدت الفعالية في مركز الابتكار الشبابي والتعلم بالجزيرة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في الشأن الديني والإعلامي.
ناقشت المائدة الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية في الحد من الشائعات وتعزيز التماسك الداخلي، بالإضافة إلى التحديات والفرص التي تواجه هذه المؤسسات في الوقت الراهن. وخلص النقاش إلى أهمية تقديم توصيات عملية تُضاف إلى خطة العمل الشاملة التي يعدها الفريق البحثي للبرنامج القومي لمواجهة الشائعات، بهدف التصدي المبكر لتلك الظاهرة التي تهدد استقرار المجتمع.
مشاركة واسعة من خبراء ومتخصصين
شهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات البارزة في المجالين الديني والإعلامي، من بينهم الدكتور محمد عبد الرحمن، مشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ويوسف إدوارد، مدير الإعلام بالهيئة القبطية الإنجيلية ورئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، والدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة وعضو المجلس الأعلى للأزهر الشريف. كما شارك الأب هدية تامر ممثل الكنيسة الكاثوليكية، القمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والقس جرجس شفيق، إلى جانب عدد من الإعلاميين مثل شنوده فيكتور فهمي، مقدم برنامج "في النور" على قناة CTV، والدكتور رامي محمد عكمي، مقدم برامج دينية بالقناة الأولى.
إطار عمل البرنامج القومي "تصدوا معنا"
يُذكر أن المائدة المستديرة تُعد جزءًا من البرنامج القومي لمواجهة الشائعات "تصدوا معنا"، الذي أطلقته وزارة الشباب والرياضة عام 2021. يهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي الوطني من خلال تنفيذ فعاليات تدريبية وتثقيفية، بالإضافة إلى رصد وتتبع الشائعات والرد عليها. ويعمل البرنامج عبر وحدات وكوادر بشرية مدربة ومنتشرة على مستوى محافظات الجمهورية، بما يضمن تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الأخبار الكاذبة والشائعات.
توصيات لبناء جبهة مجتمعية واعية
في ختام النقاشات، أكد المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والمجتمع المدني لإيصال رسائل إيجابية تدعم قيم الوحدة الوطنية. كما شددوا على أهمية تدريب الشباب على التعامل مع الأخبار الكاذبة، وتعزيز قدراتهم في التحقق من المعلومات.
وأشار الحضور إلى أن تقديم منصات تواصلية تجمع بين الشباب والمؤسسات الدينية سيُسهم في بناء جبهة مجتمعية واعية وقادرة على التصدي للشائعات التي تستهدف تماسك المجتمع. وشددوا على ضرورة اعتماد خطة شاملة تُعزز العمل التكاملي بين مختلف القطاعات لمواجهة هذا التحدي الوطني بفاعلية.
بهذه الجهود، تواصل وزارة الشباب والرياضة لعب دورها المحوري في مواجهة الشائعات وتحقيق التلاحم الوطني، بما يضمن استقرار الوطن ويعزز مناعته ضد أي محاولات تهدف إلى زعزعة أمنه القومي.
0 تعليق