«غزة وأخواتها» في قلب الجحيم الأمريكي الإسرائيلي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

2

عوداً على بدء.. الاحتلال يشعل النار مجددا
19 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

الكيان يفتح نافذة للحرب على غزة مرة أخرى

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

ليست غزة وحدها التي كانت ترصد تداعيات وأبعاد الضربة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، فحتى دول الإقليم بدت معنية بطلائع خيار القوة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.

«غزة وأخواتها» بدت في قلب الجحيم الأمريكي الإسرائيلي، فالغارات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، تزامنت مع غارات إسرائيلية على أهداف لـ»حزب الله» في لبنان، وسبقتها هجمات متفرقة لجيش الكيان في غزة، فبدت المنطقة كأنها تحمل في منعطفاتها بصمات حرب سرعان ما هبّت نارها من جديد.

كانت كل التوقعات تؤشر على أن حكومة نتنياهو ستعطي الإذن لجيش الكيان لاستئناف الحرب على قطاع غزة ما لم يحدث تقدم حيال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، وعلى وقع اعتبار المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف رد حركة حماس على المقترح الأمريكي بأنه «غير مقبول» بدأت غزة تتعاطى بجدية مع الهجومين الأمريكي والإسرائيلي ضد الحوثيين وحزب الله، إذ باتت النار مصوبة حولها، ولا تبدو حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في معزل، في ظل إصرار واشنطن وتل أبيب على طي صفحة الصراعات في المنطقة مرة واحدة ونهائية.

في تقييم عميق لمجريات الأحداث في المنطقة، ترى الأوساط السياسية أن استراتيجية إنهاء الحروب التي ينتهجها ترامب، ربما تكون «على الساخن» بعد أن لاحت مؤشرات على أن المفاوضات طُبعت بالفشل نتيجة للتعنت الإسرائيلي، وهكذا ارتسمت ملامح حقل ألغام بدأ يحوّط الإقليم، في طريقه لتلمس إنهاء الحروب.

وفق الخبير في العلاقات الدولية وسام بحر، ففي الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام الأمريكي على كبح جماح الحوثيين في اليمن، تُنبئ مجريات الأمور في قطاع غزة عما هو أبعد من غارات عابرة، إذ تبدو أقرب إلى «حرب على مراحل» كما ألمح قادة عسكريون إسرائيليون غير مرة.

ويرى بحر أن الغارات التي بادر إليها جيش الاحتلال والمصحوبة بمجازر وحشية ذكرت بالأيام الأولى للحرب، والحصار المضروب على قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان، ليست سوى مظاهر حربية تنهش في أساسات البيان الفلسطيني، وهدفها التهجير وإلغاء الوجود الفلسطيني في غزة، مشدداً: «ما يجرى في غزة يُخفي خلفه غير تصريحات الساسة في الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، فمخطط الترحيل ما زال هدفاً استراتيجيا، وهذا يحتاج لمزيد من الضغط على المواطنين في غزة».

ويواصل في حديث لـ «الشرق»: «ليست موافقة ترامب على خطة نتنياهو في غزة والضفة والغربية سوى انتصار آخر لنار الحرب على حساب الجهود السياسية، والموقف الأمريكي في الجلسات المغلقة يقر باستئناف الحرب على غزة».

وبات في حكم المؤكد أن تستمر المواجهة الدامية في غزة حتى في خضم المحاولات السياسية لاستئناف مفاوضات التهدئة، ولعل الطريقة التي يتعامل بها الكيان مع غزة كـ»جيب» فلسطيني على شاطئ المتوسط، تمهد لمرحلة جديدة تفرض فيها السيطرة الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة.

ومرة أخرى ينعطف المسار في قطاع غزة باتجاه الحرب، وكان واضحاً أن غزة لن تنجو من هذه المعمعة الحربية في الإقليم، إذ لا يتطلب الأمر التعمق في قراءة الأجواء التي بدت ملبدة بسحب الحرب، فالتصريحات والمواقف المتسارعة من تل أبيب وواشنطن، فضلاً عما يجري على الأرض، كانت كفيلة بالإجابة على ما يمكن أن تنتهي إليه الأمور، خصوصاً وأن ثمة ارتباطا وثيقا بين الحوثيين وغزة، ظهرت تجلياته في خضم الحرب.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق