كما تعمل أنظمة المراقبة الذكيَّة، وكاميرات الرصد على تتبُّع تدفق الحشود، وإدارة أيِّ حالات طارئة بفاعليَّة وسرعة.
وتعتمد الجهات الأمنيَّة على خطط مرنة للتعامل مع الازدحام، حيث يتم تفعيل مسارات بديلة في حال امتلاء بعض المناطق، إضافة إلى تكثيف التوجيه عبر مكبِّرات الصوت لضمان التزام الزوَّار بالتعليمات والإجراءات التنظيميَّة.ووسط هذا التدفُّق الهائل، تواصل الهيئة العامَّة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبويِّ تقديم خدماتها لضمان راحة المصلِّين والمعتمرين.
ويتم تنظيف وتعقيم المصلَّيات على مدار الساعة، مع توفير كميَّات ضخمة من ماء زمزم البارد، وإعادة تعبئة الحافظات بشكل مستمر.

كما تعمل فرق الصيانة الميدانيَّة على التأكد من جاهزيَّة السجاد، وصيانة مرافق الحرم؛ لضمان توفر بيئة مريحة وآمنة.
وفي الساحات الخارجيَّة، تنتشر المظلَّات لحماية الزوَّار من حرارة الشمس خلال النهار، مع توفير ممرَّات مخصَّصة لكبار السِّن وذوي الاحتياجات الخاصَّة.
ولا تقتصر الجهود في المسجد الحرام على الجانب الأمنيِّ والخدميِّ فحسب، بل تلعب رئاسة الشؤون الدِّينيَّة بالمسجد الحرام والمسجد النبويِّ دورًا بارزًا في توعية الزوَّار، وإرشادهم، وتنظيم محاضرات ودروس دينيَّة؛ لتعريف المعتمرين بالأحكام الشرعيَّة الخاصَّة بالأمور العقديَّة والفقهيَّة، فضلًا عن توفير خدمات الفتوى عبر مكاتب مخصَّصة في أرجاء الحرم، وعبر التطبيقات الذكيَّة التي تتيح التواصل المباشر مع العلماء والمشايخ.
ومع استمرار التدفق الكبير من العصر حتى الفجر، تبقى المنظومة التنظيميَّة في المسجد الحرام نموذجًا عالميًّا لإدارة الحشود، حيث تعمل جميع الجهات المعنيَّة بانسجام تام لضمان سلاسة الحركة، وأداء العبادات في أجواء روحانيَّة مريحة وآمنة.
وبهذه الجهود المتكاملة، يعيش ضيوف الرَّحمن تجربة إيمانيَّة استثنائيَّة في أطهر بقاع الأرض، وسط خدمات احترافيَّة تجعل رحلتهم في رمضان ذكرى لا تُنسى.
0 تعليق