تُعد شونة الزبيب في أبيدوس بمحافظة سوهاج أحد أبرز المعالم الأثرية التي تعود إلى عصر الأسرة الثانية في مصر القديمة. يتميز هذا المبنى بتصميمه الفريد الذي اعتمد على الطوب اللبن، كما اشتهر بأسواره الضخمة المزينة بنمط الدخلات والخرجات، وهو التصميم الذي استوحاه لاحقًا المهندس المعماري إيمحتب في بناء المجموعة الجنائزية للملك زوسر بسقارة.
تم بناء شونة الزبيب من الطوب اللبن، المادة الأساسية المستخدمة في العمارة خلال ذلك العصر، فيما تعكس أسواره الخارجية بنمط الدخلات والخرجات طابعًا معماريًا مميزًا ربما كان له دور في تعزيز الجانب الدفاعي أو تحقيق تأثير بصري خاص. وقد أثّر هذا النمط لاحقًا على تصميم المجموعة الجنائزية للملك زوسر، مما يؤكد مكانة “شونة الزبيب” كنقطة تحول في تطور العمارة المصرية القديمة.
شونة الزبيب
يرجح العلماء أن المبنى شُيّد في عهد الملك خع سخم وي، أحد حكام الأسرة الثانية، حيث عُثر داخله على أوانٍ فخارية تحوي دفنات طيور وأختامًا تحمل اسم الملك، مما يؤكد ارتباطه الوثيق بهذا الموقع الأثري.
أخبار تهمك
حسام موافي يكشف مخاطر صيام مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين
خبز الفينو باللبنة وزيت الزيتون..سحور مثالي يمنحك الطاقة خلال الصيام
رغم أهميته التاريخية، لا يزال الغرض الحقيقي من بناء شونة الزبيب موضع نقاش بين الباحثين، حيث تتعدد الفرضيات حول وظيفته المحتملة:
معبد جنائزي: ربما استُخدم لعبادة الملك المتوفى، خاصة مع وجود دفنات الطيور التي قد ترتبط بطقوس دينية.
قصر ملكي: قد يكون مقرًا للحكم أو مركزًا إداريًا في فترة حياة الملك خع سخم وي.
حصن دفاعي: يُشير تصميم السور الضخم إلى احتمال استخدامه لأغراض دفاعية وحماية المنطقة من الغزوات.
تمثل شونة الزبيب نموذجًا فريدًا في تطور العمارة المصرية، خاصة مع كونها من أقدم المنشآت الباقية المصنوعة من الطوب اللبن، ما يجعلها مصدرًا مهمًا لدراسة الأساليب المعمارية في تلك الحقبة.
ورغم مرور آلاف السنين، لا يزال الغموض يحيط بهذا المبنى الفريد، ما يجعله واحدًا من أبرز المعالم الأثرية التي تستحق المزيد من البحث والدراسة للكشف عن أسراره المعمارية والتاريخية.
0 تعليق