الحوثي 'دبور زنَّ على خراب عشه'

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ عشر سنوات دأبت جماعة "الحوثي" على إقلاق السلم الإقليمي، تنفيذاً لأجندة تخريبية تعزيزاً لنفوذ بعض دول محور الشر في الإقليم، فيما كانت بعض القوى الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة تغض الطرف عن تلك الممارسات، إما لعلاقاتها غير المستقرة مع المملكة العربية السعودية، وإما لتحقيق أهداف دولية في أمكنة أخرى غير الشرق الأوسط.

هذا الوضع مثَّل في السنوات الأخيرة إزعاجاً كبيراً لحركة البضائع والبواخر التجارية في بحر العرب ومضيق باب المندب والمحيط الهندي، بل وصل في بعض الأحيان إلى الاعتداء على سفن عسكرية أميركية وبريطانية وفرنسية، تحت مبررٍ واهٍ، وهو ما يسمى "حرب إسناد غزة"، بينما الهدف الأساسي كان تعزيز الموقف التفاوضي الإيراني في المحادثات السرية بينها وبين المجتمع الدولي.

في المرحلة الأولى كانت الاعتداءات على بعض دول الخليج، التي وصلت إلى الأماكن المقدسة في السعودية، تواجه ضمن إطار خليجي موحد، مع الحفاظ على "شعرة معاوية" رغبة بالتوصل إلى هدنة طويلة رحمة من الخليجيين بالشعب اليمني المغبون والمظلوم جراء سيطرة تلك الجماعة على قرار صنعاء.

منذ السابع من أكتوبر عام 2023 بدأت تلك الجماعة توسيع إقلاق الاستقرار في باب المندب الحيوي، وهذه رسالة إلى كل المنطقة مفادها أن السلم الإقليمي بيد إيران ومحورها الشرير، وأن لا تسوية إلا من خلال طهران، فيما كالعادة، كانت العواصم الأربع التي تبجحت إيران بالسيطرة عليها، مجرد صندوق بريد.

اليوم الوضع تغير كثيراً، ولم تعد هناك أذرع أخطبوطية للحرس الثوري الإيراني إلا في صنعاء، بعد خروج بيروت ودمشق من النفوذ الإيراني، يضاف إلى ذلك أن الحجج التي يسوقها "الحوثي" بمساندة قوى دولية لها حساباتها الخاصة جداً والضيقة مع إيران، وهنا نعني روسيا، لن تغير في الرؤية العالمية للوضع، لأن لا علاقة بين أوكرانيا والشرق الأوسط، فمن المعروف أن المصالح الأميركية في المنطقة أكبر بكثير من غيرها.

لهذا فإن واشنطن معنية بالشأن الإقليمي أكثر من روسيا، ولن ترضى أن تعمل جماعة إرهابية على إقلاق الاستقرار البحري في صلب منطقة نفوذها.

لهذا كان رد الإدارة الأميركية السابقة طوال الأشهر الماضية على الإرهاب الحوثي بعمليات راعت فيها علاقته غير المستقرة من بعض دول الخليج، لكن مع إدارة الرئيس دونالد ترامب تغير الوضع كثيراً، لأنه يتعامل بواقعية مع المنطقة، وليس كسلفه جو بايدن.

لهذا فإن عملية التأديب التي أطلقها "تحالف حارس الازدهار" لحماية الممرات المائية التجارية في المنطقة كانت ضرورة لحماية السلم العالمي، خصوصاً أن هناك بعض الحالمين بتغيير العالم من خلال الإرهاب، وهذا لا شك يعيدنا إلى ما كان عليه الوضع عشية الحرب العالمية الثانية، التي اتسمت بسيطرة مجنون اسمه هتلر على القرار الألماني، ومن خلال ذلك أراد حكم العالم بالحديد والنار فكانت نهايته، ودمار ألمانيا.

من يساندون الحوثي، و"حزب الله" وما تبقى من العصابات الطائفية العراقية يبدو أنهم لم يتعلموا من دروس الماضي، واليوم بدأت تدور الدوائر عليهم فُرادى، وآخرهم المأفون الحوثي، الذي سيكون مصيره كمصير "حزب الله" في لبنان، لأن حسابات الكبار أكبر بكثير من "دبور زنَّ على خراب عشه".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق